أميركا تلغي تأشيرة المدعية العامة لـ«الجنائية الدولية»

فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية (إ.ب.أ)
فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية (إ.ب.أ)
TT

أميركا تلغي تأشيرة المدعية العامة لـ«الجنائية الدولية»

فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية (إ.ب.أ)
فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية (إ.ب.أ)

ألغت الولايات المتحدة الأميركية تأشيرة الدخول الخاصة بفاتو بنسودا، المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن مكتب المدعية العامة قد أكد النبأ، أمس (الجمعة).
وتريد الولايات المتحدة منع المحكمة من فتح تحقيق في جرائم يزعم أن الجنود الأميركيين ارتكبوها في أفغانستان.
ولا يزال يمكن للمدعية العامة السفر إلى نيويورك عندما يحين موعد عرض تقريرها على مجلس الأمن الدولي، حسبما قالت المتحدثة باسم مكتبها، مضيفة أن عمل المدعية العامة سيستمر رغم مسألة التأشيرة.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس، إن إصدار تأشيرات للأشخاص لزيارة مباني الأمم المتحدة مسؤولية الدولة المضيفة.
وفي حالة بنسودا التي تتبع مجلس الأمن الأممي، فإن هذا يقع على عاتق الولايات المتحدة.
وقال دوجاريك: «نتوقع أن تفي الولايات المتحدة بالاتفاقية التي تسمح بسفر موظفي المحكمة الجنائية الدولية للقيام بعملهم هنا في الأمم المتحدة».
وكانت بنسودا طلبت موافقة قضائية لفتح تحقيق رسمي، وقالت بوجود ما يكفي من أدلة عن ارتكاب جرائم حرب، وقيام جنود أميركيين وموظفي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتعذيب سجناء، أو معاملتهم بوحشية في عامي 2003 و2004.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هدد بالفعل بإلغاء تأشيرات الدخول لموظفي المحكمة الجنائية الدولية.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأميركية ليست من الدول الموقعة على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وقد رفضت شرعية الكيان القضائي لسنوات.
وتنظر المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وتستند إلى «نظام روما الأساسي» الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2002.
ووقعت 122 دولة على «نظام روما الأساسي» للمحكمة الجنائية الدولية وبينها جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.