أكد مسؤولون كبار من وزارة الدفاع الأفغانية، أمس السبت، مقتل وإصابة عدد من قوات حركة «طالبان» في الغارات الجوية المستمرة على مراكز الحركة بمنطقتي بالا مرغاب وآب كاماري بإقليم بادغيس شمال غربي أفغانستان، طبقاً لما ذكرته قناة «طلوع نيوز» التلفزيونية الأفغانية، أمس السبت، دون تحديد العدد. ودخل الصراع في منطقة بالا مرغاب، التي تحاصرها «طالبان» منذ يومين، يومه الثالث أمس. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع، زبير عارف، إن الوحدة الخاصة للجيش تقاتل ضد «طالبان»، وتم طرد المسلحين من أجزاء رئيسية من المنطقة. وأضاف: «ستستمر العمليات حتى إخلاء المناطق بشكل كامل من العدو».
وقالت بعثة «الدعم الحازم»، التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، في بيان، إن الغارات الجوية الأميركية استهدفت مواقع لـ«طالبان» بدعم من قوات الأمن الأفغانية في منطقة بالا مرغاب بإقليم بادغيس الليلة الماضية. وأضاف البيان أنه تم إرسال تعزيزات جوية إلى المنطقة، أمس، لمواصلة ذلك الدعم. وأكدت المصادر أن نحو 36 عنصراً من القوات الأفغانية قُتلوا في الاشتباكات التي استمرت يومين في منطقة بالا مرغاب، التي بدأت أول من أمس. من جهته، قال قيس منجل، المتحدث باسم وزارة الدفاع، إن «قوات الدفاع والأمن الأفغانية تنفذ عمليات إخلاء وعمليات جوية، بقيادة النائب الأول بوزارة الدفاع، ياسين ضياء، بمنطقتي بالا مرغاب وآب كاماري بإقليم بادغيس، التي أسفرت عن سقوط خسائر هائلة في صفوف العدو». وأضاف أن العمليات مستمرة وستستمر حتى إخلاء المسلحين من المنطقة.
ونقلت وكالة «باجهواك» الأفغانية عن مصادر حكومية قولها إن 32 من قوات الأمن الأفغانية استسلمت لقوات «طالبان» في بالا مرغاب في ولاية بادغيس، فيما نقلت الوكالة نفسها عن مصادر رسمية قولها إن هجمات لقوات «طالبان»، في عدة أماكن، تسببت في مقتل عشرة أشخاص، بينهم سبعة من رجال الشرطة، حسب كلام الناطق باسم الشرطة الأفغانية، وأضافت الوكالة أن هجمات «طالبان» أوقعت أربعة آخرين من رجال الشرطة قتلى بعد مهاجمة قوات «طالبان» لمركز للشرطة في ساريبول شمال أفغانستان. ونقلت الوكالة عن محمد نور رحماني رئيس مجلس الولاية، قوله إن خمسة آخرين من الشرطة أصيبوا في هجوم «طالبان» على نقاط تفتيش للشرطة خارج مركز الولاية، فيما قامت قوات «طالبان» بمهاجمة القوات الحكومية ومراكزها الأمنية في ولاية غزني جنوب شرقي أفغانستان، ما أدى إلى مقتل ثلاثة وجرح سبعة آخرين من الشرطة. وقال المتحدث باسم شرطة الولاية أحمد خان سيرت، إن سبعة من مسلحي «طالبان» قتلوا في المواجهات.
وكانت قوات «طالبان» هاجمت مديرية بالا مرغاب قبل شهر تقريباً، وحاصرتها مدة أسبوعين، ثم انسحبت بعد إحضار تعزيزات من القوات الحكومية، وقيام قوات حلف الأطلسي بشن غارات جوية متواصلة على قوات «طالبان» في المنطقة. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أفغان قولهم إن «طالبان» تستهدف، بشكل منسق، قوات الشرطة والجيش الأفغاني، في بالا مرغاب، وإن الوضع الأمني في المديرية خطير للغاية بعد مقتل ثلاثين من قوات الأمن الأفغانية. ونقلت الصحيفة الأميركية عن عبد الوارث شيرزاد، حاكم مديرية بالا مرغاب، قوله إن قوات «طالبان» بدأت تدك مركز المديرية، وتشكل ضغطاً قوياً على سكان المديرية وإدارتها، وإن مركز المديرية سيسقط بيد قوات «طالبان» ما لم تصل تعزيزات قوية لإنقاذ الموقف.
