الجيش اليمني يحول اتجاه المعارك إلى جبهات الضالع وإب

TT

الجيش اليمني يحول اتجاه المعارك إلى جبهات الضالع وإب

دفع توقف المعارك في جبهات الحديدة الجيش اليمني إلى الإلقاء بثقله باتجاه جبهات محافظتي الضالع وإب، في مسعى لاستكمال تحرير الأولى والتوغل باتجاه الثانية لانتزاعها من قبضة الميليشيات الحوثية.
وأفادت مصادر الإعلام العسكري للقوات الحكومية اليمنية بأن تعزيزات جديدة تضم كتائب مدربة وصلت إلى جبهات الضالع والمناطق الأخرى المتاخمة للمحافظة من قوات ألوية «العمالقة» وألوية «حراس الجمهورية»، وهي المرة الثانية التي تتوافد فيها التعزيزات إلى هذه الجبهات خلال أيام.
ورجح مراقبون عسكريون لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الحكومية باتت تضع أنظارها على محافظة إب التي يعني السيطرة عليها عزل محافظة تعز نهائياً والتقدم باتجاه ذمار على بعد 100 كيلومتر جنوب صنعاء.
وإذا ما نجحت قوات الجيش اليمني في استكمال تحرير مناطق مريس ودمت شمال وغرب محافظة الضالع فإنها - بحسب المراقبين - ستكون قادرة على التقدم نحو محافظة إب من محورين، الأول من اتجاه مديرية النادرة شرقا والآخر من اتجاه مديرية يريم شمالا.
وأفاد الإعلام الحربي التابع لقوات «حراس الجمهورية» التي يقودها العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل بأن تعزيزات جديدة من قوات المقاومة الوطنية، وتحديداً من «اللواء الثاني حراس الجمهورية»، وصلت من الساحل الغربي إلى جبهة «مريس -العود» الواقعة بين الضالع وإب لمساندة القوات الحكومية والمقاومة الشعبية.
وبينت المصادر أن التعزيزات الجديدة تمثل قوة محترفة بمعية أطقم وأسلحة ومدفعية وضباط ومقاتلين، لتنظم بذلك إلى وحدات سابقة من القوات الحكومية المشتركة التي تمثل أولية العمالقة والمقاومة الجنوبية.
وذكرت المصادر أن القوات كبدت الميليشيات الحوثية خسائر كبيرة في الأيام الماضية وفكت الحصار عن جبل العود في وقت تقوم الميليشيات الحوثية المتمركزة في جبل السور بقصف، قرى الشرنمة العليا وخط السيارات في رأس جبل العود.
وبحسب مصادر عسكرية رسمية سقط عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية قتلى وجرحى وأسرى في مواجهات عنيفة شهدتها جبهة العود التابعة إداريا لمديرية النادرة شرق محافظة إب، وسقط خلالها قتلى وجرحى وأسرى من الميليشيات.
وأورد الموقع الرسمي للجيش اليمني «سبتمبر. نت» أن المواجهات أدت إلى مقتل وجرح 130 حوثيا خلال يومين في جبهة مريس شمال محافظة الضالع، بعدما حاولت مجاميع حوثية التسلل باتجاه مواقع الجيش في مناطق الزيلة، وملزق، وقرية صولان، شمال غربي منطقة مريس.
وأحبطت قوات الجيش محاولات الميليشيات - وفق الموقع - وأجبرتها على التراجع والفرار، بعد مصرع 80 من عناصرها، وجرح 50 آخرين، في حين استهدفت مدفعية الجيش تعزيزات للميليشيات، كانت قادمة إلى مواقع المواجهات، مما أسفر عن تدمير عدد من الآليات التابعة لها.
كما استهدفت مقاتلات التحالف الداعم للشرعية تجمعات الميليشيات الحوثية، في قرية يعيس، ومنطقة ملزق، في منطقة مريس، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في الميليشيات، وتدمير عربة عسكرية، إلى جانب استهدافها تجمعا للميليشيات، في منطقة العرفاف جنوب مديرية دمت، مخلفة قتلى وجرحى في صفوف عناصر الجماعة.
