تركيا قد تطلب المزيد من صواريخ «إس 400» وبديلاً لمقاتلات «إف 35»

إردوغان يشدد على إلغاء نتيجة الانتخابات المحلية في إسطنبول

بوتين (يمين) ناقش في الكرملين مع ضيفه إردوغان التسريع في تسليم منظومة «إس 400» (رويترز)
بوتين (يمين) ناقش في الكرملين مع ضيفه إردوغان التسريع في تسليم منظومة «إس 400» (رويترز)
TT

تركيا قد تطلب المزيد من صواريخ «إس 400» وبديلاً لمقاتلات «إف 35»

بوتين (يمين) ناقش في الكرملين مع ضيفه إردوغان التسريع في تسليم منظومة «إس 400» (رويترز)
بوتين (يمين) ناقش في الكرملين مع ضيفه إردوغان التسريع في تسليم منظومة «إس 400» (رويترز)

أعلنت الرئاسة الروسية أمس، استعداد موسكو لإبرام صفقة جديدة مع تركيا لتزويدها بدفعة أخرى من منظومات صواريخ «إس 400». وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن روسيا تبحث عن الفرص المناسبة لتعزيز تعاونها مع تركيا، وتمتلك الإمكانات والمعدات التقنية اللازمة لذلك. وأضاف أن تعزيز التعاون بين تركيا وروسيا، أمر طبيعي، لافتاً إلى أن موسكو لديها علاقات تعاون في المجال العسكري مع العديد من البلدان حول العالم.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده قد تقدم موعد تسليم منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400» المقرر في يوليو (تموز) المقبل، على الرغم من اعتراضات واشنطن. ولفت إلى أن أنقرة قررت الحصول على هذه المنظومة من أجل الحفاظ على أمنها. وأضاف: «هذا الإجراء الذي اتخذناه حفاظاً على أمن بلدنا لا يستهدف دولة ثالثة ولا ينقل حقوقنا السيادية إلى دولة ثالثة». وتابع إردوغان، في تصريحات لمجموعة من الصحافيين رافقوه في رحلة عودته من زيارته لروسيا، نُشرت في وسائل الإعلام التركية أمس (الأربعاء)، أن ثمة اهتماماً عالمياً كبيراً بقرار أنقرة شراء منظومة الدفاع الروسية، مشيراً إلى أن الصفقة تمت، وهي جاهزة. وأشار إلى أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يعتبر الأمر قراراً سيادياً لتركيا، و«نحن واحد من أقوى الجيوش في حلف الناتو. فكيف لم يتطرق أحد إلى هذا الجانب عندما بدأت الانتقادات حول الصفقة؟ أعني لماذا لا يحق لواحد من أقوى جيوش الناتو الحصول على نظام دفاع جوي قوي؟».
وزار إردوغان موسكو، الاثنين الماضي، وأجرى محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا سيما بشأن تسليم منظومة الصواريخ الروسية بعد أن أصرت واشنطن على ربط حصول أنقرة على المنظومة الروسية بحصولها على طائرات «إف 35» الأميركية التي طلبت تركيا شراء 100 منها وتشارك في برنامج مشترك لتصنيعها. وعلقت الولايات المتحدة في بداية أبريل (نيسان) الجاري تسليم المعدات الأرضية المتصلة بتشغيل طائرات «إف 35» المصممة للتواصل في الوقت الحقيقي مع الأنظمة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما في ذلك الصواريخ الدفاعية. وتبدي قلقاً من أن تُستخدم تكنولوجيا «إس 400» لجمع البيانات التكنولوجية عن الطائرات العسكرية التابعة لحلف الناتو. وعرضت واشنطن صواريخ باتريوت الأميركية على أنقرة، شريكتها في حلف الناتو، كبديل للصواريخ الروسية، لكنّ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي زار الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، قال في مقابلة تلفزيونية، أمس، إن «الموافقة الأميركية غير مضمونة بعد. ونحن لا نحتاج فقط إلى نظام (إس 400) واحد، نحن بحاجة إلى أنظمة دفاعية أخرى. إذا كانت الولايات المتحدة لا ترغب في بيع صواريخ باتريوت، بإمكاننا أن نحصل غداً على نظام (إس 400) ثانٍ، أو على نظام دفاعي آخر». وأضاف أن تركيا لم تتلقَّ رداً إيجابياً من واشنطن بشأن اقتراحها تشكيل مجموعة عمل مشتركة للنظر في شراء أنقرة المخطط لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسية ووضع أي مخاوف بشأن عدم التوافق أو الأمن على الطاولة، وإذا رفضت الولايات المتحدة بيع أنظمة باتريوت، سيتعين على أنقرة تلبية احتياجاتها الدفاعية من أماكن أخرى والبحث عن بدائل، وإذا لم تتسلم طائرات «إف 35»، فإنها ستلبي احتياجاتها في هذا المجال أيضاً من طرف آخر، إلى حين صناعة مقاتلاتها بنفسها. وشدّد على أن «لغة التهديد في التصريحات الأميركية» ضد تركيا تضر بالصداقة بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك أنظمة صواريخ «إس 300» لدى بعض دول الناتو (في إشارة إلى اليونان)... وبالتالي فإن امتلاك أي نظام للدفاع الجوي لا يتعارض مع عضوية الناتو.
