47 شفرة جينية لحلّ لغز النوم السيئ

47 شفرة جينية لحلّ لغز النوم السيئ
TT

47 شفرة جينية لحلّ لغز النوم السيئ

47 شفرة جينية لحلّ لغز النوم السيئ

كشفت دراسة وراثية دولية قادتها جامعة إكستر البريطانية، ونشرت، أول من أمس، في دورية «نيتشر كوميونيكيشن»، عن 47 شفرة جينية ترتبط بمدة النوم ونوعيته، وذلك باستخدام بيانات أكثر من 91 ألف شخص، منهم ما يزيد على 85 ألف شخص بياناتهم مسجلة في البنك الحيوي ببريطانيا، ونحو 5 آلاف تناولتها ثلاث دراسات أخرى.
واعتمدت البيانات التي تم استخدامها على توثيق دقيق لأنماط النوم الخاصة بالمشاركين في الدراسة لتلافي عيوب دراسات سابقة، كان المشاركون بها يبلغون بشكل غير دقيق عن أنماط نومهم، واستخدمت لتحقيق هذا الغرض، أجهزة قياس التسارع، وهي أجهزة يتم حملها بالمعصم وتسجل مستويات النشاط، وتم ارتداؤها بشكل مستمر لمدة سبعة أيام، مما أعطى بيانات نوم أكثر دقة وتفصيلا من الدراسات السابقة.
واكتشف الفريق البحثي خلال الدراسة متغيرا غير شائع من الجين المسمى «PDE11A»»، وكان له تأثير ليس فقط على مدة النوم، ولكن على نوعيته أيضا، وكان هذا الجين قد تم تحديده سابقا كهدف محتمل لعقاقير علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية مرتبطة باستقرار المزاج والسلوكيات الاجتماعية.
ووجد الباحثون أيضا خلال الدراسة أن محيط الخصر الزائد مرتبط بوقت نوم أقل، حيث يقل النوم بنحو 4 ثوانٍ لكل 1 سم زيادة في الخصر لدى شخص يبلغ متوسط محيط الورك لديه نحو 100 سم.
ورصد الباحثون ارتباط المناطق الوراثية الخاصة بنوعية النوم مجتمعة بإنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبي يرتبط بمشاعر السعادة والرفاهية، ويلعب دورا في تعزيز النوم الأعمق والأكثر راحة، كما عثروا على دليل بأن متلازمة تململ الساق مرتبطة بالنوم الأقل.
ويقول الدكتور أندرو وود، من كلية الطب بجامعة إكستر والباحث الرئيسي في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لجامعة إكستر بالتزامن مع نشر الدراسة: «نحن نعلم أن الحصول على قسط كاف من النوم يحسن صحتنا، ومع ذلك فإننا نعرف القليل عن الآليات الموجودة في أجسامنا التي تؤثر على كيفية نومنا، ونطمح إلى أن تساعد النتائج التي تم رصدها على تطوير علاجات جديدة لتحسين النوم والصحة العامة».
ومن جهته، يعول دكتور عبد الباسط صالح، مدير مركز أبحاث النوم بجامعة المنصورة، على تطور جهود الفريق البحثي الدولي لإنتاج أدوية تعالج حالات النوم السيئ، لأن جودة النوم وكميته وتوقيته ترتبط بأمراض مثل السكري والسمنة والاضطرابات النفسية. ويقول دكتور صالح: «على سبيل المثال فإن هناك علاقة تم رصدها مؤخرا بين قلة النوم ومرض السكري، حيث أثبتت دراسة دولية نشرتها مؤخرا مجلة (ساينس)، أن قلة النوم تحرك بصورة مباشرة جينات مسؤولة عن مرض السكري».
ويضيف أن السمنة تعد أيضا من تداعيات النوم السيئ، إذ توصل باحثون ألمان بعد مراقبة مجموعة من الأشخاص حرموا من النوم ليلة كاملة، إلى أن قلة النوم تزيد من إفراز الهرمون المسؤول عن تحفيز الشعور بالجوع، وتسبب تراجعا في هرمون الشبع.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.