السبسي غير المرشّح لولاية ثانية يحاول تجميع القوى الوسطية في تونس

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي (إ. ب. أ)
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي (إ. ب. أ)
TT

السبسي غير المرشّح لولاية ثانية يحاول تجميع القوى الوسطية في تونس

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي (إ. ب. أ)
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي (إ. ب. أ)

أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أنه لن يترشّح لدورة رئاسية ثانية في الانتخابات المقرر إجراؤها في نهاية العام، وبدا أنه يستبعد كذلك ابنه حافظ من السباق.
وتسلم السبسي الرئاسة عام 2014، وهو الرئيس الأول الذي انتخب ديمقراطيا في تاريخ تونس المعاصر، بعد ثورة أزاحت الرئيس زين العابدين بن علي. وإذا كان الدستور يسمح له بولاية ثانية، فإن الرئيس البالغ من العمر 92 عاماً قرر إتاحة المجال أمام الشباب والكفاءات التونسية لتسيير البلاد من بعده.
واعتبر محللون أن الرئيس اتّعظ من تجربة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي اضطر للاستقالة بضغط من الشارع، وآثر بالتالي الانسحاب وترك الفرصة لسواه.
وأعلن السبسي في خطاب ألقاه السبت في مدينة المنستير في شرق البلاد خلال مؤتمر لحزب "نداء تونس" الذي أسسه: "أقول لكم بكل صراحة لا أرغب في الترشح". وأقرّ بالصعوبات التي اعترضت مسار الحزب، داعياً الى "تجميع القوى الوسطية" لتحقيق التوازن السياسي في مواجهة حزب "النهضة".
وتراجعت مكانة الحزب بسبب الخلافات الداخلية. فقد اشتد الخلاف بين نجل الرئيس حافظ قائد السبسي ورئيس الوزراء يوسف الشاهد وبلغ ذروته منتصف العام 2018 حين أعلن الشاهد صراحة أن "حافظ قائد السبسي دمّر الحزب". وجمّد حزب "نداء تونس" إثر ذلك عضوية الشاهد الذي غادر أنصاره الحزب وشكلوا "الإئتلاف الوطني"، ثاني أكبر كتلة برلمانية بعد "النهضة"، وتضم 44 نائبا.
وطالب السبسي السبت قيادات الحزب برفع تجميد العضوية عن الشاهد وإعادة ضمه "بحكم أنه ندائيّ"، داعيا إلى العمل من "أجل تجميع القوى الوسطية في البلاد". ولم يلبِّ حافظ قائد السبسي اقتراح والده غير أنه عبر عن انفتاحه على الطلب، فيما لم يعلق الشاهد على الأمر بعد.
ويحظى الشاهد بدعم برلماني من كتلة قوية لحزب "تحيا تونس" الذي أنشأه بعد خروجه من حزب "النداء". ولوحظت على الحسابات والمواقع الرسمية لهذا الحزب على الإنترنت، عودة صور اللقاءات الرسمية بين الشاهد والسبسي، في مؤشر إلى بداية تقارب بينهما.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.