المال والإعلام والأمن رداً على المأزق السياسي

أزمة مؤسسات العمل العربي المشترك

المال والإعلام والأمن رداً على المأزق السياسي
TT

المال والإعلام والأمن رداً على المأزق السياسي

المال والإعلام والأمن رداً على المأزق السياسي

ألقى الواقع العربي والإسلامي والدولي المتأزم سياسياً وأمنياً واجتماعياً، ومبادرات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن القدس ومرتفعات الجولان السورية، بظلاله على القمة العربية في دورتها الـ30 في العاصمة التونسية تونس، ومقرراتها ذات الصبغة السياسية والاقتصادية والأمنية. وكان على رأس الأسئلة المطروحة أمام الجميع: هل يمكن للدول العربية اليوم تجاوز تعثر الجانب السياسي في العمل العربي المشترك الذي شهد منعرجاً منذ حرب الخليج عام 1991 والتصدع الذي استفحل بعد الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003، واندلاع سلسلة من الحروب والأزمات بعد ثورات «الربيع العربي» عام 2011؟ وهل ينجح أكثر من 6 آلاف خبير ومسؤول عربي شاركوا في «قمة تونس»، والتظاهرات الموازية لها، في إعادة ثقة المواطن العربي في وحدة مصير العرب ومؤسسات العمل العربي المشترك، على الأقل، في قطاعات التنمية والأمن والثقافة والإعلام؟ وهل ستجد جامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة، مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، حلاً لمعضلات تمويلها وديونها؟
يلاحظ أن تصريحات أغلب الرسميين والمثقفين والإعلاميين والحقوقيين العرب قبل «قمة تونس» الأخيرة، وبعدها، كشفت عن ارتفاع منسوب التفاؤل بإعادة الثقة في العمل العربي المشترك، مع دعوات إلى الاستعاضة عن الشعارات السياسية بمنطق تقاطع المصالح والشراكة الاقتصادية، وترفيع مستوى التنسيق والتعاون في قطاعات الأمن والقضاء والتربية والثقافة والإعلام. ولقد تضمن البيان الختامي للقمة 17 نقطة، بينها قرارات مهمة حول هذه القطاعات، بما فيها ملف الوقاية من التطرّف والإرهاب عبر التنمية البشرية والاقتصادية. ونوّه أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، وعدد من وزراء الخارجية والاقتصاد والتجارة العرب بتلك القرارات. واعتبر السفير محمود الخميري، المدير العام للشؤون العربية والإسلامية في الخارجية التونسية والناطق الرسمي باسم القمة العربية، أن القادة العرب أخذوا بعين الاعتبار التوصيات الطموحة التمهيدية التي أعدها الخبراء، ثم مؤتمر وزراء الداخلية والعدل والشؤون الاقتصادية العرب.

التنمية أو التطرف والإرهاب
لقد أكد القرار الخامس عشر الصادر عن القمة على العلاقة بين ملفات الأمن والقضاء ودعم التنمية الشاملة في النهوض بأوضاع المنطقة. ونص على «تحصين المجتمعات العربية ضدّ آفات التطرف والإرهاب، وتقليص مظاهر الإقصاء والتهميش»، وأوصى بتطوير الاستثمار في قدرات الإنسان العربي وتأهيله علمياً ومعرفياً وقيَمياً. كذلك، شدّد البيان الختامي للقمة على «تحسين مؤشرات التنمية البشرية في البلدان العربية، وتوسيع مجالات مشاركة الشباب في الشأن العام وآليات اتخاذ القرار، ودعم دوره في تحقيق التنمية الاقتصادية والنهضة الاجتماعية، إلى جانب تعزيز دور المرأة ومشاركتها في مختلف مناحي الحياة العامّة، ومزيد من توفير أسباب تمكينها اقتصادياً واجتماعياً»، مع قرار بـ«تركيز الجهود على دعم خطط التربية والتعليم والبحث العلمي، وتمكين الشباب العربي من الأخذ بناصية العلوم والتكنولوجيات الحديثة».
واعترف بيان «قمة تونس»، أيضاً، بأهمية البعدين الاقتصادي والتنموي في العمل العربي المشترك، وبالحاجة الملحة إلى مضاعفة الجهود المشتركة من أجل دفع التعاون الاقتصادي وتفعيله. وأكدت القرارات على ضرورة تكثيف الجهود من أجل رفع حجم التبادل التجاري وإقامة المشاريع الاستثمارية، بما يمكنّ من بناء «تكتل اقتصادي عربي»، يكون قادراً على الانخراط الإيجابي في المنظومة الاقتصادية العالمية، والإسهام في دفع مسارات التنمية في البلدان العربية وتوفير فرص العمل للشباب العربي.

مناخ الأعمال... والشفافية
الخبير الاقتصادي التونسي رضا الشكندالي رحّب بالقرارات الاقتصادية والتنموية للقمة، واعتبر أنها يمكن أن تحقّق تقدماً نوعياً نحو إزالة القيود الجمركية عند التبادل التجاري المنتجات العربية. بيد أن الشكندالي اعتبر أن الإجراءات التجارية «غير قادرة وحدها على إعطاء ديناميكية للتجارة البينية للدول العربية». واشترط تحسين مناخ الأعمال لكثير الدول العربية التي تتبوأ مراتب متأخرة في ترتيب مناخ الأعمال إقليمياً ودولياً؛ ما يفسّر ضعف الاستثمارات البينية بين الدول العربية مقارنة بما تستثمره هذه الدول خارجها. واعتبر إلياس فخفاخ، وزير المالية التونسي السابق ورئيس المجلس الوطني لحزب التكتل التونسي، أن الدول العربية «مطالبة بفتح ملفات الشفافية والحوكمة الرشيدة وبيئة الأعمال في الدول العربية، وما يتبع ذلك من أولويات، مثل التحرّر من آفات الرشوة والبيروقراطية الإدارية والتعقيدات السياسية والجبائية وغيرها» من الآفات التي تعرقل دفع الاستثمارات البينية العربية.

فجوة عميقة
إلا أن المتابع لتوزيع الثروة في البلدان العربية يلاحظ الفجوة العميقة جداً بين منطقة المغرب العربي، التي تستوعب ربع سكان الوطن العربي، لكنها لا تمتلك إلا نحو 13 في المائة من الناتج الاقتصادي للوطن العربي، ودول مجلس التعاون الخليجي التي توفر أكثر من نصف الناتج العربي، بينما لا يمثل سكانها إلا 13 في المائة من السكان. ومن ثم، فإن الفجوة عميقة جداً بين متوسط الدخل السنوي في دول الخليج العربية وفي الدول المغاربية مثلاً، وهو في الدول الخليجية أكبر بحدود 8 أضعاف دخل المواطن في دول المغرب العربي، رغم وجود دولتين نفطيتين مغاربيتين، هما الجزائر وليبيا. ويبدأ الحل، حسب وزير التجارة التونسي السابق محسن حسن، في دعم التجارة البينية للدول العربية، التي وصفها حسن بأنها «الأضعف حالياً في التكتلات الإقليمية الدولية؛ إذ لا تمثل الواردات البينية إلا نحو 13 في المائة من الواردات الإجمالية للدول العربية و12 في المائة من صادراتها. وحقاً، تعتبر منطقة المغرب العربي الأقل تعاملاً مع الدول العربية؛ إذ لا تتجاوز قيمة صادراتها ووارداتها معها الـ7 في المائة تقريباً، خلافاً للدول الخليجية التي تربطها مبادلات بينية كبيرة. وأفاد حمادي الكعلي، رئيس مجلس الأعمال التونسي السعودي، بأن «الشهر الحالي سيشهد اجتماعين مهمين في جدة والرياض بين مستثمرين سعوديين وتونسيين ووزراء اقتصاد وتجارة من البلدين لمحاولة تدارك هذه الفجوة».

تقاطع المصالح
في السياق ذاته، دعا الحبيب بن يحيى، الأمين العام السابق للاتحاد المغاربي ووزير خارجية تونس سابقاً، إلى «تطبيع شامل للعلاقات العربية - العربية»، وإلى توظيف مقررات «قمة تونس» لتحسين فرص التنمية الاقتصادية والبشرية، والتفاعل مع مشاغل الشباب والجيل الجديد، وإعطاء فرصة «لتقاطع المصالح» ثنائياً وعربياً، وإطفاء الفتن والحرائق التي تؤرق الشعوب والحكومات العربية مشرقاً ومغرباً. في حين اعتبر وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، أن من بين ما يدفع للتفاؤل تأكيد بيان «قمة تونس» على كون «ما يجمع البلدان والشعوب العربية أكثر بكثير مما يفرّقها، وأنّ استمرار الخلافات والصراعات في المنطقة، ساهم في استنزاف الكثير من الطاقات والإمكانات العربية، وتسبب في إضعاف التضامن العربي وأثّر في الأمن القومي العربي، كما أتاح التدخل في شؤون المنطقة».

وزراء الداخلية العرب
من ناحية ثانية، دعا بعض الخبراء والإعلاميين، مثل زياد كريشان، رئيس تحرير صحيفة «المغرب» التونسية، الدول العربية إلى «التواضع» ووقف رفع شعارات سياسية طموحة تتجاوز قدراتها. واقترح كريشان «إعطاء الأولوية للتنسيق الاقتصادي والأمني، وتفعيل دور الأمانة العامة لوزراء الداخلية العرب في مجالات مكافحة الجريمة المنظمة والمخدّرات والتطرّف والإرهاب، إلى جانب تشجيع بقية هيئات العمل المشترك ذات الصبغة التنموية، مثل الهيئة العربية للطاقة الذرية، ومنظمة الأسرة العربية، واتحاد إذاعات الدول العربية. وأورد عبد اللطيف عبيد، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ومحمد بن علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، أن التنسيق الأمني والقضائي بين الدول العربية يكاد يكون أهم إنجاز ملموس يحظى بالإجماع عربياً. ولقد ساهم خلال السنوات الـ30 الماضية في مكافحة انتشار المخدّرات والإرهاب والجريمة المنظمة والجرائم الإلكترونية والتهريب والهجرة غير القانونية؛ ما انعكس إيجاباً على الأوضاع الاقتصادية والتنموية العربية.

الأمن والتعليم والإعلام والثقافة
جدير بالذكر، أنه على بعد أمتار قليلة من مقر انعقاد القمة العربية الـ30 ناقش مئات الخبراء والمسؤولين عن قطاعات الاقتصاد والأمن والتعليم والإعلام والثقافة في جامعة الدول العربية والدول الأعضاء مشاريع بالجملة، تتصل بدعم سياسات «تقاطع المصالح» الثنائية والجماعية على «الشعارات السياسية الوحدوية الطموحة التي تبدو غير واقعية في مرحلة إعادة بناء النظامين الإقليمي والدولي»، على حد تعبير الخبير العراقي الأممي دار البصام، ووزير المالية التونسي السابق حكيم حمودة. وبحث المؤتمر، الذي شارك فيه رسميون كبار من تونس ودول عربية وإسلامية عدة، طوال 3 أيام مواضيع تنمية عربية ذات أبعاد مصيرية، من بينها: التعليم واحتياجات سوق العمل العربية، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، والإعلام الحديث والاقتصاد الرقمي، والزراعة الذكية، والاستثمار والتنمية والاستقرار الأمني والتنمية الشاملة، ودور مؤسسات العمل العربي المشترك في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية. كذلك، نظم جلسة حول التجارب والممارسات الناجحة لبعض مؤسسات العمل العربي المشترك في قطاعات الإعلام والثقافة والتربية والعلوم والتكنولوجيا والطاقة الذرية والأمن.
ولعل من أبرز نقاط القوة في هذا المؤتمر الذي عُقد على هامش القمة، أنه أصدر توصيات عملية أكدت على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، واعتبارها «قاطرة للتنمية» وآلية ناجعة لمواجهة الكثير من التحديات، وبخاصة البطالة والفقر والتهميش في صفوف الشباب. وصدرت عن المؤتمر توصيات الملاءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل في المنطقة العربية، مع التأكيد على توظيف التقنيات الحديثة في الزراعة لتوفير الأمن الغذائي والأمن العربي، وفي الإعلام والتربية والتعليم.

التمويل الذاتي... قصة نجاح
وفي ظل الأزمات المالية والإدارية التي تتخبط فيها مؤسسات العمل العربي المشترك، تبدو «قصة النجاح الوحيدة» هي اتحاد إذاعات الدول العربية؛ لأنه اعتمد منذ أزمة 1990 - وتحديداً، منذ 1996 - استراتيجية شاملة وناجعة للتمويل الذاتي، حسب مديره العام المهندس عبد الرحيم سليمان. وتابع سليمان موضحاً أنه بخلاف منظمات العمل العربي المشترك التي تعتمد على الهبات أو مساهمات الدول الأعضاء، فإن اتحاد إذاعات الدول العربية اعتمد كلياً على التمويل الذاتي، وعلى مردود الخدمات الإعلامية والاتصالية التي يقدمها للدول ولمؤسسات القنوات الإذاعية والتلفزيونية ومشاهديها. وجرى تطوير نظام التمويل الذاتي، بضبط صيغة جديدة لتمويل الموازنة السنوية للاتحاد اعتباراً من عام 2017، وأعيد النظر في كيفية استثمار أموال الاتحاد لدى البنوك بصفة جذريّة. وأدى هذا الخيار إلى نتائج إيجابية جداً، واعتماد الاتحاد على موارده الذاتية في بناء مقره الجديد ومؤسسة دولية للتدريب، كما شرع في بناء فندق خاص به وضيوفه.

السير بين الألغام
في المقابل، يعتقد بعض المثقفين العرب، مثل الخبير الفلسطيني سيف الدرين، أن مقررات مؤتمرات القادة العرب، وكذلك توصيات مؤتمرات وزراء العدل والداخلية والتجارة والاقتصاد والمالية والخارجية العرب، «قد تحال على الأرشيف ولا تجد طريقها إلى التنفيذ» إذا لم ينجح صنّاع القرار في العواصم العربية في «السير بين الألغام» واحتواء الأزمات والصراعات المدمّرة التي تشهدها المنطقة، وبالذات، في فلسطين، وليبيا، وسوريا، واليمن، والخليج.
وبحكم تعقد الأوضاع السياسية والاقتصادية الاجتماعية الداخلية في عدد من الدول العربية، وتراكم الصعوبات الاقتصادية في الدول الأوروبية – التي هي الشريك الاقتصادي الأول لكثرة منها -، دعا سياسيون تونسيون، مثل رضا بالطيب، وزير الاقتصاد والاستثمار الدولي التونسي السابق، إلى تفعيل مقترحات قديمة سبق أن قدمها بعض الخبراء الاقتصاديين العرب، مثل اعتماد برنامج «مارشال عربي»... تخصّص من خلاله مبالغ مالية رمزية لدعم اقتصاديات الدول العربية غير النفطية التي تواجه صعوبات كبيرة، مثل تونس، والأردن، وموريتانيا، وسوريا، والسودان.

مخاوف وحذر
في الأثناء، عُبّر في وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية التونسية والعربية عن مخاوف بالجملة من الحكومات العربية في تنفيذ توصيات الخبراء والوزراء وقرارات الملوك والرؤساء العرب، وأيضاً في التفاعل مع مطالب ممثلي المجتمع المدني والشعوب العربية، وعلى رأسها الحق في التنمية والديمقراطية والإصلاح السياسي. ولقد رحب وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي بما وصفه «وجهة نظر المجتمع المدني» ومقترحاته للقادة، لكن «شرط التعبير عنها في سياق احترام القانون ومصالح البلاد وثوابتها». ويذكر أن القمة العربية التي كانت قد عقدت في تونس عام 2004 تزامنت بدورها مع تنظيم قمة موازية من قِبل نشطاء في المجتمع المدني التونسي والعربي، بمشاركة عدد كبير من الحقوقيين والإعلاميين والمثقفين. وقد تأتي الأسابيع والأشهر المقبلة بالجديد، وستكشف ما إذا كانت العواصم العربية ستنفذ مقررات القمة على الأقل في أبعادها الاقتصادية والتنموية والأمنية، أم يحصل العكس.
لكن التطورات في مجالات الشراكة الاقتصادية ورفع مستوى التنسيق الأمني ومكافحة الإرهاب والمخدرات، أمور تبقى رهينة المتغيرات الداخلية في الدول العربية، وبخاصة تلك التي تمر بمرحلة مخاض سياسي اجتماعي، كالجزائر، وتونس، والسودان، والأردن. كذلك ستكون رهينة تطورات الأوضاع الاستثنائية في البلدان التي تعاني منذ 7 سنوات من الحروب، مثل اليمن، وسوريا، وليبيا.
هذه الأوضاع الاستثنائية تؤكد الحاجة إلى «خطة بديلة» للعمل العربي المشترك، تعطى فيه الأولوية للملفات التي يوجد حولها قدر من التوافق والإجماع، مثل التنسيق الأمني، والشراكة الاقتصادية، والثقافية، والتربوية، والإعلامية.

العرب والتكامل الاقتصادي: أرقام وحقائق
> منذ أربعينات القرن الـ20، أسست الدول العربية «بروتوكول الإسكندرية» عام 1944، وأقرّت «ميثاق الجامعة العربية» عام 1945.
> خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، وُقّع على «ميثاق العمل الاقتصادي القومي» عام 1980، و«اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية» عام 1981.
> عام 1997، جرى إقرار «قواعد المنشأ العربية لتسهيل التبادل التجاري بين الدول العربية».
> عام 1988، أُعلن عن «منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى».
> أسست الدول العربية 7 اتحادات عربية في مجالات عدة تغطي النقل البري والبحري، والصناعات الهندسية، والصناعة، والزراعة، والصيد البحري، والتأمين، هي: الاتحاد العربي للنقل البري، واتحاد الموانئ البحرية العربية، والاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية، والاتحاد العربي للصناعات الهندسيـة، والاتحاد لغرف التجارة والصناعة والزراعة، والاتحاد العام العربي للتأمين، والاتحاد العربي لمنتجي الأسماك.
> أسست الدول العربية 9 منظمات عربية تنموية متخصّصة، هي: مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ومنظمة العمل العربية، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، والمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية، والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار.
> تمثل الدول العربية مجتمعة نحو 400 مليون نسمة بناتج محلي إجمالي يناهز 354 2 مليار دولار أميركي، نصفه تقريباً من إجمالي السلع الإنتاجية والنصف الآخر من الخدمات الإنتاجية (26 في المائة) والخدمات الاجتماعية (28 في المائة).
> تمثل الصناعات الاستخراجية 41 في المائة من مجموع الإنتاج السلعي، بينما لا تمثل الزراعة والصيد البحري سوى 6 في المائة.
> تنتج دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من نصف إجمالي الناتج المحلي للدول العربية مجتمعة (59 في المائة)، وبخاصة المملكة العربية السعودية (27 في المائة) ودولة الإمارات العربية المتحدة (16 في المائة) تليهما مصر (11 في المائة)، بينما لا تمثل دول المغرب العربي إلا 14 في المائة من مجموع إنتاج الدول العربية، رغم إنتاج الجزائر وليبيا للنفط والغاز.



فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟
TT

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية، بقيادة ميشال بارنييه، في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)، على رأس الحكومة الجديدة. يأتي قرار التعيين في الوقت الذي تعيش فيه فرنسا أزمة برلمانية حادة بسبب غياب الأغلبية وهشاشة التحالفات، مما يضفي على الحياة السياسية جواً من عدم الاستقرار والفوضى. كان هذا القرار متوقَّعاً حيث إن رئيس الوزراء الجديد من الشخصيات المعروفة في المشهد السياسي الفرنسي، والأهم أنه كان عنصراً أساسياً في تحالف ماكرون الوسطي وحليف الرئيس منذ بداية عهدته في 2017. تساؤلات كثيرة رافقت إعلان خبر التعيين، أهمها حظوظ رئيس الوزراء الجديد في تحقيق «المصالحة» التي ستُخرِج البلاد من الأزمة البرلمانية، وقدرته على إنقاذ عهدة ماكرون الثانية.

أصول ريفية بسيطة

وُلِد فرنسوا بايرو في 25 مايو (أيار) عام 1951 في بلدة بوردار بالبرينيه الأطلسية، وهو من أصول بسيطة، حيث إنه ينحدر من عائلة مزارعين، أباً عن جدّ. كان يحب القراءة والأدب، وهو ما جعله يختار اختصاص الأدب الفرنسي في جامعة بوردو بشرق فرنسا. بعد تخرجه عمل في قطاع التعليم، وكان يساعد والدته في الوقت ذاته بالمزرعة العائلية بعد وفاة والده المفاجئ في حادث عمل. بدأ بايرو نشاطه السياسي وهو في سن الـ29 نائباً عن منطقة البرانس الأطلسي لسنوات، بعد أن انخرط في صفوف حزب الوسط، ثم رئيساً للمجلس العام للمنطقة ذاتها بين 1992 و2001. إضافة إلى ذلك، شغل بايرو منصب نائب أوروبي بين 1999 و2002. وهو منذ 2014 عمدة لمدينة بو، جنوب غربي فرنسا، ومفتّش سامٍ للتخطيط منذ 2020.

شغل بايرو مهام وزير التربية والتعليم بين 1993 و1997 في 3 حكومات يمينية متتالية. في 2017 أصبح أبرز حلفاء ماكرون، وكوفئ على ولائه بحقيبة العدل، لكنه اضطر إلى الاستقالة بعد 35 يوماً فقط، بسبب تورطه في تحقيق يتعلق بالاحتيال المالي. ومعروف عن فرنسوا بايرو طموحه السياسي، حيث ترشح للرئاسة 3 مرات، وكانت أفضل نتائجه عام 2007 عندما حصل على المركز الثالث بنسبة قاربت 19 في المائة.

مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف (إ.ب.أ)

شخصية قوية وعنيدة

في موضوع بعنوان «بايرو في ماتنيون: كيف ضغط رئيس (الموديم) على إيمانويل ماكرون»، كشفت صحيفة «لوموند» أن رئيس الوزراء الجديد قام تقريباً بليّ ذراع الرئيس من أجل تعيينه؛ حيث تشرح الصحيفة، بحسب مصادر قريبة من الإليزيه، أن بايرو واجه الرئيس ماكرون غاضباً، بعد أن أخبره بأنه يريد تعيين وزير الصناعة السابق رولان لوسكور بدلاً منه، واستطاع بقوة الضغط أن يقنعه بالرجوع عن قراره وتعيينه هو على رأس الحكومة.

الحادثة التي نُقلت من مصادر موثوق بها، أعادت إلى الواجهة صفات الجرأة والشجاعة التي يتحّلى بها فرنسوا بايرو، الذي يوصف أيضاً في الوسط السياسي بـ«العنيد» المثابر. ففي موضوع آخر نُشر بصحيفة «لوفيغارو» بعنوان: «فرنسوا بايرو التلميذ المصاب بالتأتأة يغزو ماتنيون»، ذكرت الصحيفة أن بايرو تحدَّى الأطباء الذين نصحوه بالتخلي عن السياسة والتعليم بسبب إصابته وهو في الثامنة بالتأتأة أو الصعوبة في النطق، لكنه نجح في التغلب على هذه المشكلة، بفضل عزيمة قوية، واستطاع أن ينجح في السياسة والتعليم.

يشرح غيوم روكيت من صحيفة «لوفيغارو» بأنه وراء مظهر الرجل الريفي الأصل البشوش، يوجد سياسي محنّك، شديد الطموح، بما أنه لم يُخفِ طموحاته الرئاسية، حيث ترشح للرئاسيات 3 مرات، و«لن نكون على خطأ إذا قلنا إنه استطاع أن يستمر في نشاطه السياسي كل هذه السنوات لأنه عرف كيف يتأقلم مع الأوضاع ويغيّر مواقفه حسب الحاجة»، مذكّراً بأن بايرو كان أول مَن هاجم ماكرون في 2016 باتهامه بالعمل لصالح أرباب العمل والرأسماليين الكبار، لكنه أيضاً أول مع تحالف معه حين تقدَّم في استطلاعات الرأي.

على الصعيد الشخصي، يُعتبر بايرو شخصية محافظة، فهو أب لـ6 أطفال وكاثوليكي ملتزم يعارض زواج المثليين وتأجير الأرحام، وهو مدافع شرس عن اللهجات المحلية، حيث يتقن لهجته الأصلية، وهي اللهجة البيرينية.

رجل الوفاق الوطني؟

عندما تسلّم مهامه رسمياً، أعلن فرنسوا بايرو أنه يضع مشروعه السياسي تحت شعار «المصالحة» ودعوة الجميع للمشاركة في النقاش. ويُقال إن نقاط قوته أنه شخصية سياسية قادرة على صنع التحالفات؛ حيث سبق لفرنسوا بايرو خلال الـ40 سنة خبرة في السياسة، التعاون مع حكومات ومساندة سياسات مختلفة من اليمين واليسار.

خلال مشواره السياسي، عمل مع اليمين في 1995، حيث كان وزيراً للتربية والتعليم في 3 حكومات، وهو بحكم توجهه الديمقراطي المسيحي محافظ وقريب من اليمين في قضايا المجتمع، وهو ملتزم اقتصادياً بالخطوط العريضة لليبيراليين، كمحاربة الديون وخفض الضرائب. وفي الوقت ذاته، كان فرنسوا بايرو أول زعيم وسطي يقترب من اليسار الاشتراكي؛ أولاً في 2007 حين التقى مرشحة اليسار سيغولين رويال بين الدورين الأول والثاني من الانتخابات الرئاسية للبحث في تحالف، ثم في 2012 حين صنع الحدث بدعوته إلى التصويت من أجل مرشح اليسار فرنسوا هولاند على حساب خصمه نيكولا ساركوزي، بينما جرى العرف أن تصوّت أحزاب الوسط في فرنسا لصالح اليمين.

ومعروف أيضاً عن رئيس الوزراء الجديد أنه الشخصية التي مدّت يد المساعدة إلى اليمين المتطرف، حيث إنه سمح لمارين لوبان بالحصول على الإمضاءات التي كانت تنقصها لدخول سباق الرئاسيات عام 2022، وهي المبادرة التي تركت أثراً طيباً عند زعيمة التجمع الوطني، التي صرحت آنذاك قائلة: «لن ننسى هذا الأمر»، كما وصفت العلاقة بينهما بـ«الطيبة». هذه المعطيات جعلت مراقبين يعتبرون أن بايرو هو الأقرب إلى تحقيق التوافق الوطني الذي افتقدته الحكومة السابقة، بفضل قدرته على التحدث مع مختلف الأطياف من اليمين إلى اليسار.

ما هي حظوظ بايرو في النجاح؟رغم استمرار الأزمة السياسية، فإن التقارير الأولية التي صدرت في الصحافة الفرنسية توحي بوجود بوادر مشجعة في طريق المهمة الجديدة لرئيس الوزراء. التغيير ظهر من خلال استقبال أحزاب المعارضة لنبأ التعيين، وعدم التلويح المباشر بفزاعة «حجب الثقة»، بعكس ما حدث مع سابقه، بارنييه.

الإشارة الإيجابية الأولى جاءت من الحزب الاشتراكي الذي عرض على رئيس الوزراء الجديد اتفاقاً بعدم حجب الثقة مقابل عدم اللجوء إلى المادة 3 - 49 من الدستور، وهي المادة التي تخوّل لرئيس الحكومة تمرير القوانين من دون المصادقة عليها. الاشتراكيون الذين بدأوا يُظهرون نيتهم في الانشقاق عن ائتلاف اليسار أو «جبهة اليسار الوطنية» قد يشكّلون سنداً جديداً لبايرو، إذا ما قدّم بعض التنازلات لهم.

وفي هذا الإطار، برَّر بوريس فالو، الناطق باسم الحزب، أسباب هذا التغيير، بالاختلاف بين الرجلين حيث كان بارنييه الذي لم يحقق حزبه أي نجاحات في الانتخابات الأخيرة يفتقد الشرعية لقيادة الحكومة، بينما الأمر مختلف نوعاً ما مع بايرو. كما أعلن حزب التجمع الوطني هو الآخر، وعلى لسان رئيسه جوردان بارديلا، أنه لن يكون هناك على الأرجح حجب للثقة، بشرط أن تحترم الحكومة الجديدة الخطوط الحمراء، وهي المساس بالضمان الصحّي، ونظام المعاشات أو إضعاف اقتصاد البلاد.

يكتب الصحافي أنطوان أوبردوف من جريدة «لوبنيون»: «هذه المرة سيمتنع التجمع الوطني عن استعمال حجب الثقة للحفاظ على صورة مقبولة لدى قاعدته الانتخابية المكونة أساساً من كهول ومتقاعدين قد ترى هذا الإجراء الدستوري نوعاً من الحثّ على الفوضى».

كما أعلن حزب اليمين الجمهوري، على لسان نائب الرئيس، فرنسوا كزافييه بيلامي، أن اليمين الجمهوري سيمنح رئيس الحكومة الجديد شيئاً من الوقت، موضحاً: «سننتظر لنرى المشروع السياسي للسيد بايرو، ثم نقرر». أما غابرييل أتال، رئيس الوزراء السابق عن حزب ماكرون، فأثنى على تعيين بايرو من أجل «الدفاع على المصلحة العامة في هذا الظرف الصعب».

أما أقصى اليسار، الممثَّل في تشكيلة «فرنسا الأبية»، إضافة إلى حزب الخضر، فهما يشكلان إلى غاية الآن الحجر الذي قد تتعثر عليه جهود الحكومة الجديدة؛ فقد لوَّحت فرنسا الأبية باللجوء إلى حجب الثقة مباشرة بعد خبر التعيين، معتبرة أن بايرو سيطبق سياسة ماكرون لأنهما وجهان لعملة واحدة.

فرانسوا بايرو يتحدث في الجمعة الوطنية الفرنسية (رويترز)

أهم الملفات التي تنتظر بايرو

أهم ملف ينتظر رئيس الوزراء الجديد الوصول إلى اتفاق عاجل فيما يخص ميزانية 2025؛ حيث كان النقاش في هذا الموضوع السبب وراء سقوط حكومة بارنييه. وكان من المفروض أن يتم الإعلان عن الميزانية الجديدة والمصادقة عليها قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024، لولا سقوط الحكومة السابقة، علماً بأن الدستور الفرنسي يسمح بالمصادقة على «قانون خاص» يسمح بتغطية تكاليف مؤسسات الدولة وتحصيل الضرائب لتجنب الشلّل الإداري في انتظار المصادقة النهائية. أوجه الخلاف فيما يخّص القانون تتعلق بعجز الميزانية الذي يُقدَّر بـ60 مليار يورو، الذي طلبت الحكومة السابقة تعويضه بتطبيق سياسة تقشفية صارمة تعتمد على الاقتطاع من نفقات القطاع العمومي والضمان الاجتماعي، خاصة أن فرنسا تعاني من أزمة ديون خانقة حيث وصلت في 2023 إلى أكثر من 3200 مليار يورو. الرفض على المصادقة قد يأتي على الأرجح من اليسار الذي يطالب بإيجاد حل آخر لتغطية العجز، وهو رفع الضرائب على الشركات الكبرى والأثرياء. وكان فرنسوا بايرو من السياسيين الأكثر تنديداً بأزمة الديون، التي اعتبرها مشكلة «أخلاقية» قبل أن تكون اقتصادية؛ حيث قال إنه من غير اللائق أن «نحمّل أجيال الشباب أخطاء التدبير التي اقترفناها في الماضي».

الملف الثاني يخص نظام المعاشات، وهو ملف يقسم النواب بشّدة بين اليمين المرحّب بفكرة الإصلاح ورفع سن التقاعد من 62 إلى 64 سنة، إلى اليسار الذي يرفض رفع سنّ التقاعد، معتبراً القانون إجراءً غير عادل، وبالأخص بالنسبة لبعض الفئات، كذوي المهن الشاقة أو الأمهات.

وتجدر الإشارة إلى أن فرنسا كانت قد شهدت حركة احتجاجات شعبية عارمة نتيجة إقرار هذا القانون، وبالأخص بعد أن كشفت استطلاعات الرأي أن غالبية من الفرنسيين معارضة له. صحيفة «لكبرس»، في موضوع بعنوان «بايرو في ماتنيون ماذا كان يقول عن المعاشات» تذكّر بأن موقف رئيس الوزراء بخصوص هذا الموضوع كان متقلباً؛ فهو في البداية كان يطالب بتحديد 60 سنة كحّد أقصى للتقاعد، ثم تبنَّى موقف الحكومة بعد تحالفه مع ماكرون.

وعلى طاولة رئيس الوزراء الجديد أيضاً ملف «الهجرة»؛ حيث كان برونو ريتيلو، وزير الداخلية، قد أعلن عن نصّ جديد بشأن الهجرة في بداية عام 2025، الهدف منه تشديد إجراءات الهجرة، كتمديد الفترة القصوى لاحتجاز الأجانب الصادر بحقهم أمر بالترحيل أو إيقاف المساعدات الطبية للمهاجرين غير الشرعيين. سقوط حكومة بارنييه جعل مشروع الهجرة الجديد يتوقف، لكنه يبقى مطروحاً كخط أحمر من قِبَل التجمع الوطني الذي يطالب بتطبيقه، بعكس أحزاب اليسار التي هددت باللجوء إلى حجب الثقة في حال استمرت الحكومة الجديدة في المشروع. وهذه معادلة صعبة بالنسبة للحكومة الجديدة. لكن محللّين يعتقدون أن الحكومة الجديدة تستطيع أن تنجو من السقوط، إذا ما ضمنت أصوات النواب الاشتراكيين، بشرط أن تُظهر ليونة أكبر في ملفات كالهجرة ونظام المعاشات، وألا تتعامل مع كتلة اليمين المتطرف.

إليزابيث بورن (أ.ف.ب)

بومبيدو

دوفيلبان

حقائق

رؤساء الحكومة الفرنسيون... معظمهم من اليمين بينهم سيدتان فقط


منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958، ترأَّس حكومات فرنسا 28 شخصية سياسية، ينتمي 8 منها لليسار الاشتراكي، بينما تتوزع الشخصيات الأخرى بين اليمين الجمهوري والوسط. ومن بين هؤلاء سيدتان فقط: هما إيديت كريسون، وإليزابيث بورن.هذه قائمة بأشهر الشخصيات:جورج بومبيدو: ترأَّس الحكومة بين 1962 و1968. معروف بانتمائه للتيار الوسطي. شغل وظائف سامية في مؤسسات الدولة، وكان رجل ثقة الجنرال شارل ديغول وأحد مقربيه. عيّنه هذا الأخير رئيساً للوزراء عام 1962 ومكث في منصبه 6 سنوات، وهو رقم قياسي بالنسبة لرؤساء حكومات الجمهورية الخامسة. لوران فابيوس: ترأَّس الحكومة بين 1984 و1986. ينتمي للحزب الاشتراكي. شغل منصب وزير المالية، ثم وزيراً للصناعة والبحث العلمي. حين عيّنه الرئيس الراحل فرنسوا ميتران كان أصغر رئيس وزراء فرنسي؛ حيث كان عمره آنذاك 37 سنة. شغل أيضاً منصب رئيس الجمعية الوطنية. تأثرت شعبيته بعد محاكمته بوصفه مسؤولاً عن الحكومة في قضية الدم الملوّث الذي راح ضحيته أكثر من 4 آلاف فرنسي. كما تكرر اسمه في مفاوضات الملف النووي الإيراني.جاك شيراك: إضافة لوظيفته الرئاسية المعروفة، ترأَّس جاك شيراك الحكومة الفرنسية مرتين: المرة الأولى حين اختاره الراحل فاليري جيسكار ديستان وكان ذلك بين 1974 و1976، ثم إبان عهدة الرئيس فرنسوا ميتران بين 1986 و1988. شغل مناصب سامية، وتقلّد مسؤوليات عدة في مؤسسات الدولة وأجهزتها، حيث كان عمدة لمدينة باريس، ورئيس حزب التجمع الجمهوري اليميني، ووزيراً للزراعة.دومينيك دوفيلبان: شغل وظيفة رئيس الحكومة في عهدة الرئيس جاك شيراك بين 2005 و2007، وكان أحد مقربي الرئيس شيراك. كما شغل أيضاً حقيبة الخارجية ونال شعبية كبيرة بعد خطابه المعارض لغزو العراق أمام اجتماع مجلس الأمن في عام 2003. حين كان رئيس الوزراء، أعلن حالة الطوارئ بعد أحداث العنف والاحتجاجات التي شهدتها الضواحي في فرنسا.فرنسوا فيون: عيّنه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في منصب رئيس الوزراء بين 2007 و2012، وهو بعد بومبيدو أكثر الشخصيات تعميراً في هذا المنصب. شغل مناصب وزارية أخرى حيث كُلّف حقائب التربية، والتعليم، والشؤون الاجتماعية، والعمل. أصبح رسمياً مرشح حزب الجمهوريون واليمين والوسط للانتخابات الرئاسية الفرنسية 2017، وأُثيرت حوله قضية الوظائف الوهمية التي أثّرت في حملته الانتخابية تأثيراً كبيراً، وانسحب بعدها من الحياة السياسية.