1660 كاميرا لتخويف العرب في عملية الاقتراع الإسرائيلية

جدل مع مستوطن يحمل جهاز تصوير خفياً في بلدة عربية نشرها موقع «عرب 48»
جدل مع مستوطن يحمل جهاز تصوير خفياً في بلدة عربية نشرها موقع «عرب 48»
TT

1660 كاميرا لتخويف العرب في عملية الاقتراع الإسرائيلية

جدل مع مستوطن يحمل جهاز تصوير خفياً في بلدة عربية نشرها موقع «عرب 48»
جدل مع مستوطن يحمل جهاز تصوير خفياً في بلدة عربية نشرها موقع «عرب 48»

على الرغم من الانتقادات الواسعة له في الشارع الإسرائيلي، واتهامه بالترويج لسياسة عنصرية، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سياسة التحريض على الناخبين العرب، واتهامهم بتزوير الانتخابات بهدف إسقاطه، واتهم منافسه بيني غانتس بالتهادن معهم، وأرسل كاميرات وأجهزة تنصت للنشيطين من صفوف «الليكود» (حزبه)، لكي يراقب عمليات التصويت لديهم، واستخدام ذلك في التهديد السياسي والشخصي لمن يصوت بشكل حر للقوائم العربية.
وكان يوم الانتخابات الإسرائيلية قد شهد في بدايته قنوطاً وبروداً، وظلت نسبة التصويت منخفضة حتى الساعة السابعة مساء، فلم تتجاوز 40 في المائة (وفي صفوف العرب 20 في المائة فقط)، مع أنها بلغت 52 في المائة (33 في المائة بين العرب) في انتخابات عام 2015. وقد أزعج هذا الوضع جميع الأحزاب، فراحت تلجأ إلى وسائل مستهجنة لجلب الناخبين عبر الشبكات الاجتماعية. وخرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بنداء عاجل يتحدث فيه عن ظروف طارئة، وخطر سقوط اليمين، «نتيجة للتحالف الخفي بين حزب (كحول لفان) (أزرق أبيض) برئاسة بيني غانتس والعرب».
وقام الناطق بلسان نتنياهو بتعميم بيان كاذب على الجمهور، ادعى فيه أنه حصل عليه من مصادر موثوقة، تبين أن غانتس يسعى لتجنيد الفلسطينيين أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة، الموجودين في إسرائيل بلا تصاريح، «حتى يقنعوا أقاربهم من فلسطينيي 48 ليصوتوا له ويسقطوا نتنياهو». وأضاف أن غانتس يجند ألوف الفلسطينيين الذين «يحاولون إقامة خلايا إرهاب نائمة». وادعى أن غانتس وزع منشوراً باللغة العربية يقترح فيه صفقة معهم تقول «سنعطيكم تصاريح وهوية إسرائيلية إذا منحتم لي أصواتكم».
واتضح أن البيان كاذب، ولا وجود له في أي مكان، إنما هو مجرد أسلوب تشويه وتضليل يستخدمه «الليكود». وقد رفع غانتس شكوى إلى الشرطة ولجنة الانتخابات بهذا الشأن.
وكان «الليكود» قد أوصل إلى صناديق الاقتراع في القرى والبلدات العربية (فلسطينيي 48)، مندوبين يحملون الكاميرات الدقيقة المتطورة، لتوثيق العمليات الانتخابية. والكاميرات عبارة عن زر صغير يعلق على القميص. وعندما اكتشفها مندوبو الأحزاب العربية قاموا بطردهم، وحدث صدام كاد يتطور إلى شجار دام. لكن الشرطة تدخلت وفضت بين الأطراف، فيما قررت لجنة الانتخابات منع تفعيل الكاميرات.
وأظهر شريط فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي قيام أحد المراقبين العرب بمدينة الناصرة بإحضار الشرطة لممثلي حزب «الليكود» في لجان المراقبة، مطالباً إياهم بإخراج ما قال إنها كاميرا خفية على شكل قلم وضعت على قبة القميص.
وعلى خلفية هذا التصرف، دعا نشطاء الأحزاب العربية إلى توخي الحذر، والإبلاغ عن تكرار مثل هذه الحادثة، حفاظاً على سير العملية الانتخابية، وعدم إحداث بلبلة في مراكز الاقتراع. واعتبر تحالف «الحركة الإسلامية والتجمع»، في بيان له، أن «قيام نشطاء الأحزاب اليمينية بالدخول إلى صناديق الاقتراع في المجتمع العربي هدفه بث الرعب وتشويش العملية الانتخابية». وأشار إلى أن «خوف نتنياهو من السقوط، وخوف الأحزاب اليمينية الفاشية من عدم عبور نسبة الحسم نتيجة نسبة تصويت مرتفعة في الشارع العربي، تقودهم لاستخدام أدوات فاشية وعنيفة لمنع الناخبين العرب ونزع الشرعية عن صوتهم».
وادعى نتنياهو أن هذه العملية قانونية للغاية، وجاءت لكي يمنع تزوير الانتخابات. وتعتبر «الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير» برئاسة أيمن عودة المتحالف مع الدكتور أحمد الطيبي، أكبر القوى العربية في إسرائيل.
وجاء في بيان صادر عن «تحالف الجبهة والعربية للتغيير»، أن «هذه محاولات بائسة لقطعان اليمين المنفلت لاستفزاز المواطنين العرب داخل البلدات العربية، في اليوم الذي ندعو فيه للتصويت ضد اليمين، وضد من يرهب المواطنين العرب، ويستمر في الاستيطان والاحتلال». وأكد أن «هذه الاستفزازات لن تردع جماهيرنا عن ممارسة حقها في التصويت». وقال الناطق الإعلامي باسم حملة الجبهة رجا زعاترة، لوكالة الصحافة الفرنسية، «قدمنا شكوى عاجلة للجنة الانتخابات المركزية لإخراج وبشكل عاجل كل الكاميرات المخفية، لأنها مخالفة للقانون».
وأكد المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد، «أن هناك عدداً من المخالفات» في مراكز اقتراع في المنطقة الشمالية.
وقال أحمد الطيبي «إن (الليكود) يحاول في يوم الانتخابات التأثير باستخدام كاميرات خفية في المواقع العربية، لأن نتنياهو يريد ألا يصل العرب لصناديق الاقتراع، ويريد خفض نسبة التصويت عند العرب». وقال نتنياهو لصحافيين في مركز اقتراع بالقدس «يجب أن تكون هناك كاميرات مخفية في كل مكان».
المعروف أنه في الوسط العربي في إسرائيل يوجد 1660 صندوق اقتراع. ولديه 1.5 مليون ناخب، ما يعادل 15 في المائة من مجموع الناخبين. وتتنافس على أصواتهم قائمتان عربيتان وقوائم اليسار. وهناك انخفاض كبير في نسبة التصويت لديهم عادة، وترتفع نسبة المقاطعة هذه المرة بسبب غضب الشارع على فض وتفكيك القائمة المشتركة.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.