المشهد: سينما العبوس

> لو كنت من كوكب عطارد ووصلت للأرض للتو وأحببت التعرف على السينما العربية لهالك الفارق الواسع بين سينما الترفيه والسينما الجادة. أول ما يخطر على بالك أنه لا توجد أرض وسط بينهما. ليس هناك الفيلم الذي يجعلك تتمتع بما تشاهده، وفي الوقت ذاته تتشبع بفنه وبمضمونه.
> طبعاً لا ننتظر من منتجي أفلام الترفيه الإقدام على تنويع أعمالهم ببعض المفادات الجادة. على أفلامهم أن تتوجه بكل طاقتها صوب الجمهور العريض حتى ولو كان بعضه لا يمانع في المزج بين الترفيه وبين الجدية.
> لكن ماذا عن السينما الجادة؟ هل يصح أن نسميها جادة أو عبوسة؟ لقد شاهدت في الأيام القليلة الماضية نحو عشرة أفلام عربية كل منها يحمل أطناناً من مسببات التشاؤم واليأس ومختلف صور الموت والعنف. بعضها عن الحروب الدائرة وبعضها عن الفقر المستطير والبعض الآخر عن سوء طالع أفراد أو جماعات. ألا يوجد شيء واحد في عالمنا العربي يمكن التفاؤل به؟ يمكن له أن يستبدل بعض المطروح بصور جميلة؟
> منذ أن ساد الاعتقاد الخاطئ بأن «على الفيلم أن ينقل الواقع» ساد نوع من الأفلام التي تعتقد أن الواقع هو واحد. عليه أن يكون ما يوعز على الأسى والشعور بالبؤس وقلة الحيلة. حالات تقوم نشرات الأخبار بتغطيتها ثم يأتي السينمائيون ليكرروها من جديد بأفلام أطول.
> هناك أشياء رائعة كثيرة في حياتنا ومواضيع حسّاسة وصادقة لا غش فيها والتنويع ضروري حتى لا يعتقد القادم من عطارد أننا أمة فاشلة حتى في فهم ماهية السينما.