عزل هيئة محلفين بلندن في قضية «باركليز» وقطر

TT

عزل هيئة محلفين بلندن في قضية «باركليز» وقطر

عزل قاضٍ في لندن هيئة محلفين في محاكمة احتيال شهيرة، لأربعة من المسؤولين التنفيذيين السابقين في بنك «باركليز»، متهمين بدفع مبالغ غير معلنة لقطر، للمساعدة في إنقاذ البنك خلال أوج أزمة الائتمان في 2008.
وقال القاضي روبرت جاي لأعضاء هيئة المحلفين في محكمة ساوثوارك كراون، أمس الاثنين، إنه مطالب بعزلهم. ولم يتسنَّ نشر مزيد من التفاصيل؛ نظراً لاستمرار قيود النشر.
وينكر جون فارلي، وروجر جنكينز، وتوماس كالاريس، وريتشارد بوث، التواطؤ لارتكاب جرائم احتيال، من خلال التمثيل المضلل، عندما جمع «باركليز» أكثر من 11 مليار جنيه إسترليني (14 مليار دولار) من مستثمرين في 2008، مما سمح للبنك البريطاني بتفادي إنقاذ حكومي.
ويقول ممثلو الادعاء إن المصرفيين حجبوا من الوثائق المعلنة وأخفوا عن المستثمرين نحو 322 مليون إسترليني (424 مليون دولار) رسوماً دُفعت إلى مستثمرين قطريين، عبر ما سُميتا اتفاقيتي خدمات استشارية.
وقال المتهمون إنهم عولوا على مشورة قانونية خلال جمع التمويل الطارئ الذي جرى على مرحلتين، في يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين الأول) 2008.
وأظهرت إفادات لمحكمة في لندن في 4 مارس (آذار) الماضي، أن مسؤولين تنفيذيين كباراً في بنك «باركليز»، كانوا قلقين من أن «يجن جنون» مستثمرين في جمع تمويل طارئ للبنك عام 2008، إذا فازت قطر بصفقة تفضيلية على نحو غير عادل.
وأبلغ ريتشارد بوث، وهو واحد من أربعة من كبار مسؤولي «باركليز» السابقين يحاكمون في اتهامات بالاحتيال، روجر جنكينز، رئيس أنشطة البنك السابق في منطقة الشرق الأوسط، بأن عليهم توخي الحذر لضمان قانونية خطة لدفع رسوم إضافية لقطر، طالبت بها في شكل اتفاقية استشارات منفصلة.
وأشار بوث إلى أنه قال لجنكينز: «لا نستطيع القيام بصفقة في أسواق رأس المال نعطي فيها لمجموعة من المستثمرين مجموعة من الرسوم، بينما نعطي مجموعة أخرى من المستثمرين مجموعة مختلفة من الرسوم؛ لأنهم لو اكتشفوا ذلك سيجن جنونهم».
جاء هذا في مقابلة مسجلة عام 2014، مع مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في بريطانيا استمعت لها المحكمة، وأضاف فيها أن صفقة تفضيلية بشكل غير عادل ربما تضر أيضاً بالمسؤولين الذين خططوا لها.
وتحدث بوث عن أن جنكينز رد قائلاً: «لقد قال إنني لن أتضرر لكي أحمي وظيفتَي جون وبوب»، في إشارة إلى الرئيس التنفيذي السابق لـ«باركليز» جون فارلي، ورئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية السابق بوب دياموند.
وقال الادعاء الشهر الماضي، إن القلق الذي أبداه المتهمون حول الصفقة، يُظهر أنهم كانوا يعلمون أن ما يفعلونه يجانبه الصواب، بينما يقول مصرفيون إن ذلك يظهر أنهم كانوا حريصين على الالتزام بالقواعد.
وكان بنك «التنمية» الصيني، و«تيماسك» السنغافوري، من بين مستثمرين آخرين في الصفقات النهائية لتمويل «باركليز» في 2008، وهو ما جعل المصرف البريطاني يتفادى إنقاذاً حكومياً مثلما حدث مع منافسيه «لويدز» و«رويال بنك أوف اسكوتلند».



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».