فولهام... ارتباك في سياسة التعاقدات وخمول في التفكير وهبوط حتمي

اتسم موسم الفريق اللندني بالفوضى منذ البداية... لكن الأمر المحزن هو أن النادي كان يمكنه تجنب الكارثة

فولهام يواجه مصيره الحتمي  -  اختيار رانييري لم يغير شيئاً بعد فوضى الصيف
فولهام يواجه مصيره الحتمي - اختيار رانييري لم يغير شيئاً بعد فوضى الصيف
TT

فولهام... ارتباك في سياسة التعاقدات وخمول في التفكير وهبوط حتمي

فولهام يواجه مصيره الحتمي  -  اختيار رانييري لم يغير شيئاً بعد فوضى الصيف
فولهام يواجه مصيره الحتمي - اختيار رانييري لم يغير شيئاً بعد فوضى الصيف

دعونا نبدأ بالحديث عن مركز حراسة المرمى بنادي فولهام، حيث كان ماركوس بيتينيلي هو الحارس الأول للفريق خلال رحلة الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. انتظر بيتينيلي للحصول على فرصة بفارغ الصبر، وقد أتيحت له هذه الفرصة عندما تغلب فولهام على أستون فيلا في المباراة الفاصلة للصعود، وكان أحد الأسباب الرئيسية في الصعود، لكن النادي تعاقد مع حارسي مرمى مخضرمَين من إسبانيا، حتى قبل بداية الموسم الجديد.
تعاقد النادي في البداية مع فابري من بيشكتاش التركي مقابل خمسة ملايين جنيه إسترليني، ثم مع سيرجيو ريكو على سبيل الإعارة من نادي إشبيلية في الصفقة التي عقدت في اليوم الأخير من فترة الانتقالات. وقبل يومين فقط من أول مباراة للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، كان لدى فولهام ثلاثة حراس مرمى جيدين للفريق الأول، بالشكل الذي جعل الفريق موضع حسد من باقي أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. وكانت المشكلة تكمن في اختيار الحارس الأساسي من بين اللاعبين الثلاثة، ولم يكن هناك أي داعٍ للشعور بالقلق، أليس كذلك؟
وكان بيتينيلي يجلس على مقاعد البدلاء عندما خسر فولهام أمام كريستال بالاس وتوتنهام هوتسبير، حيث بدأ فابري المباراتين، لكن الهزيمة في هاتين المباراتين جعلت المدير الفني للفريق، سلافيسا يوكانوفيتش، يقرر استبعاد فابري من حساباته. لكن استبعاد فابري لم يكن لحساب ريكو، بل جاء لحساب بيتينيلي الذي عاد من بعيد ليشارك في المباراة التي انتهت بفوز فولهام على بيرنلي بأربعة أهداف مقابل هدفين، وحافظ على المشاركة بصفة أساسية حتى خسارة الفريق أمام كارديف سيتي بأربعة أهداف مقابل هدفين في 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وهو التوقيت الذي شهد بداية الاعتماد على ريكو. أما فابري، فلم يلعب أي دقيقة منذ 18 أغسطس (آب) الماضي.
قد يبدو الأمر مربكاً، أليس كذلك؟ لكن لا داعي للقلق؛ لأن الأمور في فولهام لا تسير بمنطقية منذ وقت طويل، في الوقت الذي تسيطر فيه الفوضى على كل شيء داخل النادي، لكن الشيء المحزن حقاً في الأمر يتمثل في أنه كان بإمكان هذا الفريق أن يتجنب الهبوط لدوري الدرجة الأولى، لكنه هبط رسمياً بعد الخسارة أمام واتفورد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد يوم الثلاثاء الماضي.
وخلافاً لنادي هيدرسفيلد تاون، الذي هبط أيضاً الأسبوع الماضي، أنفق فولهام مبالغ مالية كبيرة على التعاقدات الجديدة. وبدا وكأن كل الأمور تسير بصورة إيجابية عندما أنفق الفريق أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع سبعة لاعبين بصفة دائمة وخمسة لاعبين على سبيل الإعارة في فترة الانتقالات الصيفية الماضية. ولم يكن الفريق يتخيل أبداً أن هبوطه لدوري الدرجة الأولى سيتأكد منذ بداية شهر أبريل (نيسان).
لكن الشيء المؤكد هو أن التعاقد مع 12 لاعباً دفعة واحدة قد أثّر بالسلب على ثقة اللاعبين الشباب بالنادي، وتسبب في حالة من الارتباك. وجلس اللاعبون القدماء على مقاعد البدلاء، لكن اللاعبين الجدد لم يقدّموا الأداء المنتظر منهم. ولم يتمكن جين ميشيل سيري، الذي ضمه النادي مقابل 25 مليون جنيه إسترليني من نادي نيس، من السيطرة على خط الوسط، كما أن أندريه فرانك زامبو أنغويسا، الذي ضمه النادي في صفقة قياسية بلغت 30 مليون جنيه إسترليني من نادي مارسيليا، لم يشارك في التشكيلة الأساسية سوى في 11 مباراة، ولم يسجل أو يصنع أي هدف، وحصل على بطاقة حمراء. وقدم ماكسيم لي مارشاند أداءً كارثياً في خط الدفاع، وظهر جوي بريان تائهاً في مركز الظهير الأيسر. كما عانى ألفي ماوسون من الإصابات المتلاحقة.
