البشير وديبي يبحثان الأوضاع في ليبيا و«بوكو حرام» ومكافحة الإرهاب

البشير خلال استقباله الرئيس التشادي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
البشير خلال استقباله الرئيس التشادي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

البشير وديبي يبحثان الأوضاع في ليبيا و«بوكو حرام» ومكافحة الإرهاب

البشير خلال استقباله الرئيس التشادي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
البشير خلال استقباله الرئيس التشادي في الخرطوم أمس (أ.ف.ب)

بحث الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي بالخرطوم، تطور الأوضاع في ليبيا المحادة للبلدين، ومكافحة الإرهاب، وعلى وجه الخصوص حركة «بوكو حرام»، إلى جانب تنفيذ اتفاق سلام أفريقيا الوسطى.
ووصل الرئيس ديبي السودان أمس، في زيارة مفاجئة استغرقت يوماً واحداً أجرى خلالها مباحثات مع نظيره البشير، بالتزامن مع تجدد المخاوف من تدهور عسكري في دولة ليبيا المجاورة للبلدين، عقب تحرك قوات المشير خليفة حفتر باتجاه غرب ليبيا، وذلك أثناء الزيارة التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للبلد المضطرب.
وقال الرئيس عمر البشير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التشادي إدريس ديبي بالخرطوم أمس، إن القوات السودانية التشادية المشتركة تعد نموذجاً لتطور علاقات البلدين، وإنها أسهمت في تحقيق الاستقرار في إقليم دارفور، وحالت دون العناصر السالبة والإرهابية والإجرامية وحدود الدولتين. وأوضح البشير أن البلدين يسعيان للربط بينهما عبر السكك الحديدية والطرق البرية، وربط الخرطوم وأنجمينا بالألياف الضوئية، مشيراً إلى الدعوة التي تلقاها من ضيفه ديبي بشأن قمة دول تجمع الساحل والصحراء، التي تبحث مستقبل المنظمة ومقرها.
بدوره، قال الرئيس إدريس ديبي، إن البلدين اتفقا على العمل لمواجهة التحديات التي تواجههما كافة، لا سيما في الصعيدين الأمني والسياسي على مستوى الإقليم والأوضاع في ليبيا. وبحسب ديبي فإن العاصمة السودانية الخرطوم، ستشهد في وقت قريب انعقاد اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، وتهدف لتعزيز علاقات التعاون في جميع المجالات. وتعمل قوات مسلحة معارضة لكل من السودان وتشاد من داخل الأراضي الليبية، مستفيدة من هشاشة الأوضاع في البلد الذي يعاني الاضطراب منذ سقوط نظام حكم الرئيس معمر القذافي 2011، ويثير وجودها قلق البلدين.
وفي مارس (آذار) الماضي، أغلقت تشاد حدودها الدولية مع ليبيا، التي تستضيف حركات تمرد تشادية، في حين تقول الحكومة السودانية إن متمردين سودانيين يعملون مع الفصائل المتقاتلة في ليبيا، ويحصلون منها على الدعم والسلاح في حربهم ضد الخرطوم. ووقع البلدان في 2010 بروتوكولا عسكريا وأمنيا أنشأتا بموجبه قوات مشتركة، لتأمين الحدود البالغ طولها 1350 كيلومترا، وتهدف بشكل أساسي لمراقبة الحركات المتمردة ضد حكومتي البلدين المتداخلين إثنياً وثقافياً.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.