روحاني يحذر ترمب من العمل بقرار ضد «الحرس» الإيراني

ظريف يلتقي قادة الميليشيا وطهران تربط تزايد احتمالات المواجهة العسكرية بسلوك واشنطن

وزير الخارجية محمد جواد ظريف يلتقي قادة «الحرس الثوري» بعد تصنيفه على قائمة الإرهاب (إيسنا)
وزير الخارجية محمد جواد ظريف يلتقي قادة «الحرس الثوري» بعد تصنيفه على قائمة الإرهاب (إيسنا)
TT

روحاني يحذر ترمب من العمل بقرار ضد «الحرس» الإيراني

وزير الخارجية محمد جواد ظريف يلتقي قادة «الحرس الثوري» بعد تصنيفه على قائمة الإرهاب (إيسنا)
وزير الخارجية محمد جواد ظريف يلتقي قادة «الحرس الثوري» بعد تصنيفه على قائمة الإرهاب (إيسنا)

لم تهدأ طهران منذ إعلان تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب، وحذّر الرئيس حسن روحاني، أمس، واشنطن من أن أي خطوة تنفيذية لقرارها «ستؤدي إلى مصائب لأميركا»، وأكد وزير خارجيته محمد جواد ظريف بعد لقاء قادة «الحرس» تصدي إيران لسلب مشروعية قواتها، ورهن المتحدث باسم القوات المسلحة أبو الفضل شكارجي تزايد احتمال مواجهة بسلوك القوات الأميركية في المنطقة.
ودافع روحاني عن دور إيران الإقليمي، وبخاصة دور «الحرس الثوري» وقال: «إذا تخطى الأميركان خطوة واحدة من مستوى الشعار ضد (الحرس)، فإنهم يعرفون أي مصائب سيواجهون».
وجمع روحاني، أمس، بين قرارين وقّع عليهما الرئيس الأميركي مؤخراً: الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان وتصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية، معتبراً إياها «خطوة حمقاء وغير حكمية»، كما ربط بين تصنيف «الحرس» والانتخابات الإسرائيلية وقال: «إذا يريدون إجراء الانتخابات يجب أن يشارك الفلسطينيون، وليس الإسرائيليون في الانتخابات».
ووصف روحاني «الحرس الثوري» بـ«مدافع الحرية والأمن للمنطقة وفي صدار مكافحة الإرهاب» وأضاف: «لا أحد في التاريخ يقبل بخطوة أميركا في التاريخ ولا يعيرها اهتماماً».
لم يقف تعليق روحاني المطول على ربط إسرائيل والموقف الأميركي من «الحرس»، إنما وضع عينه على ما يواجه في الداخل الإيراني من ضغوط بسبب تدهور الوضع الاقتصادي واتهامات تطاله بـ«سوء الإدارة». وأشار إلى أهمية «التضامن والتماسك والانسجام أكثر من السابق» ورهن تخطي الظروف الراهنة بقوله: «ليس اليوم وقت التذمر والتيارات والمجموعات ضد بعضها، وإنما وقت الوقوف في صف واحد وقوي؛ حتى لا يغلغل في صفوفنا ضد المؤامرة الأميركية».
وكان ترمب أعلن رسمياً الاثنين إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات «الإرهابية» الأجنبية؛ ما يفتح الباب أمام فرض عقوبات مشددة إضافية على طهران.
وكانت هذه «المرة الأولى» التي تستهدف فيها واشنطن منظمة «تشكل جزءاً من دولة» بهذه الطريقة، كما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في بيان حول القرار الذي يدخل حيز التنفيذ في 15 أبريل (نيسان).
وإيران مدرجة منذ عام 1984 على لائحة الولايات المتحدة لـ«الدول الداعمة للإرهاب» المحدودة جداً، والتي تضم كوريا الشمالية، والسودان، وسوريا.
وفكرة إدراج «الحرس الثوري»، وهو موازٍ للجيش تأسس عام 1979 من أجل حماية نظام «ولاية الفقيه» من التهديدات الخارجية والداخلية، على لائحة الإرهاب واردة منذ وصول ترمب إلى البيت الأبيض.
وبحسب ترمب، فإن هذا القرار «هو اعتراف بحقيقة أن إيران ليست فقط دولة ممولة للإرهاب، بل إن الحرس الثوري ينشط في تمويل الإرهاب والترويج له».
ورداً على ترمب؛ قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي، أمس: إن «أي مواجهة أميركية مع إيران في مجال الإرهاب سيقابله رد أقوى».
وقال شكارجي: إن «تزايد احتمال صدام عسكري إيراني - أميركي مرهون بنظرة وسلوك الأميركيين».
وعلق شكارجي على الخطوة الإيرانية المماثلة بتصنيف القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) على القائمة الإيرانية للإرهاب: إن «الولايات المتحدة صنفت قوات الحرس الثوري مجموعة إرهابية، ونحن أيضاً نعتبر القوات الأميركية في الشرق الأوسط إرهابية» موضحاً أن الخطوة الإيرانية «تعني أن القوات الأميركية في غرب آسيا وقواعد القوات الأميركية تعدّ إرهابية من الآن، ومواجهة إيران مع الإرهابيين تشمل هذه القوات».
ورد شكارجي على تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشأن المساواة بين سليماني وزعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي بعد تنصيف الحرس على قائمة الإرهاب، واعتبرها «دعائية»، لافتاً إلى أن إيران «اعتبرت قبل ذلك الرئيس الأميركي رئيساً لزعيم تنظيم (داعش)».
أتى ذلك بعد ساعات من لقاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف وقائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري لبحث الخطوة الأميركية، وذلك بحضور قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، وقائد القوات البرية محمد باكبور، وقائد الوحدة الصاروخية أمير علي حاجي زاده، ومساعد وزير الخارجية عباس عراقجي.
وتفاخر ظريف باللقاء الذي جمعه بخمسة من كبار قادة «الحرس الثوري» قائلاً: «خطوة ترمب ستؤدي إلى تعزيز الوحدة في إيران».
ونقل التلفزيون الإيراني عن ظريف قوله على هامش اللقاء: «جئنا اليوم للقاء قادة (الحرس)؛ حتى يكون حضورنا جدياً مثل السابق» معتبراً الخطوة الأميركية سبباً في «الوحدة والوئام في البلاد أكثر من أي وقت مضى». وفي نبرة ساخرة، اعتبر تصنيف «الحرس»: «دليلاً على فشل سياساتهم (الأميركيين) في المنطقة»، واعتبر دور «الحرس» الإقليمي في «دعم المظلومين» بالمنطقة، كما اتهم المعارضين للنظام الإيراني بتشجيع الولايات المتحدة على اتخاذ القرار ضد «الحرس».
وعقب اللقاء، نشر ظريف عبر حسابه على شبكة «تويتر»، قال فيها: «لن نسمح للتشكيك في مشروعية القوات المسلحة من المارقين الذين ينتهكون القانون».
بدوره، حمّل مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الولايات المتحدة «مسؤولة تبعات سياساتها».
دولياً، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: إن قرار واشنطن تصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية «شأن أميركي».
من جانبه، انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ترحيب السعودية والبحرين بتصنيف «الحرس الثوري» منظمةً إرهابيةً.
ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن المتحدث بهرام قاسمي، القول: إن المواقف «غير الحكيمة» للبلدين «تتناقض مع مبادئ عدم التدخل واحترام سيادة الدول». واعتبر أن مواقف البلدين «تدل على عدم إدراكهما الصحيح ورؤيتهما السطحية لواقع المنطقة، وعدم وعيهما بتداعيات المغامرة والخطأ الاستراتيجي الأميركي ضد أمنها واستقرارها».
في سياق موازٍ، انتقدت وكالة «إيسنا» الحكومية مواقف مسؤولين وشخصيات سياسية من مشروع الحكومة للانضمام إلى اتفاقية «فاتف»، التي صدرت بعد إعلان تنصيف «الحرس» على قائمة الإرهاب.
واحتجت الوكالة على «مماطلة» مجلس تشخيص مصلحة النظام في اتخاذ القرار حول مشروعين للحكومة للانضمام إلى اتفاقية منع تمويل الإرهاب (CFT) ومكافحة الجريمة المنظمة (بالرمو).
وكانت الحكومة حصلت على موافقة البرلمان بشأن المشروعين إلى تعديل قانونين محليين، هما مكافحة تمويل الإرهاب، ومكافحة غسل الأموال.
ومن المقرر أن يبحث مجلس تشخيص مصلحة النظام في اجتماعه السبت المقبل الاتفاقيتين، وذلك بعدما طلب البرلمان الإيراني من المجلس البت في خلافاته مع مجلس صيانة الدستور.
ونقل موقع البرلمان الإيراني عن رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي، حشمت الله فلاحت بيشه، أن مجلس تشخيص مصلحة النظام يمدد اتخاذ القرار حول اتفاقية «بالرمو» بطلب من الحكومة والبرلمان، لكنه في الوقت نفسه شدد على أهمية بحث الاتفاقيتين على ضوء التطورات الأخيرة.
ورفض فلاحت بيشه إثارة الخلافات السياسية حول المشروع الحكومة في الإنترنت، محذراً من تأثيرها على مصالح البلد، محملاً قرارات الإدارة الأميركية مسؤولية «الأجواء السلبية» حول مشروع الحكومة للانضمام إلى اتفاقية «فاتف».
وبحسب فلاحت بيشه، فإن مهمة روحاني زادت صعوبة بعد إطلاق الدول الأوروبية الثلاث آلية مالية «على خلاف الوعود».



نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل «ليست لديها مصلحة» في خوض مواجهة مع سوريا، وذلك بعد أيام على إصداره أوامر بدخول قوات إلى المنطقة العازلة بين البلدين في هضبة الجولان.

وجاء في بيان بالفيديو لنتنياهو: «ليست لدينا مصلحة في مواجهة سوريا. سياسة إسرائيل تجاه سوريا ستتحدد من خلال تطور الوقائع على الأرض»، وذلك بعد أسبوع على إطاحة تحالف فصائل المعارضة السورية، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، بالرئيس بشار الأسد.

وأكد نتنياهو أن الضربات الجوية الأخيرة ضد المواقع العسكرية السورية «جاءت لضمان عدم استخدام الأسلحة ضد إسرائيل في المستقبل. كما ضربت إسرائيل طرق إمداد الأسلحة إلى (حزب الله)».

وأضاف: «سوريا ليست سوريا نفسها»، مشيراً إلى أن إسرائيل تغير الشرق الأوسط، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل».

وتابع: «لبنان ليس لبنان نفسه، غزة ليست غزة نفسها، وزعيمة المحور، إيران، ليست إيران نفسها».

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه تحدث، الليلة الماضية، مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حول تصميم إسرائيل على الاستمرار في العمل ضد إيران ووكلائها.

وصف نتنياهو المحادثة بأنها «ودية ودافئة ومهمة جداً» حول الحاجة إلى «إكمال انتصار إسرائيل».

وقال: «نحن ملتزمون بمنع (حزب الله) من إعادة تسليح نفسه. هذا اختبار مستمر لإسرائيل، يجب أن نواجهه وسنواجهه. أقول لـ(حزب الله) وإيران بوضوح تام: (سنستمر في العمل ضدكم بقدر ما هو ضروري، في كل ساحة وفي جميع الأوقات)».