ومن بين المعارين، لم يظهر بشكل جيد سوى لاعب آرسنال، كالوم تشامبرز، الذي يقدم أداءً جيداً في مركز خط الوسط المدافع. ويبدو من المرجح أن تيموثي فوسو مينساه المعار من مانشستر يونايتد لن يكون ضمن خطط المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير في يونايتد خلال الفترة المقبلة. وفشل لوسيانو فيتو في التأقلم مع أجواء الدوري الإنجليزي الممتاز بعد قدومه من أتلتيكو مدريد، كما أن الفريق لن يتأثر كثيراً بعودة أندريه شورليه إلى بروسيا دورتموند بعد انتهاء الإعارة.
ويبدو أن فولهام لم يكن مستعداً للعب في بطولة مثل الدوري الإنجليزي الممتاز التي تتطلب العمل بكل قوة وشراسة وحذر في الوقت نفسه. صحيح أنه من الممكن لفريق صاعد حديثاً من دوري الدرجة الأولى أن يلعب كرة هجومية ويعتمد على طريقة لعب مفتوحة، لكن فولهام كان يقوم بهذا الأمر بطريقة ساذجة كلفته الكثير في نهاية المطاف. وظهر الفريق وكأنه عاجز عن القيام بالأشياء الأساسية في كرة القدم، وبالتالي كان من السهل أن يخسر أمام الفرق الأخرى. وبالتالي، ظهر المدرب سلافيسا يوكانوفيتش، الذي لم يكن مستعداً للتخلي عن أفكاره، بائساً ومحبطاً إلى حد كبير. وبحلول شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، كان يوكانوفيتش قد بدأ يشك في قدرات لاعبيه وقدرتهم على تنفيذ أفكاره، وانتهى الأمر بإقالته.
وتعاقد النادي مع المدير الفني الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري، الذي أصبح يشار إليه بأنه صانع المعجزات بعد قيادته نادي ليستر سيتي للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2016، لكنه لم يتمكن من إنقاذ فولهام من المستنقع العميق الذي سقط فيه. وفي الحقيقة، كان التعاقد مع رانييري ينم عن كسل واضح في التفكير، واستمر فولهام في ارتكاب الأخطاء في فترة الانتقالات الشتوية؛ إذ إن اللاعبين الذين تعاقد معهم النادي لم يقدموا الدعم المطلوب، فلم يشارك هافارد نوردفيت في التشكيلة الأساسية سوى أربع مرات، ولم يشارك لازار ماركوفيتش سوى مرة واحدة بديلاً، بينما أحرز ريان بابيل ثلاثة أهداف في 11 مباراة.
وظهرت الخلافات بسبب الطريقة المملة التي يعتمد عليها رانييري، وهو الأمر الذي أدى أيضاً إلى شعور جمهور النادي بالسخط، وبخاصة مع قيام النادي بزيادة أسعار تذاكر المباريات، بالشكل الذي أدى إلى ظهور حملة «توقفوا عن الجشع» خلال المباراة التي خسرها الفريق أمام مانشستر سيتي يوم السبت الماضي. ويشعر الجمهور بقلق كبير من إمكانية رحيل توم كارني، الذي قدم مستويات جيدة للغاية في مركز صانع الألعاب الموسم الماضي، وريان سيسغنون، الذي قد يرحل في الصيف نظراً لأن عقده مع النادي سينتهي بعد موسم واحد.
ورحل رانييري، الذي حقق الفوز في ثلاث مباريات من 17 مباراة تولى خلالها قيادة الفريق، وجاء بدلاً منه سكوت باركر في فبراير (شباط) الماضي. لكن باركر لم يتمكن من وضع حد للمشاكل الدفاعية الواضحة التي يعاني منها الفريق. ويمتلك فولهام أضعف خط دفاع في المسابقة، حيث اهتزت شباكه بـ76 هدفاً في 33 مباراة.
وتتجسد هذه المشكلة في الأهداف الثلاثة التي تلقاها فولهام في غضون 13 دقيقة فقط في شوط المباراة الثاني أمام واتفورد! وقال باركر، الذي خسر أول خمس مباريات له بصفته مديراً فنياً للفريق: «لا يمكننا أن نوقف العاصفة». وما زال أمام باركر خمس مباريات أخرى لكي يثبت ما إذا كان يستحق أن يتولى قيادة الفريق بشكل دائم أم لا. لكن فولهام كان يعاني بشكل واضح حتى قبل أن يتولى باركر المسؤولية، وتتمثل مهمة فولهام الآن في استعادة هوية الفريق.


مقالات ذات صلة

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.

رياضة عالمية نونيز متحسراً على إضاعة فرصة تهديفية في إحدى المواجهات بالدوري الإنجليزي (رويترز)

نونيز يرد على الانتقادات بهدوء: معاً... نستعد لما هو قادم

رد داروين نونيز مهاجم فريق ليفربول الإنجليزي على الانتقادات لأدائه برسالة هادئة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.