نظام مطور لزراعة الخضراوات الطازجة في المنزل

«أو غاردن سمارت»... يؤمن الإنتاج على مدار السنة

نظام مطور لزراعة الخضراوات الطازجة في المنزل
TT

نظام مطور لزراعة الخضراوات الطازجة في المنزل

نظام مطور لزراعة الخضراوات الطازجة في المنزل

في حال كنتم من هواة زراعة الخضراوات في منزلكم على مدار السنة، يجب أن تتعرّفوا إلى جهاز «أو غاردن سمارت» OGarden Smart الجديد والمحدّث.
هذا الجهاز هو عبارة عن عجلة هوائية دوارة قادرة على حمل 60 نبتة في مختلف مراحل النموّ.
وتدور العجلة بشكل منتظم، فتنزل الجذور في المياه الموجودة في القعر وتعرّض النباتات دورياً لضوء مصابيح «ليد»، الصمامات الباعثة للضوء، بقدرة 120 واط موجود في وسطها.

أكواب النباتات
تبدأ زراعة النباتات في أكواب بذور مملوءة بتراب وسماد عضويين، وتتسع الحاضنة الموجودة أسفل الجزء الدوّار من الجهاز لثلاثين من هذه النباتات. وتتزوّد هذه الأخيرة بالمياه أوتوماتيكياً، وكلّ ما عليكم فعله هو الحرص على ملء خزان المياه بشكل دائم. ويكفي خزان المياه لري المزروعات طوال عشرة أيّام، وفي حال نسيتم تعبئته، ستتلقون تنبيهاً بالأمر.
بعد تبرعم هذه النباتات، تنتقل الأكواب إلى العجلة وتنمو حتى تصبح جاهزة للحصاد. وتستغرق العملية بكاملها نحو 30 - 40 يوماً، وبعدها تستطيعون تسميد أكواب البذور وجذور النباتات، وملء فجوة العجلة ببذور جديدة.
إنّ جاذبية هذا النظام لا تكمن في سهولة استخدامه فحسب، بل أيضاً في الإنتاج المنتظم الذي يسمح للعائلة بتناول خضراواتها الخاصة المزروعة في «أو غاردن».
وفي حديث لهم عن جهازهم، قال المخترعون: «بحثنا في حلول أخرى للزراعة المائية، ولكنّها لم تتح لنا إلّا زراعة بعض الأعشاب في المطبخ، فضلاً عن أنّها لم تحدث أي فرق في الكلفة، حيث تمّ استهلاك ما زرعناه في وجبة أو اثنتين».
ومع 60 نبتة على مشارف الحصاد و30 أخرى في طور النمو في أسفل الجهاز، ستحصلون على حصّة دورية من الإنتاج الطازج: «يضمّ الجهاز 90 بقعة للزراعة، أي أنّكم ومع الدوران الصحيح، ستحصلون على من حبتين إلى أربع من الخضراوات في اليوم وكلّ يوم».
وعند سؤال الشركة عن تنافس النباتات على المساحة المتوفرة، قال المتحدّث باسم «تري هاغر» إنّ كلّ نبتة تتمتّع بمساحة عمودية تصل في طولها إلى 30 سنتمترا لتنمو، أي أنّه سيتوجب عليكم حصاد الخضراوات فور ارتفاعها إلى حرف «O» الأخضر في الوسط. تأتي كلّ نبتة مغلّفة في «وعاء» يحتوي على التراب والبذور لضمان تجذّر النباتات بعمق.
بعدها، تُثبّت هذه الأوعية في مكانها بشكل يضمن عدم وقوع الخضراوات الكبيرة الحجم.

