علماء يحلون لغز أسلحة محاربي التيراكوتا الصينيين

عوامل الصدفة وراء احتفاظها بحالتها الأصلية وليس معدن الكروم

جيش التيراكوتا الصيني المصنوع من الخزف الذي تم اكتشافه في سبعينات القرن الماضي في مدينة شيان (رويترز)
جيش التيراكوتا الصيني المصنوع من الخزف الذي تم اكتشافه في سبعينات القرن الماضي في مدينة شيان (رويترز)
TT

علماء يحلون لغز أسلحة محاربي التيراكوتا الصينيين

جيش التيراكوتا الصيني المصنوع من الخزف الذي تم اكتشافه في سبعينات القرن الماضي في مدينة شيان (رويترز)
جيش التيراكوتا الصيني المصنوع من الخزف الذي تم اكتشافه في سبعينات القرن الماضي في مدينة شيان (رويترز)

لعقود من الزمن احتار العلماء في السر وراء احتفاظ الأسلحة البرونزية لمحاربي التيراكوتا الصينيين بأسطحها لامعة وحادة وفي حالتها الأصلية تقريبا رغم دفنها لأكثر من ألفي عام.
وقد يحل البحث الذي أجراه فريق دولي من العلماء ونشر الخميس اللغز بدحض فرضية مثيرة للاهتمام قامت على أن الحرفيين الصينيين القدماء استخدموا طريقة متطورة للحفظ بالاستعانة بمعدن الكروم.
وخلص العلماء بعد فحص 464 من الأسلحة والقطع البرونزية إلى أن الفضل في الحفاظ على الأسلحة بما في ذلك السيوف والرماح يرجع إلى عوامل الصدفة البحتة مثل محتوى البرونز العالي من القصدير وتكوين التربة الملائم.
كما خلص الباحثون إلى أن الكروم الموجود على الأسطح البرونزية كان مجرد بقايا طلاء غني بالكروم استخدمه الحرفيون على تماثيل التيراكوتا وقطع الأسلحة. ولم يلعب الكروم أي دور في الحفاظ عليها.
ويتكون جيش التيراكوتا من آلاف المحاربين والخيول المصنوعة من الخزف بالحجم الطبيعي إلى جانب العربات والأسلحة البرونزية وهو جزء من مقبرة ضخمة تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد تخص تشين شي هوانغ أول إمبراطور للصين الموحدة. وعثر عليها بالقرب من مدينة شيان عام 1974 وهي تمثل واحدة من أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين.
وأوضحت وكالة رويترز أن التحليلات العلمية قبل أربعة عقود تقريبا كشفت عن وجود الكروم على سطح بعض الأسلحة مما طرح فرضية أن صانعي الأسلحة استخدموا تركيبة تعتمد على الكروم لمنع التآكل.
ويستخدم طلاء الكروم، وهي تقنية اكتشفت في أوائل القرن العشرين، في معالجة المعادن لجعلها أكثر مقاومة للتآكل. وتقوم الفكرة على غمس المعدن في محلول يحتوي على أملاح الكروم فتترسب طبقة أكسيد الكروم على سطح المعدن مما يعمل كحاجز ضد الصدأ.
وقال ماركوس مارتينو توريس عالم الآثار بجامعة كمبردج الذي قاد فريق الدراسة التي نشرت في دورية (تقارير علمية) إنه «تم وضع الطلاء على جيش التيراكوتا كدهان أولي قبل تلوينه ونعتقد أنه من المرجح جدا أنه طبق أيضا على الأجزاء الخشبية المتحللة الآن مثل المقابض والأعمدة».
وغالبا ما تعاني القطع البرونزية القديمة من سوء الحفظ وتنتشر على سطحها المسام والثقوب بألوان خضراء أو داكنة.
وقال مارتينو توريس «في الحقيقة، رغم أننا نعتقد أن أسلحة جيش التيراكوتا عموما في حالة حفظ جيدة جدا لكن لا يوجد في الوقت الحالي أي مؤشر على أن هذا نتاج لأي شيء آخر غير محض الصدفة».


مقالات ذات صلة

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

يوميات الشرق شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثّل في مصطبة لطبيب ملكي بالدولة المصرية القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )

العثور على رفات أسترالي داخل تمساحين

كوينزلاند في استراليا هي «أرض التماسيح» (أ ف ب)
كوينزلاند في استراليا هي «أرض التماسيح» (أ ف ب)
TT

العثور على رفات أسترالي داخل تمساحين

كوينزلاند في استراليا هي «أرض التماسيح» (أ ف ب)
كوينزلاند في استراليا هي «أرض التماسيح» (أ ف ب)

عُثر على رفات أسترالي داخل تمساحين، إثر فقدانه خلال ممارسته الصيد في مياه منطقة تنتشر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت الشرطة إنّ الرجل البالغ 65 عاماً، والذي عرّفت عنه وسائل الإعلام الأسترالية باسم كيفن دارمودي، كان قد ذهب في رحلة صيد في شمال ولاية كوينزلاند (شمال شرق) مع سكّان محليين.
وبحسب القوى الأمنية، صدّت المجموعة تمساحاً للتمكّن من مباشرة الصيد. وسمع شهود في وقت لاحق الرجل "يصرخ ويستغيث بصوت عالٍ جداً، ثم تبع ذلك صوت دفق كبير للمياه"، وفق المفتش في شرطة كيرنز الأسترالية مارك هندرسون.
وقتل حراس مسلّحون بالبنادق في وقت لاحق تمساحين بطول أمتار عدة في حديقة ليكفيلد الوطنية، حيث كانت المجموعة موجودة للصيد.
ووصف مفتش الشرطة ما حصل بأنه "مأساة"، قائلاً إنّ تحاليل أجريت على التمساحين "أتاحت للأسف التعرّف على رفات الرجل المفقود".
وقال هندرسون إنّ ضحية الحادثة كان "رجلاً لطيفاً للغاية" وكان مدير حانة من قرية ريفية في شمال الولاية.
وحذّر المسؤول عن المسائل المرتبطة بالثروة الحيوانية والنباتية في المنطقة مايكل جويس من أنّ كوينزلاند هي "أرض التماسيح". وقال "إذا كنتم في المياه وخصوصاً في ليكفيلد، التي صُنّفت تحديداً (كموقع) لحماية التماسيح، يجب أن تتوقّعوا رؤية تماسيح في تلك المياه".