في حين يتواصل الجدل حول إمكانية حجب توزيع جائزة نوبل في الآداب، للعام الثاني على التوالي، بسبب ما آلت إليه أوضاع الأكاديمية السويدية التي تمنح الجائزة، مضت جائزة أدب الأطفال في ذكرى الكاتبة السويدية الشهيرة آستريد ليندغرين في مسارها التقليدي. فقد تم الإعلان عن منح هذه الجائزة الأرفع، بعد جائزة نوبل في الآداب، لهذا العام للكاتب البلجيكي - الفلمندي بارت موييرت، وذلك لأن «في لغة موييرت الموسيقية المكثفة، تتناغم العواطف والرغبات المكنونة. ومن خلال الحضور السينمائي، يصور لنا الكاتب اللحظة التي تتجلى فيها العلاقات الإنسانية، فيما يتواصل التعقيد السردي المضي في سبله قدماً. إن كتابات بارت موييرت تعد تأكيداً على مكانة أدب الأطفال والناشئة في العالم»، حسب لجنة تحكيم «جائزة آلما في أدب الأطفال».
ولد بارت موييرت في عام 1964، من أصل فلمندي، وهو يعيش في أنتويرب (بلجيكا). بدايته الأدبية كانت في عام 1983، برواية «Duet met valse noten» التي حصدت عدة جوائز. ومنذ ذلك الحين، أصدر أكثر من 50 عملاً أدبياً وفنياً، بثيمات متنوعة شملت أشكالها كتباً مصورة، وكتب الشباب والشعر، ونصوصاً تلفزيونية، ومسرحيات وتراجم لكثير من الروايات، كما يقوم الكاتب بتدريس مادة الكتابة الإبداعية، وقد ترجمت كثير من أعماله إلى أكثر من 20 لغة.
في معرض الحديث عن شعوره بعد فوزه بهذه الجائزة القيمة، قال الكاتب: «عندما كنت في التاسعة من عمري، قرأت كتب أستريد ليندغرين، وكان عالم أستريد ليندغرين عائلتي، وعالمها عالمي الحقيقي. وفي وقت لاحق، فهمت أن عالمها كان يدور حول الشمولية، وكان ذلك بالنسبة لي سلوى لأنني كنت وحيداً في عائلتي الكبيرة، حيث كنت أصغرهم سناً. ما أسعى إليه هو توسيع حدود ما يعرف بأدب الطفل».
وتبلغ قيمة الجائزة 5 ملايين كرون، أي ما يعادل نصف مكافأة جائزة نوبل. وتأتي تيمننا بذكرى كاتبة الأطفال آستريد ليندغرين التي رحلت عن هذا العالم قبل 16 عاماً، تاركة وراءها إرثاً كبيراً من المؤلفات التي ترجمت غالبيتها إلى جميع لغات العالم تقريباً، وجائزة تمنح باسمها منذ عام 2003، حيث كان أول من نالها الصحافية كاتبة قصص الأطفال النمساوية كريستينا نوستيلغر، والرسام الأميركي من أصل بولوني ماوريس سانديك، وهي جائزة ذات أفق واسع، وتشمل كل ما يتعلق بأدب الأطفال والناشئة، سواء أكان أدباً مكتوباً أو محكياً بلغة ما، أو أعمال التخطيطات والرسومات التي تحكي قصة ما.
وفيما تشترك هذه الجائزة بعالميتها مع جائزة نوبل للآداب، إذ لا تتوقف عند جنسية الكاتب، بل تخص الجميع، ومن مختلف البلدان والأجناس، فإن جائزة آستريد ليندغرين تختلف عن جائزة نوبل في أن تسمية المرشحين لها تتم بشكل علني.
ومما يميزها أيضاً أنها تمنح ليس لأشخاص فرادى فحسب، بل ولمؤسسات تعني بثقافة وأدب الأطفال، ومن بين المؤسسات التي حظيت بها مؤسسة «تامر» التعليمية في فلسطين عام 2009. كما أن أسماء المرشحين تعلن قبل فترة من إعلان الاسم الفائز. وفي هذا العام، بلغ عدد المرشحين للجائزة 246 مرشحاً، من 64 بلداً.
من أعمال بارت موييرت
في خريف عام 2018، نشر لبارت موييرت كتاب بعنوان «Tegenwoordig heet iedereen Sorry» (أصبح الجميع حزانى هذه الأيام)، وهي صورة حادة مليئة بالعاطفة لبيانكا البالغة من العمر 12 عاماً. والكتاب الوحيد الذي تم نشره باللغة السويدية هو «Het is de liefde die we niet begrijpen» (الحب الذي لا يفهم)، ويصور عائلة في حالة تفكك، تُرى من خلال عيون فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، وتدور أحداثه خلال ليلة رأس السنة الحافلة بالأحداث. وفي السيرة الذاتية «Broere» (2002)، يروي موييرت بروح الدعابة والدفء كيف كانت نشأته كأصغر الأخوة السبعة. وقد تمت معالجة الكتاب مسرحياً (حيث مثل الكاتب نفسه)، وحصل على جائزة «Wttertje Pieterse» المرموقة.
وأخيراً، فإن الحائز على جائزة أستريد ليندغرين هذا العام ليس كاتباً لأدب الأطفال فحسب، بل مبدع متعدد المواهب في الموسيقى والغناء والرسم.
البلجيكي بارت موييرت يفوز بجائزة آستريد ليندغرين السويدية
تعد الأكبر بعد جائزة نوبل للآداب
البلجيكي بارت موييرت يفوز بجائزة آستريد ليندغرين السويدية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة