السيسي يبدأ جولته الأفريقية الأولى في ظل رئاسة مصر لاتحاد القارة

تتضمن غينيا والسنغال وكوت ديفوار... ويلتقي ترمب غداً

TT

السيسي يبدأ جولته الأفريقية الأولى في ظل رئاسة مصر لاتحاد القارة

في أول جولة أفريقية موسعة في ظل تولي مصر لرئاسة اتحاد القارة السمراء، بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، زيارة تشمل غينيا وكوت ديفوار والسنغال، وذلك قبيل توجهه إلى واشنطن لعقد قمة مشتركة مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، غداً (الثلاثاء).
وأفادت الرئاسة المصرية، أمس، بأن «جولة الرئيس الخارجية إلى منطقة غرب أفريقيا تأتي في إطار حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة، وكذا مواصلة تعزيز علاقاتها مع دول القارة في مختلف المجالات، لا سيما عن طريق تدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التي تحظى بها القضايا الأفريقية في السياسة الخارجية المصرية، خاصة في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي».
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، إن «الرئيس يعقد خلال الجولة الأفريقية سلسلة مكثفة من المباحثات الثنائية مع زعماء كلٍ من غينيا وكوت ديفوار والسنغال، بهدف بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي مع مصر، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الأفريقية، فضلاً عن مناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لبلورة جهود الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي الهادفة بالأساس نحو دفع عملية التنمية، وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة».
وبحث السيسي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في القاهرة، أول من أمس، التحضيرات لعقد أول قمة روسية - أفريقية، ستستضيفها مدينة سوتشي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وفي مستهل الجولة، زار الرئيس عبد الفتاح السيسي جامعة جمال عبد الناصر في كوناكري، بصحبة الرئيس الغيني ألفا كوندي، وأزاح الستار عن تمثال للزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر في حرم الجامعة، وافتتح مبنى المجمع الجديد بالجامعة الذي أطلق عليه اسم الرئيس «عبد الفتاح السيسي».
وعلى صعيد آخر، أوضحت الرئاسة المصرية أن «زيارة السيسي للعاصمة الأميركية واشنطن تأتي تلبية لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وذلك في إطار سلسلة اللقاءات التي تجمع الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة المتبادلة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة في كافة المجالات، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلاً عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها».
وعدت الهيئة العامة للاستعلامات (التابعة للرئاسة المصرية)، أمس، أن «زيارة السيسي للولايات المتحدة الأميركية تأتي في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للدولتين وللمنطقة، مع وجود ملفات ثنائية وإقليمية مهمة على مائدة القمة بين الرئيسين، وأنه بالإضافة إلى ملفات العلاقات الثنائية، بأبعادها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها، هناك تطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، والأزمات المحتدمة بها التي تزداد تعقيداً، وفي مقدمتها قضية فلسطين، وعملية السلام في الشرق الأوسط، التي تحظى بأولوية كبرى لدى مصر، فضلاً عن الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وغيرها، بالإضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب الذي يحظى بأولوية لدى كل من البلدين».
وأشارت إلى أن الملفات ذات الأهمية الراهنة «تحتم المزيد من التشاور السياسي المكثف بين مصر والولايات المتحدة، فمصر دولة محورية على المستويات الإقليمية والقارية، فضلاً عن رئاستها للاتحاد الأفريقي، والولايات المتحدة دولة عظمى منخرطة في كل قضايا المنطقة، ومؤثرة فيها، ويصعب تجاوز أي من الدولتين في كل هذه القضايا».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».