خضراوات طازجة
يتباهى جهاز «أو غاردن» بالقدرة على إنبات كل أنواع النباتات من الكرنب والكرفس والسلق والملفوف الصيني والفراولة إلى الفلفل الحلو والحارّ، والطماطم الكرزية، والبصل الأخضر والكثير من النباتات الأخرى.
يقدّم لكم هذا الجهاز 20 خياراً من الخضراوات التي يمكنكم زراعتها بشكل متزامن.
ولكن ماذا عن سعره؟ إذ أنّ «أو غاردن» ليس رخيصاً، حيث إنه سيباع مقابل 1463 دولارا كنديا (1095 دولارا أميركيا). ولكنّ مبتكريه يشيرون إلى أنّه ينتج خضراوات عضوية بكلفة لا تذكر مقارنة بما قد تدفعونه لشرائها من متجر البقالة، لأنّ تكلفة النبتة الواحدة تصل إلى نحو 70 سنتاً.
تقول وزارة الزراعة الأميركية إنّ كلفة الخضار التي تستهلكها عائلة مؤلفة من أربعة أفراد تصل إلى 850 دولاراً. بمعنى آخر، يساهم جهاز «أو غاردن» في توفير نحو 80 في المائة من مصروف العائلة المخصص للخضراوات، مما سيتيح لكم تخفيض فاتورة البقالية.
ووفقاً لهذه الحسابات، يمكن لـ«أو غاردن» أن يسدّد ثمنه من إنتاجه خلال بضعة أشهر.
ويعتبر جهاز «أو غاردن» الجديد تحديثاً للتصميم السابق الذي أطلق عام 2017 بعد حملة ناجحة قامت بها الشركة لجذب استثمارات من 268 من مشجعي هذه التقنية. وبعد صدور النموذج الأوّل، تمّ تحديث تصميم «أو غاردن» ليتضمّن تقنية للري الأوتوماتيكي، وإضاءة ليد أوتوماتيكية، و10 أيّام من الري الذاتي، ونظاما لتسخين المياه، وتصميما أصغر حجماً. (مقاييس الجهاز: 53 بوصة ارتفاعاً، و29 بوصة اتساعاً، و15 بوصة عمقاً (البوصة 2.5 سم) ؛ وزنه فارغاً 27.6 كلغم، وممتلئًا 45.3 كلغم).
انطلقت هذا الأسبوع حملة أخرى لتمويل النموذج المحدّث من الجهاز، ونجحت في جمع مبلغ كبير وصل إلى 350000 دولار كندي من أصل 20000 دولار كانت قد وضعت كهدف أوّلي للحملة، التي ستستمر حتى أبريل (نيسان) 2019.



«إعادة التحريج»... عوائد إيجابية للمجتمعات الأفريقية

دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
TT

«إعادة التحريج»... عوائد إيجابية للمجتمعات الأفريقية

دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)

شهدت السنوات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في الاهتمام بمبادرات «إعادة التحريج» بصفتها استراتيجية فعّالة لمواجهة آثار تغيّر المناخ وتحسين سبل معيشة السكان المحليين.

«إعادة التحريج»

تعني «إعادة التحريج»، وفق الأمم المتحدة، استعادة الأراضي التي كانت مغطاة بالغابات من خلال زراعة أشجار جديدة لتعويض الغطاء الحرجي المفقود، بخلاف التشجير الذي يركّز على زراعة أشجار في مناطق لم تكن غابات أصلاً.

وتهدف هذه العملية إلى معالجة تحديات بيئية كبيرة، مثل: التغير المناخي وتآكل التربة، كما تعزّز التنوع البيولوجي، فضلاً عن فوائدها البيئية، مثل تحسين جودة الهواء. وتُسهم «إعادة التحريج» في خلق فرص عمل وتحسين الأمن الغذائي.

ومن أبرز هذه المبادرات «تحدي بون» (Bonn Challenge)، الذي أُطلق عام 2011 بوصفه حملة عالمية، تهدف إلى إعادة تأهيل 350 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة والغابات بحلول عام 2030.