وكان انفجاران عنيفان هزا ولاية ننجرهار شرق أفغانستان أديا إلى مقتل ثلاثة مدنيين، حسب قول المسؤولين في الولاية. وقال عبد الله خوكياني الناطق باسم مجلس الولاية، إن 19 آخرين أصيبوا في الانفجارين في جلال آباد، وإن اثنين من الجرحى في حالة حرجة، ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن التفجيرين في جلال آباد. سياسياً، نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية عن مسؤولين في الخارجية الأميركية، أن واشنطن بدأت تدرس بجدية إمكانية تخفيض بعثتها الدبلوماسية في كل من كابل وبغداد، وعزا المسؤولون الأميركيون هذه الخطة إلى رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خفض النفقات التي تتكبدها واشنطن. وقالت المجلة المقربة من صناع القرار في واشنطن، إن الخارجية الأميركية ستخفض بعثتها في كابل، العام المقبل، بنسبة النصف، لكن قد يكون لدى الوزارة خطة مسبقة لتقليص عدد بعثتها الدبلوماسية في العراق أيضاً بعد إعلان واشنطن انتهاء الحرب على تنظيم «داعش»، وتهيؤ إدارة ترمب للتنافس مع روسيا والصين.
ويأتي النقاش حول خفض عدد البعثة الأميركية في أفغانستان في أجواء المحادثات التي يجريها المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد، مع وفد من المكتب السياسي لـ«طالبان» للتوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين.وكانت إذاعة «إن بي آر» الأميركية كشفت قبل شهرين عن وثيقة مسربة من السفارة الأميركية في كابل تشير إلى العدد الضخم من الموظفين، وأنه يجب خفض عددهم دون تحديد نسبة التخفيض المقترحة.
إلى ذلك، واصل المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد، لقاءاته بمسؤولين في باكستان، الجمعة، بعدما طمأن قادة مختلف الأطراف في أفغانستان بأن المحادثات المستقبلية لن تستثني أحداً. ووصل خليل زاد إلى إسلام آباد، بعدما قضى خمسة أيام في أفغانستان في ظل توتر العلاقات بين واشنطن وحكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني، التي اشتكت من تهميشها في محادثات السلام الجارية بين الولايات المتحدة و«طالبان». وقال خليل زاد على «تويتر»، مع بدء زيارته، «على المحادثات بين الأطراف الأفغانية أن تكون متكاملة وشاملة للجميع تضم ممثلين عن الحكومة الأفغانية والنساء والشباب والمجتمع المدني».
ورفضت «طالبان»، حتى الآن، الاجتماع بالحكومة الأفغانية، متهمة إياها بأنها مجرد «دمية» في أيدي واشنطن.
وبلغ السجال الدبلوماسي بين واشنطن وكابل ذروته الشهر الماضي عندما اتهم مستشار الأمن الوطني الأفغاني حمد الله، محب المبعوث الأميركي، بافتقاد «الشفافية»، حتى أنه أشار إلى أن الموفد أفغاني المولد يتصرف وكأنه «والٍ» على بلده الأم. وأثارت تصريحات محب حفيظة واشنطن، إذ ذكرت تقارير أن المسؤولين الأميركيين رفضوا حضور أي اجتماعات بوجوده.
والتقى خليل زاد عدداً من المسؤولين، بينهم وزير الخارجية شاه محمود قرشي، وقائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا، فيما جدد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قوله «إنه ينصح» الأفغان بتشكيل حكومة انتقالية، إذا كانت كابل ترغب في أن تمضي عملية السلام بسلاسة. وقال في خطاب ألقاه في إقليم خيبر بختون خوا المحاذي للحدود مع أفغانستان «هذا ليس تدخلاً، إنها نصيحة». وتم تأجيل الانتخابات التي كان من المفترض أن تجري في 20 أبريل (نيسان) إلى سبتمبر (أيلول)، لترك محادثات السلام تأخذ وقتها.
«طالبان» تسيطر على مديرية في بادغيس
معارك وقصف جوي في باقي الولايات الأفغانية
«طالبان» تسيطر على مديرية في بادغيس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة