يبدو أن فترة التوقف الدولية قد انتهت من دون رحيل أي مدير فني على المستوى المحلي، وبالتالي فمن المرجح أن يستمر المديرون الفنيون الحاليون للأندية العشرين بالدوري الإنجليزي الممتاز في مناصبهم، خاصة مع تبقي ست أو سبع جولات فقط على نهاية المسابقة. في نهاية المطاف، دائما ما يكون الترتيب النهائي للدوري الإنجليزي الممتاز هو الحُكم على ما حققه وما لم يحققه المديرون الفنيون. لكن على الرغم من أن جدول الترتيب لا يكذب أبدا، فإنه قد لا يكون في بعض الأحيان مُعبرا عما حققته الأندية، والدليل على ذلك أن ناديا مثل وولفرهامبتون واندررز سيكون سعيدا للغاية لو أنهى الموسم في المركز السابع، في حين أن تشيلسي سيعتبر إنهاء الموسم في المركز السادس بمثابة فشل ذريع.
ودعونا نتفق في البداية على أن المديرين الفنيين لا يبدأون الموسم بحظوظ وطموحات متساوية، فبعضهم يتولى مسؤولة الفريق في منتصف الموسم، والبعض الآخر يتمتع بشعبية كبيرة بين الجمهور رغم النتائج السلبية التي يحققها، والعكس صحيح مع مديرين فنيين آخرين، بمعنى أنهم يحققون نتائج جيدة لكنهم لا يلقون قبولا بين الجماهير.
لذلك، سيكون المعيار الرئيسي هنا هو مدى التطور الذي نجح المدير الفني في إحداثه على الفريق، سواء على مستوى النادي أو على المستوى الشخصي. وبعبارة أخرى، سنجد أن هناك مديرين فنيين أصبحوا في حال أفضل كثيرا عما كانوا عليه في بداية الموسم. ومن الواضح أن هناك بعض المديرين الفنيين الذين كانوا في القمة حتى قبل أن يبدأ الموسم من الأساس، لكننا نستعرض هنا المديرين الفنيين بناء على ما قدموه منذ بداية الموسم وحتى الآن.
1: جوسيب غوارديولا
من السهل أن تقول إن السبب الرئيسي في ظهور مانشستر سيتي بهذا الشكل القوي يعود في الأساس إلى الأموال الطائلة التي ينفقها النادي على التعاقد مع لاعبين جدد، وإنه يمكن لأي مدير فني أن يقود هذا الفريق المدجج بالنجوم إلى تحقيق البطولات والألقاب، لكن الشيء المؤكد هو أنه لا يمكن لأي مدير فني أن ينافس على أربع جبهات في نفس الوقت أو أن يساعد لاعبين مثل رحيم سترلينغ وبيرناردو سيلفا على أن يصلوا إلى المستوى المذهل الذي وصلوا إليه الآن. وفي ظل قيادة غوارديولا لنادي مانشستر سيتي للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي وتصدر جدول الترتيب خلال الموسم الحالي، فمن الصعب ألا يكون المدير الفني الإسباني في قائمة أفضل المديرين الفنيين في الدوري الإنجليزي الممتاز.
2: يورغن كلوب
يقود المدير الفني الألماني يورغن كلوب ليفربول للمنافسة في بطولتين فقط الآن، وهما الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، لكن الفريق يحقق نتائج جيدة في البطولتين. ورغم أنه من المرجح أن يندم ليفربول على تفريطه في فارق النقاط وتخليه عن صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لصالح مانشستر سيتي، فإنه في طريقه للوصول إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي.
3: أولي غونار سولسكاير
ربما كان من الممكن أن يحتل المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير ترتيبا أعلى في هذه القائمة لو لم يخرج فريقه من كأس الاتحاد الإنجليزي عقب الخسارة أمام وولفرهامبتون واندررز، بعد أيام قليلة من العودة التاريخية أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، ثم الهزيمة الأخيرة أمام وولفرهامبتون واندررز أيضا في مسابقة الدوري بعد سقوطه أمام مضيفه آرسنال في المرحلة ما قبل الماضية. لكن سولسكاير أصبح معشوقا لجمهور مانشستر يونايتد بعدما نجح في إعادة الفريق إلى المسار الصحيح وحقق نتائج رائعة جعلت مسؤولي النادي يتعاقدون معه كمدير فني دائم لمدة ثلاث سنوات. ومن المؤكد أن سولسكاير قد حقق نجاحا كبيرا بالمقارنة بالمديرين الفنيين الثلاثة السابقين.
4: نونو إسبيريتو سانتو
لم يكتف نونو إسبيريتو سانتو بقيادة وولفرهامبتون واندررز لاحتلال مركز متقدم في الدوري الإنجليزي الممتاز فحسب، لكنه وصل إلى الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي بل وبات مرشحا بقوة للحصول على اللقب، وهو ما يعد شيئا رائعا بالنسبة للنادي الصاعد حديثا للدوري الإنجليزي الممتاز، وهي الإنجازات التي تحسب بالطبع للمدير الفني البرتغالي.
5: ماوريسيو بوكيتينو
لم يعد المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مرشحا لتولي تدريب مانشستر يونايتد، كما كان الأمر عقب رحيل جوزيه مورينيو، حيث أعلن مانشستر يونايتد تعاقده بشكل دائم مع المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير. ورغم أن ترشيح بوكيتينو لتولي تدريب مانشستر يونايتد قد أثر كثيرا على تركيزه خلال الفترة الماضية، فإنه قاد توتنهام للوصول إلى دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا، كما يقود النادي في مسار تصاعدي واضح. وقد تأثر توتنهام كثيرا بخوض مبارياته على ملعب ويمبلي بسبب تأخر الانتهاء من تشييد ملعبه الجديد، في الوقت الذي يخشى فيه جمهور النادي من عدم إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا بسبب المنافسة الشرسة من جانب آرسنال وتشيلسي.
6: أوناي إيمري
تولى المدير الفني الإسباني أوناي إيمري مهمة تدريب آرسنال في وقت صعب للغاية في أعقاب رحيل الفرنسي آرسين فينغر، وكان بحاجة إلى بعض الوقت ليعيد ترتيب أوراق الفريق في ناد جديد في دولة جديدة، لكنه بدأ يجني ثمار المجهود الكبير الذي بذله فور وصوله إلى لندن. ويبدو آرسنال في الوقت الحالي أكثر فريق مثير للإعجاب في لندن، رغم أنه لم يصل إلى الكمال بكل تأكيد، وسيكون من الجيد لو نجح إيمري في قيادة الفريق لإنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز والعودة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
7: خافي غارسيا
تشبه مسيرة المدير الفني الإسباني خافي غارسيا مع واتفورد قصة المدير الفني البرتغالي نونو مع وولفرهامبتون واندررز، حيث قاد غارسيا نادي واتفورد للوصول إلى الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي وسيواجه وولفرهامبتون الأحد المقبل. ويدير غارسيا مهمة تدريب واتفورد بكل هدوء لكن بكفاءة عالية للغاية، ونجح في مساعدة لاعبي فريقه على تقديم أفضل ما لديهم. وفي ظل تبقي خمس مباريات للفريق على ملعبه في الدوري الإنجليزي الممتاز، فمن الممكن أن ينهي الفريق الموسم في المركز السابع، وهو ما سيكون إنجازا كبيرا في حقيقة الأمر.
8: رافاييل بينيتيز
من الواضح أن نادي نيوكاسل يونايتد لا ينافس على أي بطولة خلال الموسم الحالي، لكن الشيء الجيد بالنسبة للجمهور الذي عانى بشدة منذ فترة طويلة يتمثل في أنه واثق بدرجة كبيرة من أن النادي سيتجنب الهبوط لدوري الدرجة الأولى، وهو ما يعد شيئا جيدا للغاية بالنسبة للمدير الفني الإسباني رافاييل بينيتيز. ودعونا لا ننسى أيضا أن بينيتيز قاد نيوكاسل يونايتد للفوز على مانشستر سيتي في يناير (كانون الثاني) الماضي.
9: ماركو سيلفا
قاد ماركو سيلفا نادي إيفرتون للفوز على تشيلسي ووستهام في المباراتين الأخيرتين بالدوري الإنجليزي الممتاز. ومن الواضح أن سيلفا قد طور أداء الفريق بشكل ملحوظ بعد توليه مهمة تدريب الفريق خلفا لسام ألاردايس، لكن لم يكن أحد في «غوديسون بارك» يتوقع أن يصل الفريق للمركز العاشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
10: رالف هاسينهوتل
تحسن أداء ساوثهامبتون بشكل واضح للغاية خلال الشهرين الماضيين، رغم أن الفريق لم يحالفه الحظ عندما خسر أمام مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» بعدما قدم مستوى مميزا، لكنه تمكن من حصد النقاط الثلاث في المباراة التي قبلها أمام توتنهام. ولم يضمن الفريق حتى الآن بقاءه في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه أظهر رغبة كبيرة في التحسن وبذل أقصى جهد ممكن خلال الفترة الماضية.
11: مانويل بيليغريني
يبدو أن المدير الفني السابق لتشيلسي مانويل بيليغريني يعمل بشكل مستقر في نادي وستهام الذي يحتل مركزا جيدا في منتصف جدول الترتيب، رغم أن كلمة «استقرار» ربما لا تكون موجودة في الأساس في قاموس نادي وستهام! لكن الشيء الواضح هو أن مستوى الفريق متذبذب من مباراة لأخرى، وهو الأمر الذي يثير غضب جمهور الفريق.
12: ماوريسيو ساري
دعونا نتفق على أن تولي قيادة نادي تشيلسي ليست سهلة على الإطلاق، وأن المدير الفني الإيطالي ماوريسيو ساري يتولى تدريب ناد جديد في دولة جديدة. لكن وضعه في المرتبة الثانية عشرة في هذه القائمة يعد «سخاء» من جانبنا، بالنسبة لمدير فني تعرض للانتقادات والهجوم من جمهور ناديه، وللإهانة من حارس مرمى فريقه عندما رفض الانصياع لقراراته ورفض الخروج من الملعب في مباراة الفريق في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام مانشستر سيتي. وفي الحقيقة، لقد ظهر ساري وكأنه ليس في المكان المناسب معظم فترات الموسم.
13: إيدي هاو
من المؤكد أن هذا الترتيب يعد شيئا مُرضيا للمدير الفني الإنجليزي إيدي هاو. ولا يوجد الكثير لكي نقوله عن نادي بورنموث، الذي عودنا على ألا يحتل مراكز متقدمة وألا يهبط للقاع في جدول الترتيب. وقد استحق هاو إشادة كبيرة على نجاحه في قيادة الفريق لاحتلال مركز جيد في منتصف جدول الترتيب خلال المواسم القليلة الماضية، فضلا عن نجاحه في إبرام عدد من الصفقات الجيدة مثل ديفيد بروكس والثقة الكبيرة التي منحها للاعبين الصغار والدفع بهم في مباريات الفريق.
14: بريندان رودجرز
قد يكون من الظلم وضع المدير الفني الآيرلندي الشمالي بريندان رودجرز في هذا المركز المتأخر، نظرا لأنه لم يتول مهمة تدريب ليستر سيتي إلا لثلاث مباريات فقط، على الرغم من أنه قاد الفريق للفوز في مباراتين من هذه المباريات الثلاث. ويمكن القول إن رودجرز يعد أكثر قبولا وتفاؤلا من المدير الفني السابق للفريق كلود بويل. وهناك شعور بأن رودجرز قد أحدث حالة من الانتعاش في ليستر سيتي في الوقت الحالي، وهو الأمر الذي يجعل البعض يتوقعون أن يعود ليستر سيتي للمراكز الستة الأولى في جدول الترتيب خلال الموسم المقبل.
15: نيل وارنوك
يوجد كارديف سيتي في منطقة الهبوط في الوقت الحالي، لكن لم يكن كثيرون في النادي يتوقعون شيئا آخر غير ذلك مع بداية الموسم. وتكمن النقطة الأساسية الآن في أن لاعبي كارديف سيتي ما زالوا يؤمنون بأن هناك فرصة للبقاء وبأن الفريق لن يستسلم وسيبذل قصارى جهده حتى الرمق الأخير. ويعتقد كثيرون أن وارنوك يناسب العمل في دوري الدرجة الأولى بشكل أكبر، ولذا يتعين عليه أن يثبت غير ذلك.
16: كريس هويتون
ربما يجب أن يكون كريس هويتون في مركز أفضل بهذه القائمة، نظرا للأداء الثابت الذي يقدمه برايتون على مدار الموسمين الأخيرين، لكن جمهور الفريق يشعر بالقلق من احتمال هبوط الفريق لمنطقة الهبوط مع نهاية الموسم. ورغم أن الفريق يعد مرشحا للهبوط، فإن فوزه في مباراة أو مباراتين قد يعني نجاته من الهبوط، فضلا عن أن الفريق قد وصل للدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي، رغم أنه سيواجه مانشستر سيتي غدا السبت.
17: روي هودجسون
تألق نادي كريستال بالاس في بعض اللحظات خلال الموسم الحالي، وربما كان أبرزها عندما حقق الفوز غير المتوقع على مانشستر سيتي، لكنه لا يزال قريبا من منطقة الهبوط. ومن المرجح أن ينجو كريستال بالاس من الهبوط في نهاية المطاف، لكن جمهور النادي يعتقد بأن هودجسون كان يمكنه تحقيق نتائج أفضل في ظل امتلاك الفريق لعدد من اللاعبين المميزين.
18: شون دايش
رغم أن نادي بيرنلي قد أنهى الموسم السابق في مركز متقدم على عكس كل التوقعات، فإنه بات قريبا للغاية خلال الموسم الجاري من منطقة الهبوط بعد الهزيمة في أربع مباريات متتالية بالدوري الإنجليزي الممتاز قبل الفوز على وولفرهامبتون. وعلاوة على ذلك، سيخوض الفريق عددا من المباريات القوية للغاية خلال الفترة المقبلة، على الرغم من وجود فرصة جيدة أمامه للهروب من مراكز الهبوط عندما يواجه كارديف سيتي على ملعبه في وقت لاحق. ومن المؤكد أن بيرنلي وشون دايش يمران بوقت عصيب للغاية في الفترة الحالية.
19: يان سيويرت
كان اختيار المدير الفني الألماني يان سيويرت لتولي مهمة تدريب نادي هيدرسفيلد تاون غريبا من عدة نواح. ويبدو أن هذا القرار قد اتخذ لكي يشرف سيويرت على تدريب الفريق في دوري الدرجة الأولى بعد هبوطه، رغم أن المدير الفني الألماني قد قاد الفريق للفوز في آخر مباراتين. ومن المحتمل أن يتم الحكم عليه في الموسم المقبل، لكن يتعين عليه أن يعرف أن المنافسة في دوري الدرجة الأولى لا تقل صعوبة عن الدوري الإنجليزي الممتاز.
20: سكوت باركر
يقود سكوت باركر فريق فولهام الذي يعاني بشكل واضح ولديه أسوأ سجل دفاعي في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومن الواضح أن هذا الانهيار ليس مسؤولية باركر وحده، لكن الفريق هبط أخيرا إلى دوري الدرجة الأولى السبت الماضي بعد الهزيمة أمام واتفورد، ولم يحقق فولهام أي فوز منذ يناير الماضي.