وتشمل هذه المبادرة أساليب متعددة؛ مثل: الزراعة المكثفة لتكوين غابات جديدة لأغراض بيئية أو إنتاجية، والزراعة المختلطة التي تدمج الأشجار مع المحاصيل، أو تربية الحيوانات لزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى التجدد الطبيعي حيث تترك الطبيعة لاستعادة الغابات ذاتياً دون تدخل بشري.

وفي دراسة أُجريت من قِبل فريق بحث دولي من الدنمارك وكندا والولايات المتحدة، تم تحليل تأثير «إعادة التحريج» في تحسين مستويات المعيشة لدى 18 دولة أفريقية، ونُشرت النتائج في عدد 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من دورية «Communications Earth & Environment».

واعتمدت الدراسة على بيانات أكثر من 200 ألف أسرة بين عامي 2000 و2015. واستخدم الباحثون أساليب إحصائية دقيقة لتحديد العلاقة الإيجابية بين إعادة التحريج وتحسّن مستويات المعيشة.

واستندوا إلى مؤشرات متنوعة لقياس الفقر تشمل التعليم والصحة ومستويات المعيشة؛ حيث أظهرت النتائج أن زراعة الأشجار أسهمت بشكل مباشر في تحسين الدخل وتوفير فرص عمل، بالإضافة إلى آثار اقتصادية غير مباشرة. كما أظهرت أن مناطق زراعة الأشجار كان لها تأثير أكبر من مناطق استعادة الغابات الطبيعية في تخفيف حدة الفقر.

يقول الباحث الرئيس للدراسة في قسم علوم الأرض وإدارة الموارد الطبيعية بجامعة كوبنهاغن، الدكتور باوي دن برابر، إن الدراسة تطرح ثلاث آليات رئيسة قد تُسهم في تقليص الفقر، نتيجة لتوسع مزارع الأشجار أو استعادة الغابات.

وأضاف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الآليات تتمثّل في توفير الدخل من خلال بيع منتجات الغابات، مثل: المطاط أو زيت النخيل، ما يسمح للأسرة بزيادة مواردها المادية. كما أن زراعة الأشجار قد تؤدي إلى خلق فرص عمل للسكان المحليين، في حين يمكن أن تُسهم مناطق التجديد البيئي في تحسين الظروف البيئية، ما يفيد الأسر المحلية من خلال النباتات والحيوانات التي يمكن بيعها وتوفير دخل إضافي للسكان.

ووفقاً لنتائج الدراسة، هناك مؤشرات من بعض البلدان؛ مثل: أوغندا، وبنين، أظهرت زيادة في النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار مقارنة بتلك التي لا تحتوي عليها.

تأثيرات الاستدامة

كما أشارت الدراسة إلى أن برامج التشجير في أفريقيا التي تهدف إلى استعادة أكثر من 120 مليون هكتار من الأراضي عبر مبادرات، مثل: «السور الأخضر العظيم»، و«الأجندة الأفريقية لاستعادة النظم البيئية»، تمثّل جهداً كبيراً لمكافحة الفقر وتدهور البيئة.

وتُسهم نتائج الدراسة، وفق برابر، في النقاش المستمر حول استدامة تأثيرات زراعة الأشجار في التنوع البيولوجي والمجتمعات المحلية، من خلال تسليط الضوء على الفوائد المحتملة لهذه المبادرات عندما يتمّ تنفيذها بشكل مدروس ومتوازن. كما أظهرت أن مبادرات زراعة الأشجار، مثل «تحدي بون»، يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية للمجتمعات المحلية، سواء من حيث تحسين مستوى المعيشة أو تعزيز التنوع البيولوجي.

وتوصي الدراسة بأهمية مشاركة المجتمعات المحلية في هذه المبادرات بصفتها شرطاً أساسياً لضمان استدامتها ونجاحها، فالتفاعل المباشر للمجتمعات مع المشروعات البيئية يزيد من تقبلها وفاعليتها، مما يعزّز فرص نجاحها على المدى الطويل.