موسكو تقصف بصواريخ من البحر المتوسط ريف إدلب

«داعش» يتحدث عن «قتل جنديين روسيين» وسط سوريا

بعد قصف روسي على جسر الشغور في ريف إدلب أمس (الدفاع المدني)
بعد قصف روسي على جسر الشغور في ريف إدلب أمس (الدفاع المدني)
TT

موسكو تقصف بصواريخ من البحر المتوسط ريف إدلب

بعد قصف روسي على جسر الشغور في ريف إدلب أمس (الدفاع المدني)
بعد قصف روسي على جسر الشغور في ريف إدلب أمس (الدفاع المدني)

تعرضت مناطق في ريف إدلب شمال غربي سوريا لقصف من قوات النظام السوري والجيش الروسي؛ ضمنه قصف بصاروخين من البحر المتوسط على جسر الشغور، وذلك قبل ساعات من قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في موسكو، علماً بأن اتفاقاً أنجز بينهما في سبتمبر (أيلول) الماضي يشمل خفض التصعيد في إدلب.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إنه «لا يكاد الهدوء النسبي يعم مناطق هدنة الروس والأتراك، ومنطقة اتفاق الرئيسين التركي والروسي منزوعة السلاح، حتى تعود الخروقات لتعكر صفو هذا الهدوء من جديد؛ إذ رصد سقوط صاروخين باليستييْن أطلقتهما البوارج الروسية في البحر المتوسط على مناطق في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وسط توجه سيارات الإسعاف إلى المنطقة وسقوط ما لا يقل عن 12 مواطناً؛ بينهم مواطنة و9 أطفال بعضهم في حالات خطرة».
ونشر «المرصد السوري» قبل ذلك أنه «يسود الهدوء الحذر مناطق الهدنة الروسية - التركية في المحافظات الأربع ومنطقة بوتين - إردوغان منزوعة السلاح، تخلله قصف مدفعي من قبل قوات النظام على مناطق في بلدة اللطامنة بالريف الشمالي لحماة صباح (أمس)، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء إدلب وحماة، وذلك عقب قصف ليلي بالطائرات الحربية أسفر عن قتل شخص، وقصف بري من قبل قوات النظام منذ ما بعد منتصف ليل (أول من) أمس وحتى صباح اليوم (أمس)».
وقتل وجرح عدد من المدنيين في قصف على سراقب بريف إدلب أول من أمس.
وأفاد «المرصد» أمس بـ«تنفيذ الطائرات الحربية الروسية ضربات عدة ضمن مناطق الهدنة الروسية - التركية، حيث استهدفت عند منتصف ليل الأحد - الاثنين بـ7 غارات على الأقل مناطق في بلدة كفرزيتا وقرية الصياد المتجاورتين بريف حماة الشمالي، ما أسفر عن مقتل مواطن وسقوط جرحى، كما طالت إحدى الضربات مقراً لـ(جيش العزة) في الصيادة».
على صعيد متصل، استهدفت قوات النظام بقذائف صاروخية ومدفعية مناطق في بلدة تحتايا بريف إدلب الجنوبي، وقرية جزرايا بريف حلب الجنوبي، ومناطق أخرى في بلدة اللطامنة الواقعة في الريف الشمالي لحماة، ضمن المنطقة منزوعة السلاح.
على صعيد آخر، نشرت وكالة «أعماق» التابعة لـ«داعش» فيديو أظهر «مقتل ضابطين روسيين، على يد عناصره في بادية حمص وسط سوريا».
وأظهر الفيديو أيضاً أسر عنصر من قوات النظام وقع بيد عناصر التنظيم؛ إذ قام أحدهم بسؤاله عن الجثتين المطروحتين بجانبه، ليجيب بأنهما لضابطين من روسيا. في حين لم يذكر عناصر تنظيم «داعش» الذين كانوا في الفيديو المنطقة التي قتل فيها الضابطان.
وسبق أن نشرت وكالة «أعماق» فيديوهات توثّق مقتل عناصر من قوات النظام أو من الميليشيات الإيرانية والروسية، في مناطق متفرقة من سوريا، بحسب وكالة «قاسيون» المعارضة.
وقال «الدفاع المدني السوري» إن مدينة جسر الشغور بريف إدلب تعرضت للقصف بصواريخ بعيدة المدى، وأوضح أحد المراصد المحلية أن مصدر الصواريخ هو البوارج الروسية المتمركزة في البحر المتوسط، بحسب بيان لـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض.
ولفت «الدفاع المدني» إلى أن القصف طال الأحياء السكنية في المدينة، وهو الأمر الذي أدى إلى وقوع 12 إصابة في صفوف المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى حدوث دمار كبير في الأبنية.
ونقلت صحيفة «عنب بلدي» المحلية عن مرصد «الشيخ أحمد» المختص في رصد حركة الطيران بالمنطقة، أن الصاروخين أُطلقا من البوارج الروسية المتمركزة في البحر المتوسط قبالة شواطئ مدينة اللاذقية، مضيفاً أن الصواريخ الروسية يتراوح مداها بين 90 و120 كيلومترا.
وكان الطيران الروسي قد شن غارات صاروخية عدة على مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي خلال ساعات الليل، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة 10 آخرين إلى جانب دمار في المنازل.
كما تعرضت الجهة الشرقية والجنوبية لإدلب أمس، لقصف صاروخي محمل بقنابل عنقودية، ما أدى لمقتل 5 مدنيين وإصابة 17 آخرين في مدينة سراقب، و7 في بلدة النيرب، وشخص في الخوين، بحسب الدفاع المدني.
وعدّ «الائتلاف» أن هذه «التطورات الخطيرة تستدعي مواقف جادة من قبل الدول الضامنة للاتفاق بالدرجة الأولى»، مؤكداً على أن «عمليات القصف استمرار لوقوع الجرائم بحق المدنيين».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.