الرزاز يعرض خطة عمل حكومته ويرحب بالاحتجاجات السلمية

شدد على وجود {شرط جزائي} في اتفاقية الغاز مع إسرائيل

TT

الرزاز يعرض خطة عمل حكومته ويرحب بالاحتجاجات السلمية

برأ رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز حكومته من إبرام اتفاقية استيراد الغاز من إسرائيل، فيما جدد التأكيد على موقف بلاده مما بات يعرف «بصفقة القرن»، قائلاً إن الأردن بيده المفتاح الأهم بشأنها، «ألا وهو القرار الرافض لها (قيادة وحكومة وشعباً)».
وعرض الرزاز في مؤتمر صحافي مطول أمس الثلاثاء، خطة عمل الحكومة للمرحلة المقبلة، وكذلك إنجازاتها للربع الأول من العام الحالي 2019، خاصة فيما يتعلق بملف التشغيل والحد من البطالة والفقر في المملكة. وفي معرض رده على تساؤلات الصحافيين، أكد الرزاز تضمن اتفاقية الغاز مع إسرائيل شرطاً جزائياً، بخلاف ما شككت به أوساط نيابية في جلسة رقابية عقدت مؤخراً، مشيراً إلى أن «الانفكاك من هذه الاتفاقية من عدمه مرتبط بالمصلحة العليا للبلاد».
واعتبر الرزاز أن السؤال الذي طلب النواب توجيهه من الحكومة إلى المحكمة الدستورية، حول أحقية البرلمان بإنهاء الاتفاق، هو من صلاحيات المحكمة وأن السؤال هو إجرائي، فيما تساءل قائلا: «لكن السؤال الأهم ما هي مصلحة الوطن العليا في هذا الموضوع؟ علينا أن نأخذ بالعامل الاقتصادي ولكن يجب أن نعي البعد السياسي لهذه الاتفاقية».
وعن احتمالات عودة الحراك الاحتجاجي إلى الدوار الرابع الذي تم تكليف الرزاز بتشكيل حكومته على وقعه العام الماضي، رحّب بأي مشاركة «حضارية سلمية»، سواء باللجوء إلى الاعتصام أو من دونه.
وأضاف: «نحن نفخر في الأردن بأن شبابنا يعبر عن رأيه بطريقة سلمية وحضارية، ونفخر بأن أجهزتنا الأمنية تتعامل بمستوى عالٍ من المسؤولية، ونفخر بأنه لا تراق نقطة دم. فالشباب الأردني يعرف حقوقه وواجباته، ولا يقطع الطرق ولا يغلقها ولا يعبث بالممتلكات العامة».
ونوه الرزاز إلى أن الحكومة ستسعى إلى تقريب وجهات النظر في حال الاختلاف، ملمحاً إلى إجراء انتخابات برلمانية كطريق «للحل»، وقال: «نسعى كحكومة لتأمين كل وسائل التواصل بالشراكة وبالطرق السلمية وبالطرق الإيجابية التي تؤدي إلى تصحيح الخطأ إذا كان هناك خطأ، أو إذا كان هناك سوء فهم بين الشركاء فلنوضح وجهات النظر ونتفق أو نختلف ومن ثم يكون صندوق الاقتراع والعملية الديمقراطية هي طريقنا للحل. هذا هو ديدن الأردن وديدن ثقافتنا السياسية».
أما بشأن موقف الأردن من صفقة القرن، فقد جدد الرزاز موقف بلاده الثابت منها، رغم إشارته إلى أن «مفاتيحها بيد أكثر من طرف»، وقال إن المفتاح الأهم أردنياً، هو «القرار الرافض لها قيادة وحكومة وشعباً» على حد تعبيره.
وقال الرزاز إن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام بشأن قبول الأردن للصفقة، هو لغايات التهويل، وأضاف: «موقف الأردن ثابت ولن يتزعزع». وقال: «لا توجد جهة أكثر وضوحا تجاه هذا الملف من الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني».
وتحدث الرزاز عن آخر تطورات جلب زوج عمة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وليد الكردي، المتهم في قضايا استثمار الوظيفة العامة، والمقيم في بريطانيا، حيث وصف القضية بـ«الشائكة».
وقارن الرزاز بين قضية الكردي وقضية القيادي الجهادي في التيار السلفي أبو قتادة الذي حوكم في الأردن وصدر حكم بالبراءة فيه عام 2014 بعد جلبه من بريطانيا بعد 12 عاماً من المطالبة، وقال: «أبو قتادة الإرهابي 12 سنة حتى عاد للأردن وهم يدركون أنه إرهابي».
ونوه إلى أن حكومته حوّلت منذ بداية العام 81 قضية من هيئة النزاهة ومكافحة الفساد إلى القضاء. وكشف عن وجود 370 ألف عاطل عن العمل في البلاد، وأن الحكومة وفرت إلى الآن 8 آلاف فرصة عمل حقيقية من أصل 30 ألف فرصة، وفقا للخطة الحكومية للحد من مشكلة البطالة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.