في إحدى القرى التابعة لمدينة أندريتساينا، غرب اليونان، أثار خبر انتحار رجل مسن يبلغ من العمر ثمانين عاماً، فضول الناس هناك ومشاعرهم، وذلك لأن الرجل اتصل قبل أن يضع نهاية لحياته بمكتب لدفن الموتى، وطلب من المسؤول أن يتوجه إلى المنزل لأخذ جثمانه، حتى لا يتعفن. ووفقاً للمعلومات، فإن المسن عانى مؤخراً من حالة يأس وحزن شديد بسبب فقدان زوجته، فقرر أن يلحق بها في اليوم الذي يصادف مرور ستة أشهر على وفاتها.
وذكر صاحب مكتب دفن الموتى للشرطة، أن المسن هاتفه نحو السادسة والنصف صباحاً، واعتذر منه إن كان قد أيقظه من النوم، ثم قال له: «أريد منك خدمة. تعالَ وخذ الجثة حتى لا تتعفن. ولا تتصل بأي شخص وتزعجه، كما أريد منك أن تأخذ من البنطلون ورقة وتعطيها لابنتي». وعندما أراد الاستفسار عن هوية الجثة، فذكر له أنه سينتحر، ورغم محاولاته أن يثنيه عن اختياره، وأن ما يفكر فيه ليس عقلانياً، فإنه أغلق الهاتف. فاضطر صاحب مكتب دفن الموتى للاتصال بالشرطة التي ذهبت إلى منزل المسن، لتجد أنه اختار بالفعل أن يضع حداً لحياته ويشنق نفسه.
ويذكر أن الأزمة المالية التي عانت منها اليونان طيلة التسع سنوات الماضية، تسببت في ارتفاع حالات الانتحار، ووفقاً للسجلات، خلال عام واحد فقط تم تسجيل 927 حالة، بينما أوضحت سجلات الشرطة رصد 690 حالة إقدام على الانتحار في العام نفسه.
وبالإشارة إلى بعض الحالات، فقد وضع صيدلي نهاية لحياته عندما قتل نفسه بالرصاص أمام مبنى البرلمان في أثينا، وكان قد ترك رسالة تقول إنه رفض نبش صناديق القمامة بحثاً عما يسد رمقه، واعتبرت هذه الحالة رمزاً للتذمر العام باليونان.
وتسببت الأزمة المالية الطاحنة في اليونان إلى فصل واحد من بين كل خمسة يونانيين عن العمل، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي بواقع الخمس. ويعزو كثير من اليونانيين محنتهم إلى الإجراءات الخاصة بخفض الإنفاق وزيادة الضرائب، التي كانت تطالب بها الجهات المقرضة، وهي الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. ورغم خروج اليونان من وصايا الدائنين وإعلان الحكومة انتهاء الأزمة، فإن الشعب اليوناني سيظل يشعر بأزمة طاحنة، ما دام هناك استمرار في فرض ضرائب جديدة، وخفض المعاشات، واستقطاعات في الأجور والمرتبات.
مُسنّ يتصل بمكتب دفن الموتى قبل أن يشنق نفسه
قرر اللحاق بزوجته المتوفية
مُسنّ يتصل بمكتب دفن الموتى قبل أن يشنق نفسه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة