اقتحامات جديدة للأقصى في يوم الانتخابات

اقتحامات جديدة للأقصى في يوم الانتخابات
TT

اقتحامات جديدة للأقصى في يوم الانتخابات

اقتحامات جديدة للأقصى في يوم الانتخابات

اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى، أمس، تلبية لدعوة جماعات الهيكل المزعوم، باقتحام المسجد في يوم الانتخابات الإسرائيلية. وسُجل اقتحام عشرات المستوطنين للمسجد تباعاً، قبل أن يُنفذوا جولات استفزازية في المكان.
وتوتر الموقف مع محاولات مستوطنين إقامة صلوات تلمودية، وهو أمر متفق على منعه بين إسرائيل والمملكة الأردنية، صاحبة الولاية على المقدسات. وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف الإسلامية فراس الدبس، إن 133 مستوطناً، من بينهم طلاب معاهد وجامعات دينية يهودية، اقتحموا المسجد الأقصى على مجموعات، واستمعوا إلى شروحات من مرشدين حول الهيكل، وأدوا أثناء ذلك طقوساً تلمودية.
واقتحام الأمس جاء بعد يوم من اقتحام مماثل. وكان «اتحاد منظمات الهيكل» دعا إلى تكثيف الاقتحامات للأقصى، بالتزامن مع انتخابات «الكنيست».
ونشرت جماعات الهيكل، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى مواقعها، دعوات لتكثيف الاقتحامات، وقال ما يعرف بـ«اتحاد منظمات الهيكل»، إنه يجب جعل يوم انتخابات الكنيست يوماً مركزياً لاقتحام الأقصى. وحثّ الاتحاد أعضاءه على انتخاب أي من الأحزاب، التي تنادي بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى لصالح المتطرفين.
واقتحام الأقصى أصبح متكرراً بشكل شبه يومي. ورصد تقرير صدر عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، الاثنين، أكثر من 100 انتهاك للمسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف خلال شهر مارس (آذار) المنصرم، في إشارة واضحة إلى ازدياد حالات الاقتحامات والتدنيس للمسجدين، بواقع 56 انتهاكاً للأقصى، و53 للإبراهيمي.
واستمد المستوطنون قوة إضافية، أمس، من خلال مئات الجنود وعناصر الشرطة المنتشرين في القدس بشكل استثنائي بمناسبة الانتخابات. وحوّلت إسرائيل المدينة إلى ثكنة عسكرية، ودفعت بمزيد من رجال الأمن إلى الشوارع. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها نشرت «قوات معززة في جميع أنحاء البلاد، من أجل تمكين جميع أصحاب حق الاقتراع من الوصول بأمان إلى آلاف مراكز الاقتراع، وممارسة حقهم في التصويت في جميع أنحاء البلاد».
وبحسب الخطة المرسومة، تم نشر 17 ألفاً من عناصر الشرطة والمتطوعين، بالإضافة إلى الآلاف من حراس الأمن المدنيين، في مراكز الاقتراع المختلفة. وقالت الشرطة إن «القوات الكبيرة، العلنية والسرية، هدفها منع أي نشاط غير قانوني، من شأنه أن يضر بنزاهة الانتخابات وسيرها السليم».
وكانت إسرائيل أغلقت الضفة الغربية، وعزلت قطاع غزة كذلك، بمناسبة الانتخابات. وشمل ذلك إغلاق المعابر ومنع دخول حَمَلة التصاريح إلى إسرائيل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.