مصادر تتحدث عن تقدم في مفاوضات الأسرى ومصلحة السجون

اتفاق على تركيب هواتف عمومية مقابل تسليم النقالة... وباقي القضايا معلقة

TT

مصادر تتحدث عن تقدم في مفاوضات الأسرى ومصلحة السجون

قالت مصادر فلسطينية إن ثمة تقدماً في المفاوضات الجارية بين الأسرى الفلسطينيين وإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية باتجاه تركيب هواتف عمومية في أقسام الأسرى مقابل تسليم هؤلاء الهواتف النقالة «المهربة» لديهم، فيما لم يتضح بعد مصير أجهزة التشويش التي يعد إزالتها المطلب الرئيسي للأسرى.
وقال مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات الجارية بحصول تقدم نحو تسوية في ملف حجب الاتصال للهواتف النقالة، بحيث سيتم إدخال هواتف ثابتة عامة إلى أقسام حركة حماس في السجون، مقابل تسليم هؤلاء هواتفهم الخلوية.
وتقضي هذه التسوية التي تتم بلورتها حالياً، بأن يتفاوض الجانبان حول مسألة زيارات العائلات والعقوبات التي فرضتها مصلحة السجون على الأسرى بعد الانتخابات. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، عبر موقعها على شبكة الإنترنت، إنّه نتيجة التوتر المحيط بمشروع أجهزة التشويش في السجون الإسرائيلية، لم يتم تنفيذ الإضراب المخطط له للأسرى بسبب استمرار المفاوضات بينهم وبين إدارة السجون. وأضافت الصحيفة، أن «الأسرى تحدثوا عن تقدم في المفاوضات مع مصلحة السجون الإسرائيلية»، غير أن وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان أكد أن «الروضات انتهت، ولا توجد مفاوضات مع السجناء الأمنيين، ونحن نواصل كالعادة تركيب أجهزة تشويش الهواتف المحمولة التي يوجهون بها الإرهاب من داخل السجن».
وأوضحت الصحيفة، أن «الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، قرروا تعليق إضرابهم عن الطعام الذي بدأوه صباح الأحد، بعد التقدم الذي أحرزوه في مفاوضاتهم مع مصلحة السجون الإسرائيلية».
وشددت على أنه من «المستحسن كسب هدوء أسرى حماس، خشية تصعيد قد يبدأ في السجن ويمتد إلى الشارع في غزة والضفة الغربية والقدس».
وأكدت الصحيفة، أنه في «الأيام الأخيرة، بدأ حوار بين مؤسسة الجيش وقيادة الأسرى من أجل منع الإضراب، حيث اقترحت على السجناء هاتفاً عمومياً يركب للأقسام الأمنية التي ستتم مراقبتها دون إزالة الأجهزة التي تشوش على الهواتف المحمولة».
وأشارت إلى أن «مطالبهم الأخرى، مثل إعادة الزيارات ورفع العقوبات وتحسين ظروف احتجازهم، ستتم مناقشتها فقط بعد الانتخابات في إسرائيل».
وكان الأسرى أرجأوا إضرابا مفتوحا عن الطعام، كان مقررا أن يبدأ الأحد بعد تقدم في مباحثات بين ممثليهم وإدارة مصلحة السجون أفضت إلى الاتفاق على بعض القضايا.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، إن الأسرى قرروا تأجيل الإضراب المفتوح عن الطعام، بعد تسجيل تقدم في الحوار مع إدارة سجون الاحتلال. وأضاف أن «الحوار لا يزال قائما بين ممثلي الأسرى وإدارة معتقلات الاحتلال حول مطالبهم، وأن القرار النهائي بخصوص الإضراب سيعلن فور انتهاء الحوار».
وأوضح أبو بكر أنه تم الاتفاق على تركيب هواتف عمومية داخل السجون، فيما يستمر الحوار حول عددها وفي أي الأقسام ستوضع، كما تم الاتفاق على إعادة الأسرى المنقولين والمعزولين جراء الأحداث الأخيرة في سجون الاحتلال، إلى السجون التي كانوا فيها، وإنهاء عزل المعاقبين داخل الزنازين، فيما يتواصل الحوار بخصوص زيارات أهالي الأسرى من قطاع غزة.
ويوجد للأسرى 4 مطالب، وهي رفع أجهزة التشويش على الهواتف النقالة (المهربة) وتركيب هاتف عمومي لتمكينهم من التواصل مع أهلهم وذويهم كباقي الأسرى في سجون العالم، وإعادة زيارات الأهالي إلى طبيعتها، بما في ذلك السماح لأهالي أسرى حماس من غزة بزيارة ذويهم كباقي الأسرى، والسماح بزيارة أهالي الضفة الغربية جميعاً مرتين بالشهر، وإلغاء الإجراءات والعقوبات السابقة كافة.
لكن طلب إزالة أجهزة التشويش يعد المطلب الأبرز والأهم الذي يصر الأسرى على تحقيقه وترفض إدارة مصلحة السجون التفاوض حوله. وتقول إسرائيل إن الأسرى يستخدمون الاتصالات في توجيه عمليات.
وقال مسؤول في مصلحة السجون إنه تم تحديد 14 حادثا منفصلا لمحادثات هاتفية غير قانونية هدفت إلى التحريض على هجمات ضد إسرائيليين في الأشهر الأخيرة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».