قال المبعوث إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة، قال إن «المؤتمر الوطني الجامع لا يزال في موعده المقرر انعقاده منتصف الشهر الحالي، في مدينة غدامس»، لكنه استدرك: «إلا إذا أرغمتنا ظروف قاهرة»، في إشارة إلى التطورات العسكرية في طرابلس.
وطمأن سلامة الليبيين، خلال مؤتمر صحافي في طرابلس، أمس، عقب لقائه رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، وقال: «نريد أن نطمئن الليبيين أننا باقون إلى جانب الشعب لإنجاح العملية السياسية دون اللجوء إلى التصعيد». ومضى يقول: «نحن إلى جانب الليبيين، لن نتركهم لأنفسهم، ولن نكفّ عن العمل ليلاً ونهاراً لتخفيف حدة القتال، لمنع التصعيد ولاستصدار موقف دولي موحد يؤيد توجهنا، نحو إحياء العملية السياسية، نحو لمّ الشمل بين كل أطراف والتخلي عن لغة السلاح والتصعيد».
وقطعت البعثة الأممية لدى ليبيا شوطاً كبيراً باتجاه الاستعداد للملتقى المزمع عقده من 14 إلى 16 أبريل (نيسان) الحالي في غدامس (جنوب غربي البلاد)، الذي يستهدف وفق خطتها تحديد موعد للانتخابات النيابية والرئاسية.
وقال سعيد إمغيب، عضو مجلس النواب عن مدينة الكفرة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن الظروف القاهرة بالنسبة لغسان سلامة، والمفرحة لكل الشعب الليبي سوف تمنع انعقاد المؤتمر الجامع»، وأوضح: «في تصوري بمجرد دخول القوات المسلحة إلى طرابلس فسوف تطوى صفحة كبيرة جداً من صفحات المشكل الليبي، ولن يحتاج الليبيون إلى مؤتمر جامع». غير أن تأكيدات سلامة بالإبقاء على موعد المؤتمر الجامع، استقبلها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، أمس، قبل لقاء نظيره سامح شكري، باستغراب، مؤكداً معارضته لما سماه «المواعيد المصطنعة» للتسوية في ليبيا، دون توضيح ما يعنيه.
وحرص المسؤول الروسي على التأكيد أن بلاده «على اتصال مع كل الأطراف» في ليبيا لكنها لا تدعم أي طرف، وقال في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون المصري: «نأمل بأن يقرر الليبيون مستقبلهم بأنفسهم والبدء بحوار شامل من دون أي نوع من المواعيد المصطنعة، التي يحاول البعض أن يفرضها عليهم من الخارج، ومن دون دفعهم للإسراع رغماً عنهم».
وتطابقت الرؤية المصرية مع ما أكده المسؤول الروسي، إذ ذهب وزير خارجيتها سامح شكري، أمس، إلى أن الأزمة الليبية «لن تحل إلا بالحوار، بعيداً عن العمليات العسكرية». وأضاف: «الأزمة في ليبيا لن تحل من خلال اللجوء للوسائل العسكرية، وإنما من خلال الحوار المعبر عن إرادة الشعب الليبي».
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف تحدث مع حفتر هاتفيا، وأكد له موقف روسيا الداعم لإيجاد حلول سياسية لكل النزاعات الدائرة في ليبيا. وأعلنت كل من ألمانيا والأمم المتحدة عزمهما على عدم تفاقم الوضع في ليبيا وتخفيف التوتر في الأوضاع هناك، فيما قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، إن «على حفتر دعم عملية الأمم المتحدة في ليبيا»، كما «يجب أن يتوقف الوضع الحالي هناك، وعلى جميع الأطراف عدم التصعيد».
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس، إن مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى تشعر بقلق عميق إزاء تطورات الأوضاع في ليبيا، مضيفاً أنها «اتفقت على ضرورة الضغط على المسؤولين عن التصعيد العسكري في ليبيا، وخاصة حفتر».
ودعا وزير الخارجية الإيطالي إنزو ميلانيزي، حفتر، أمس، إلى الاستماع لتحذيرات المجتمع الدولي ووقف الزحف نحو طرابلس، وإلا «فإن المجتمع الدولي سيرى ما يمكن عمله».
سلامة: الملتقى الجامع في موعده... «إلا إذا أرغمتنا ظروف قاهرة»
روسيا ومصر تشددان على الحل السياسي... وإيطاليا تدعو حفتر للاستماع إلى تحذيرات المجتمع الدولي
سلامة: الملتقى الجامع في موعده... «إلا إذا أرغمتنا ظروف قاهرة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة