العبادي والنجيفي يبحثان معوقات تشكيل الحكومة المقبلة.. وتحذير من سقوف المطالب العالية

قيادي سني يقر بوجود خلافات في الرؤى بين كتلهم لكنه يؤكد أنها لن تكون عائقا

العبادي والنجيفي يبحثان معوقات تشكيل الحكومة المقبلة.. وتحذير من سقوف المطالب العالية
TT

العبادي والنجيفي يبحثان معوقات تشكيل الحكومة المقبلة.. وتحذير من سقوف المطالب العالية

العبادي والنجيفي يبحثان معوقات تشكيل الحكومة المقبلة.. وتحذير من سقوف المطالب العالية

في أول لقاء جمع أمس بين أسامة النجيفي، زعيم ائتلاف «متحدون» ورئيس البرلمان السابق، ورئيس الوزراء المكلف والقيادي البارز في ائتلاف دولة القانون، حيدر العبادي، اتفق الطرفان على ضرورة محاسبة مرتكبي جريمة مسجد مصعب بن عمير في ديالى، بالإضافة إلى الجهود الخاصة بتشكيل الحكومة.
وكانت العلاقة بين النجيفي وائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، قد شهدت خلافات حادة وقطيعة إلى الحد الذي طالب فيه ائتلاف دولة القانون بإقصاء النجيفي من منصبه. كما ازدادت العلاقة سوءا في الأيام الأخيرة التي سبقت إقصاء المالكي عندما شكل النجيفي سرايا خاصة في الموصل لمقاتلة تنظيم «داعش».
وقال بيان صدر عن مكتب النجيفي بأن «الاجتماع تناول جهود تشكيل الحكومة ومسؤوليتها التاريخية في وضع وتنفيذ برنامج قادر على الاستجابة لحاجات العراقيين دون تمييز، ومعالجة التحديات الكبيرة التي تواجه الوطن»، لافتا إلى أنه «جرى خلال الاجتماع مناقشة الوضع الأمني واستراتيجية مجابهة (داعش) لوقف جرائمها وطردها من العراق نهائيا، ومواجهة جميع الخروق الأمنية سواء من داعش أو الميليشيات المنفلتة». وأشار البيان إلى أن «وجهات النظر بين الطرفين كانت متفقة حول الأخطار التي يتعرض لها العراق وأهمية التعاون وبذل كل الجهود من أجل خدمة المواطن وتعزيز أمنه ومستقبله».
في السياق نفسه، كشف قيادي سني بارز عن أن «الكتل السنية طلبت بالفعل إصدار عفو عام يتضمن في جانب منه العفو عن ضباط الجيش السابق، ومن بينهم وزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم وحسين رشيد التكريتي، بوصفهم ضباطا محترفين ولا دخل لهم بالسياسة فضلا عما يمثله ذلك من حفاظ على هيبة وكرامة المؤسسة العراقية».
وقال عضو البرلمان العراقي ومحافظ صلاح الدين السابق أحمد عبد الله الجبوري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المباحثات التي نجريها مع التحالف الوطني تسير بوتيرة طبيعية، وأود الإشارة هنا إلى أن الحديث عن وجود خلافات داخل الكتل السنية أمر مبالغ فيه إلى حد كبير».
وكانت أنباء أشارت إلى وقوع اشتباكات بالأيدي بين النائبين قتيبة الجبوري وأحمد الجبوري عن ائتلاف «العراق»، من جهة، وسلمان الجميلي عضو ائتلاف «متحدون»، من جهة أخرى، حول تشكيل الوفد المفاوض مع الكتل السياسية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة. وفي هذا السياق، أوضح الجبوري «نعم حصلت مشادة كلامية لكن لست أنا المقصود بل هناك نائب آخر يحمل نفس اللقب لكنه من ائتلاف (العراق) وأنا من (العربية)، وهو أمر طبيعي في مثل هذه الظروف لكن الأهم بالنسبة لنا هي الصيغة التي نريد الخروج منها بما يتوافق مع طموحات جماهيرنا في المحافظات الغربية». وبخصوص أبرز المطالب أو الاستحقاقات التي قدمها العرب السنة إلى التحالف الوطني، قال الجبوري إن «أبرز ما تتضمنه مطالبنا هي الحقوق المعروفة سواء تلك التي نادت بها المظاهرات بالإضافة إلى مسائل أساسية بالنسبة لنا حتى يكون لنا دور في القرار مثل التوازن في المؤسستين الأمنية والعسكرية وكذلك في مؤسسات ودوائر الدولة، لكننا قسمنا المطالب والحقوق إلى حقول لكي تسهل عملية المفاوضات وتحديد سقوف زمنية لتحقيقها»، مبينا أن «الإخوة في التحالف الوطني هم من طلب تحديد سقوف زمنية لتحقيق هذه المطالب وبالتالي لا توجد عرقلة أمام تشكيل الحكومة لأننا لم نضع شروطا مسبقة بل أكدنا على مسألة السقوف الزمنية التي يمكن لبعضها أن يتحقق في غضون شهر وبعضها عدة أشهر». وأشار إلى أن «ملف التوازن يختلف عن ملف القضاء واستقلاليته وكذلك ملفات الأمن والمسائل السياسية الهامة مثل العفو العام والمساءلة والعدالة وغيرها».
وبشأن أجواء المفاوضات بين الطرفين، قال الجبوري «نخوض الآن المفاوضات بيننا ككتل سنية، وهناك رؤى متباينة سواء حول طبيعة المشاركة في الحكومة أو كيفية هذه المشاركة، لكنها لن تقف عائقا في النهاية طالما أن هناك هدفا موحدا يجمعنا». وبشأن ما إذا كانت السقوف العالية للمفاوضات من شأنها إفشال مهمة العبادي، قال الجبوري «لقد أجرينا كعرب سنة مفاوضات مع الإخوة الأكراد ودعونا إلى أن تكون السقوف معقولة، وبالتالي لا بد من إعطاء بعض التنازلات وهو ما يمكن أن يحصل في النهاية على أن لا يكون ذلك على حساب الثوابت وألا تتكرر التجربة الماضية».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».