مسؤولون إداريون وأمنيون في أربيل: الأمن لم يتأثر بوجود النازحين العرب

ردا على مطالبات بنقل اللاجئين إلى مخيمات خاصة خارج المدن

مسؤولون إداريون وأمنيون في أربيل: الأمن لم يتأثر بوجود النازحين العرب
TT

مسؤولون إداريون وأمنيون في أربيل: الأمن لم يتأثر بوجود النازحين العرب

مسؤولون إداريون وأمنيون في أربيل: الأمن لم يتأثر بوجود النازحين العرب

غداة انفجار سيارة مفخخة في أربيل، عاصمة إقليم كردستان، أول من أمس ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، طالبت نائبة في برلمان كردستان أمس بنقل النازحين العرب الموجودين في الإقليم إلى مخيمات خاصة بهم خارج المدن وتأسيس لجان أمنية منهم تتولى مهام حمايتهم داخل هذه المخيمات، فيما أكدت محافظة أربيل أن النازحين يشكلون ثقلا أمنيا واقتصاديا كبيرا على الإقليم، لكنها شددت في الوقت ذاته أن كردستان لن تغلق أبوابها بوجههم.
وقالت ئاواز حميد، عضو لجنة الأمن الداخلي في برلمان الإقليم، لـ«الشرق الأوسط»: «يجب مراقبة النازحين إلى إقليم كردستان، لأن (داعش) تكبد خسائر كبيرة في جبهات القتال أمام قوات البيشمركة، لذا سيحاول تهديد الأمن والاستقرار الداخلي في الإقليم». وتابعت: «أنا أطالب بمنع دخول كافة السيارات التي تحمل أرقام محافظات العراق الأخرى إلى داخل إقليم كردستان، بالإضافة إلى تشكيل لجان أمنية خاصة بمراقبة النازحين وأخذ الحيطة والحذر من مغبة تنفيذ البعض منهم لأعمال تخريبية في الإقليم أو وجود خلايا نائمة لـ(داعش) بينهم».
لكن قال طارق نوري المدير العام لمديرية الأمن (أسايش) في أربيل أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن وجود هذا العدد الكبير من العرب النازحين إلى إقليم كردستان لم يؤثر حتى الآن سلبا على أمن الإقليم، والأوضاع مستقرة تماما وهي تحت سيطرة قوات الأسايش»، مشيرا إلى أن التحقيقات مستمرة حول الانفجار الذي وقع مساء أول من أمس في المدينة، وسيتم إعلان نتائجها عند الانتهاء منها.
وهذا ما ذهب إليه حمزة حامد، المتحدث الرسمي باسم محافظة أربيل، أيضا بقوله إن «موضوع أمن الإقليم غير مرتبط بتواجد النازحين، بل إنه مرتبط بقدرة قوات (الأسايش) والشرطة في الإقليم». وتابع: «لكن كما تعلمون ليس هناك استقرار كامل بنسبة 100 في المائة في أي مكان في العالم، ونحن في معركة على طول أكثر من ألف كيلومتر مع دولة إرهابية هي (داعش)، وهي تمتلك إمكانيات كبيرة، ويحاولون بكل الوسائل تخريب الوضع المستقر في إقليم كردستان». وقال: «إن وجود أي مكون يفوق عدد سكان أربيل يشكل عبئا ثقيلا لحكومة الإقليم، من كافة النواحي وخاصة من الناحية الأمنية والاقتصادية، لكن هذا لا يعني أن يغلق الإقليم بابه بوجه مكونات العراق الأخرى».
في السياق ذاته، قال الرائد كاروان عبد الكريم، المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة لشرطة أربيل، إن أربيل «تجاور محافظات تشهد تدهورا أمنيا، كالموصل وكركوك، لذا من المتوقع حدوث هكذا حوادث فيها، لكن في المقابل فإن أبناء شعبنا يساهمون بفاعلية في استتباب الأمن في كردستان، والانفجار لم يؤثر على الوضع في أربيل بل كل شيء على ما يرام والأوضاع مستقرة». وتابع أن «فتح الأبواب أمام النازحين كان قرارا سياسيا، لكن هؤلاء لم يشكلوا حتى الآن أي خطر على أمن أربيل، لكن هنا حالة من الاستياء في صفوف المواطنين الذين يتساءلون: لماذا نستقبل هؤلاء العرب وهم يقتلون أبناءنا في جبهات القتال ويصدرون الأعمال الإرهابية إلينا؟».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.