في سياق موازٍ، قدم عضوان بمجلس الشيوخ الأميركي، أحدهما جمهوري والثاني ديمقراطي، مشروع قرار يطالب بفرض عقوبات على مسؤولين أتراك لدورهم في اعتقال مواطنين أميركيين وموظفين محليين في قنصليتي أميركا في إسطنبول وأضنة.
ويدعو مشروع القرار، الذي قدمه السيناتور الجمهوري روجر ويكر، والسيناتور الديمقراطي بن كاردين، أول من أمس، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لحث تركيا على احترام الحريات الأساسية، مشيراً إلى أن الآلاف وقعوا ضحايا لتحريك دعاوى ضدهم لدوافع سياسية. وقال السيناتور كاردين في البيان: «سجن الحكومة التركية ظلماً مواطنين أميركيين وأتراكاً يعملون موظفين لدى الولايات المتحدة في تركيا يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوقهم الإنسانية... مشروع القرار الذي قدمناه يوضح أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع التعنت التركي على مدى سنوات فيما يتعلق بهذه القضايا». ويطالب مشروعُ القرار الإدارةَ الأميركية بفرض عقوبات على كل المسؤولين الأتراك الكبار ممن لهم دور في الاعتقالات التي وصفها بـ«الظالمة» لمواطنين وموظفين أميركيين، تتضمن منع هؤلاء المسؤولين من السفر إلى الولايات المتحدة وتجميد أي أصول لهم فيها. وقال السيناتور الجمهوري توم تيليس، وهو واحد من ستة أعضاء في المجلس عملوا على صياغة مشروع القرار، «رغم أن الحكومة التركية اتخذت خطوة في الاتجاه الصحيح بإطلاق سراح القس الأميركي أندرو برانسون في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فإنه لا يزال على تركيا فعل المزيد لإبداء حسن نياتها والعمل كشريك في حلف شمال الأطلسي». ووجهت إلى المواطنين الأميركيين والموظفين المحليين في البعثات الدبلوماسية تهماً بالتجسس ودعم والارتباط بمنظمات إرهابية منها حركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن، التي أعلنتها الحكومة منظمة إرهابية بعد أن حمّلتها المسؤولية عن تدبير محاولة انقلاب فاشلة وقعت في 15 يوليو 2016.
وفي السياق، فشلت السلطات التركية في محاولة إلغاء قرار لمحكمة بريطانية يمنع تسليم الملياردير التركي أكين إيبك إلى أنقرة بدعوى صلته بحركة غولن. وكانت محكمة وستمنستر الجزئية، قد قضت العام الماضي، بأن إبيك واثنين آخرين لا ينبغي تسليمهم إلى تركيا، لأنهم معرّضون لانتهاك حقوق الإنسان الخاصة بهم في حال عودتهم. وأوقفت بريطانيا إيبك، وكلاً من علي تشيليك وطالب بويوك، في العام الماضي، بعد طلبات من تركيا بتسليمهم، بدعوى أنهم أعضاء كبار في حركة غولن. ورفضت المحكمة طلباً تركيّاً بالطعن على قرار بمنع ترحيل إيبك لمواجهة اتهامات بتمويل الإرهاب والاحتيال وتهم أخرى.
وقال القاضي في محكمة وستمنستر جون زاني، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، إن لديه تحفظات جدية بشأن الوضع الحالي لسيادة القانون في تركيا، ورفض طلب تسليمهم، قائلاً إنهم مهددون بسوء المعاملة عند عودتهم من بريطانيا. وأيّدت القاضية في المحكمة العليا إليزابيث لينغ، ذلك الحكم، أول من أمس، وقالت: «أرفض هذا الطلب الجديد بالسماح بالطعن» على الحكم السابق. وكانت الحكومة التركية قد استأنفت على قرار محكمة وستمنستر أمام المحكمة العليا، لكن المستشارة إليزابيث لينغ، رفضت الاستئناف في أثناء نظره أول من أمس، ووجدت أن القاضي جون زاني طبّق القانون بشكل صحيح.
وفيما يتعلق بالانتخابات المحلية في تركيا، التي لا تزال نتائجها الأولية وبخاصة في إسطنبول تشعل الجدل، قال إردوغان في تصريحاته التي نُشرت أمس، إن «على اللجنة العليا للانتخابات إلغاء نتائج انتخابات إسطنبول وإعادتها، لوقوع مخالفات يتعلق أبرزها بتعيين مسؤولي صناديق الاقتراع. اللوائح تتطلب تعيين مسؤولي صناديق الاقتراع من بين موظفي الخدمة المدنية بالدولة لكنّ هذا لم يحدث في بعض الأماكن التي استعانت بموظفين من خارج هذه الفئة... زملاؤنا أثبتوا ذلك. ومن الطبيعي أن يثير كل ذلك شكوكاً. إذا نظروا إلى الأمر نظرة صادقة، سيؤدي ذلك إلى إلغاء الانتخابات».



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