ترمب يهنئ نتنياهو: فرصة أفضل للسلام

TT

ترمب يهنئ نتنياهو: فرصة أفضل للسلام

هنأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على فوزه بولاية خامسة في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت أول من أمس، وحقق فيها نتنياهو فوزاً بفارق ضئيل. وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض صباح أمس الأربعاء، إنه قد يكون من السابق لأوانه إعلان فوز نتنياهو، لكنه سمع أنه اقترب كثيراً من الفوز.
وقال ترمب: «أود أن أهنئ بيبي (نتنياهو). وأعتقد أننا سنرى بعض الإجراءات الجديدة فيما يتعلق بالسلام». وأضاف الرئيس الأميركي: «أعتقد أن لدينا فرصة وأعتقد الآن مع فوز نتنياهو، أن لدينا فرصة أفضل».
وفي إجابته عن سؤال حول موعد الكشف عن الخطة التي يعمل عليها صهره ومستشاره البارز جاريد كوشنر، لم يوضح ترمب الموعد، واكتفى بالقول إنه ستكون هناك «بعض الإجراءات الجيدة»، وإن الخطة «سيتم إعلانها قريباً».
ودعم الرئيس ترمب نتنياهو بحماس خلال الشهور الماضية دافعاً بخطوات أثارت الكثير من الجدل بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إضافة إلى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية.
وتعمل إدارة ترمب بزعامة صهره جاريد كوشنر منذ شهور على تطوير خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومبادرة أميركية لم يكشف عنها النقاب بعد، إلا أن الجانب الفلسطيني أبدى الكثير من الشكوك في تلك المبادرة التي سميت إعلامياً بـ«صفقة القرن»، نظراً لدعم ترمب الواسع لإسرائيل. وشكك العديد من القادة الفلسطينيين في قدرة ترمب وصهره في العمل كوسطاء بين الجانبين.
ورغم التسريبات التي جرت حول بعض ملامح الصفقة، فإن المسؤولين الأميركيين لم يكشفوا عن المخططات الغامضة التي تقترحها المبادرة الأميركية. وأعرب مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي في شهادته أمام الكونغرس، عن توجهات مخالفة لما سبق طرحة من إدارات أميركية سابقة، موضحاً للمشرعين الأميركيين أن ما قدم في السابق من تصورات ومقترحات للسلام قد فشل. ويعتقد المحللون أن ذلك قد يعني إعادة نظر الإدارة الأميركية في مسألة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية في المستقبل. ويؤكد ذلك رفض وزير الخارجية مايك بومبيو الإجابة بشكل واضح حول سؤال ما إذا كان يساند مسألة حل الدولتين.
وخلال الأيام التي سبقت الانتخابات الإسرائيلية أصدر نتنياهو تصريحات أزعجت الكثير من المحللين والخبراء الأميركيين، عندما صرح نتنياهو للناخبين أنه يستطيع ضم المستوطنات اليهودية التي بنيت في الضفة الغربية، وهي خطوة يسعى بها لإضفاء الشرعية على سيطرة إسرائيل على أجزاء من الدولة الفلسطينية المأمول إقامتها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».