في الأثناء استنفر رجال القبائل عناصرهم القبليين في منطقة العود ومحافظة إب ضد الميليشيات الحوثية التي وصفوها في بيان تابعته «الشرق الأوسط» بأنها «بغت عليهم باعتداءاتها على المدنيين والآمنين في ديارهم وقراهم في عموم البلاد، وامتدت مؤخراً إلى قرى مخلاف العود في محافظة إب، حيث تصر على نشر مسلحيها في جبل العود والسيطرة عليه قسراً لتحقيق أهدافها واستهداف المناطق التي يطل عليها الجبل في محافظات ذمار والضالع والبيضاء وتعز. ضمن مساعيها لفرض سلطتها وتسلطها قسراً على اليمن واليمنيين».
وذكر بيان القبائل أن الميليشيات رفضت اتفاقا سابقا بتحييد مخلاف العود من الصراع تجنباً لسفك الدماء وإزهاق الأرواح وتدمير الأعيان والممتلكات العامة والخاصة، وأصرت على نهجها في نكث العهود ونقض الاتفاقات، وأرسلت تعزيزات مسلحة تريد المرور للتمركز في جبل العود.
واتهم رجال القبائل الميليشيات الحوثية بأنها تواصل حشد تعزيزاتها المسلحة وقصف القرى ومنازل المدنيين الأبرياء ومزارعهم في مخلاف العود بقذائف المدفعية والدبابات والرشاشات الثقيلة والمتوسطة، ومؤخراً بصواريخ الكاتيوشا وهو ما أجبر أهالي عدد من القرى وبخاصة النساء والأطفال على النزوح قسراً من منازلهم وتجرع معاناة وعذاب التهجير والتشرد، بحسب ما جاء في البيان.
واستنفر رجال القبائل في بيانهم قبائل العود وقبائل مديريات النادرة والشعر والسدة والسبرة ودمت وبعدان والرضمة وقعطبة ويريم في محافظة إب، من أجل التصدي للميليشيات الحوثية «والدفاع عن الأرض والعرض والنفس والمال والكرامة ونظام الجمهورية الكافل للمواطنة المتساوية والعدالة والحرية».
وتخضع محافظة إب للميليشيات الحوثية منذ الانقلاب على الشرعية، غير أنها لا تشكل حاضنة للجماعة الموالية لإيران، ويرجح المراقبون أنها ستشهد انتفاضات واسعة في عموم مديرياتها ضد الجماعة بمجرد تقدم القوات الحكومية إليها.
في سياق ميداني آخر، ذكرت مصادر عسكرية يمنية أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية جددت أمس غاراتها على مواقع وأهداف حوثية في معسكر جربان جنوب العاصمة في مديرية سنحان، حيث نجم عن القصف تدمير مخزن أسلحة وسقوط قتلى وجرحى كانت الجماعة تعد لإرسالهم إلى جبهات القتال.
إلى ذلك أكد المركز الإعلامي لألوية العمالقة الحكومية أن قوات الألوية صدت زحفا للميليشيات الحوثية غرب جبال رسيان في منطقة البرح غرب محافظة تعز، وقتلت وجرحت من عناصر الجماعة العشرات.
وأوضح المركز أن الميليشيات شنت هجوماً عنيفاً في الساعات الأولى من فجر أمس على مواقع لقوات العمالقة في مرتفعات وقمم رسيان، حيث صاحب الهجوم تغطية نارية مكثفة وقصف عنيف باستخدام الرشاشات والقذائف المدفعية والقنابل اليدوية الهجومية.
وتسعى الجماعة الحوثية للدفاع عن آخر معاقلها شمال غربي محافظة تعز، حيث منطقة «البرح» الاستراتيجية التابعة لمديرية مقبنة، بعد أن كانت خسرت معظم المناطق الحيوية في هذه الجبهة التي تمتد غرباً إلى منطقة مفرق المخا العام الماضي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.