مقتل شرطي مصري وسائق في هجوم مسلح شرق القاهرة

تخفيف الإعدام لـ5 وبراءة 3 في «خلية دمياط الإرهابية»

جندي مصري من القوات الخاصة يحرس مدخل الكاتدرائية القبطية في سوهاج أمس (رويترز)
جندي مصري من القوات الخاصة يحرس مدخل الكاتدرائية القبطية في سوهاج أمس (رويترز)
TT

مقتل شرطي مصري وسائق في هجوم مسلح شرق القاهرة

جندي مصري من القوات الخاصة يحرس مدخل الكاتدرائية القبطية في سوهاج أمس (رويترز)
جندي مصري من القوات الخاصة يحرس مدخل الكاتدرائية القبطية في سوهاج أمس (رويترز)

قُتل شرطي مصري برتبة نقيب وسائق، أمس، في هجوم مسلح لمجهولين، استهدف سيارة شرطة شرق القاهرة، بحسب السلطات المصرية، التي ما زالت تتحرى عن دوافع الهجوم.
وذكرت وزارة الداخلية المصرية، في بيان أمس، تفاصيل العملية مشيرة إلى أنه «أثناء مرور النقيب ماجد عبد الرازق، من قوة وحدة مباحث قسم شرطة النزهة والقوة المرافقة له لملاحظة الحالة بدائرة القسم، توقفت سيارة سوداء اللون تحمل لوحات معدنية بيضاء اللون مدونة بخط اليد بشارع طه حسين، يستقلها 4 أشخاص مجهولون، وحال توجههم لاستبيان الأمر وفحصهم، بادر قائد السيارة بالترجل منها وإطلاق أعيرة نارية تجاههم من بندقية آلية كانت بحوزته».
وأكد البيان أن العملية أسفرت عن مقتل نقيب الشرطة، وإصابة فردي شرطة من القوة المرافقة له، وكذا مقتل قائد السيارة التي كانت تستقلها القوة الأمنية بعدة طلقات نارية حيث توفي متأثراً بإصابته. وأضاف «انتقلت القيادات الأمنية لمحل الحادث لتمشط المنطقة وضبط الجناة».
بدوره، أمر النائب العام المصري، المستشار نبيل أحمد صادق، بانتقال فريق من أعضاء نيابة أمن الدولة العليا ونيابة شرق القاهرة الكلية إلى مكان الحادث للوقوف على ملابساته واتخاذ ما يلزم من إجراءات التحقيق.
وقالت مصادر أمنية إن «الأجهزة بدأت بفحص كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة لكشف غموض الحادث».
ومنذ عزل الرئيس «الإخواني» الأسبق محمد مرسي، في يوليو (تموز) عام 2013. تستهدف مجموعات متطرفة قوات الأمن، خاصة في شمال شبه جزيرة سيناء، حيث قتل المئات من رجال الشرطة وكذا الجيش في اعتداءات إرهابية.
من جهة أخرى، خففت محكمة النقض، أعلى جهة قضائية في مصر، عقوبة الإعدام بحق 5 متهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية دمياط الإرهابية»، إلى أحكام بالسجن المؤبد والمشدد 15 عاماً، كما برأت 3 آخرين.
وأدين المذكورون بأنهم في الفترة ما بين 2012 وحتى أغسطس (آب) 2014. أسسوا جماعة غرضها تعطيل الدولة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين وتعريض السلم العام للخطر، واعتناق أفكار تكفيرية للحاكم، إلى جانب استحلال الكنائس واستهداف المنشآت العامة والخاصة، وحيازة الأسلحة وتصنيع المفرقعات اللازمة لذلك.
ويعد الحكم «نهائيا» غير قابل للطعن.
وجاء فيه «تخفيف عقوبة الإعدام للطاعنين: حمدي سعد، وعبد الوهاب فريد، ومحمد إبراهيم، إلى السجن المؤبد، وتخفيف إعدام كل من: علاء مصطفى، وعبد الرحمن نصر، إلى السجن المشدد 15 سنة». وتضمن الحكم قبول طعن المتهمين محمود محمد، وخالد النشار، ومحمد أبو الخير، وتبرئتهم مما نسب إليهم من اتهامات في القضية ذاتها. كما أيدت المحكمة عقوبة السجن بحق المتهمين الأربعة: أيمن سعد، وإبراهيم محمد، وأسامة إسماعيل، وعبده مكرم.
وسبق أن قضت محكمة جنايات القاهرة، في فبراير (شباط) العام الماضي حضورياً وغيابياً بإعدام 21 في القضية، كما عاقبت بالمؤبد 4 آخرين، والمشدد 15 عاماً لـ3 متهمين بالقضية ذاتها، وتقدم المتهمون الصادر ضدهم أحكام حضورية بالطعن أمام محكمة النقض.
وذكرت المحكمة في حيثيات حكمها أنه ثبت لها ارتكاب المدانين «جرائم الإفساد في الأرض وإعلان الحرب على المجتمع من خلال تهديد أمن المواطنين والاعتداء على أرزاقهم وممتلكاتهم»، مؤكدة أن «الاعترافات التي أدلى بها المتهمون جاءت سليمة وصحيحة وصدرت عن وعي كامل». وأوضحت المحكمة أنها اطمأنت إلى صحة وجدية التحريات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».