البنك الإسلامي للتنمية يوقع 91 اتفاقية تمويل مع الدول الأعضاء في مراكش

تمويلات المجموعة خلال 2018 ناهزت 21.7 مليار دولار

بندر حجار رئيس البنك الإسلامي للتنمية ومحمد بنشعبون وزير المالية والاقتصاد المغربي في انطلاق الاجتماعات السنوية للبنك في مراكش (الشرق الأوسط)
بندر حجار رئيس البنك الإسلامي للتنمية ومحمد بنشعبون وزير المالية والاقتصاد المغربي في انطلاق الاجتماعات السنوية للبنك في مراكش (الشرق الأوسط)
TT

البنك الإسلامي للتنمية يوقع 91 اتفاقية تمويل مع الدول الأعضاء في مراكش

بندر حجار رئيس البنك الإسلامي للتنمية ومحمد بنشعبون وزير المالية والاقتصاد المغربي في انطلاق الاجتماعات السنوية للبنك في مراكش (الشرق الأوسط)
بندر حجار رئيس البنك الإسلامي للتنمية ومحمد بنشعبون وزير المالية والاقتصاد المغربي في انطلاق الاجتماعات السنوية للبنك في مراكش (الشرق الأوسط)

أعلنت مجموعة البنك الإسلامي للتنمية أن التمويلات التي وافقت عليها جميع الفروع التابعة لها ناهزت 21.72 مليار دولار خلال سنة 2018.
وأعلن بندر حجار، رئيس البنك الإسلامي للتنمية، خلال مؤتمر صحافي بمناسبة إطلاق التقرير السنوي 2018 للبنك الإسلامي للتنمية، أمس، بمناسبة انعقاد الاجتماعات السنوية للمجموعة بمراكش، أن هذه التمويلات توزعت بين البنك الإسلامي للتنمية، بنحو 7 مليارات دولار، والمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات بنحو 9 مليارات درهم، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة بنحو 5.2 مليار درهم، والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص بقيمة 483 مليون دولار، وصندوق الاستثمار في ممتلكات الأوقاف بقيمة 45 مليون دولار، بالإضافة إلى مساهمات هيئات أخرى تابعة للمجموعة كالمعهد الإسلامي للبحث والتدريب، وبرنامج تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء، ومشاريع المساعدة الفنية.
وأعلن حجار عن توقيع المجموعة 91 اتفاقية تمويل جديدة بمراكش مع الدول الأعضاء، ضمنها اتفاقية إطار للتعاون مع المغرب تغطي الفترة من 2019 إلى 2022.
وأشار إلى أن اجتماعات البنك الإسلامي للتنمية، التي يشارك فيها ممثلون عن 57 دولة إسلامية، ضمنهم وزراء المالية ومسؤولون كبار من القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، بالإضافة إلى أكاديميين وخبراء وشركاء دوليين، تشكّل فرصة لبحث سبل مواجهة التحديات الجديدة التي يعرفها العالم. وتنعقد هذه الاجتماعات تحت شعار «عالم سريع التغير: الطريق إلى أهداف التنمية المستدامة».
وأشار حجار إلى أن تمويلات البنك الإسلامي للتنمية لفائدة الدول الأعضاء منذ إنشائه قبل 44 سنة ناهزت 138 مليار دولار، بلغت حصة المغرب منها 7 مليارات دولار. وأوضح أن هذه الاعتمادات وجهت لتمويل قطاعات متنوعة، كالزراعة والصناعة والتعليم والصحة والماء والخدمات الحضرية والبنيات الأساسية.
وأشار حجار إلى أن سنة 2018 تميزت بإطلاق مجموعة من الصناديق الجديدة، كصندوق التحول لتمويل المشاريع الصغرى والمتوسطة، وصندوق البنيات التحتية الموجّه لأفريقيا، وصندوق التمكين الاقتصادي لفلسطين، وصندوق التضامن والاستثمار. كما أولى البنك اهتماماً خاصاً لمواضيع الابتكار والعلوم والتقنية، ودعم الشباب في تحقيق طموحاتهم.
وفي هذا السياق أطلق البنك برنامجاً خاصاً للمنح الدراسية لطلبة البلدان الأعضاء، التي تقدم لها 180 طالباً خلال المرحلة الأولى لإطلاقها.
من جانبه، أشار محمد بنشعبون وزير المالية المغربي ورئيس مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية، إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يضمّ فيها البنك الإسلامي للتنمية اجتماعاته في المغرب خلال 30 سنة.
وأضاف بنشعبون أن هذه الدورة لاجتماعات البنك تتزامن مع بداية استراتيجيته الجديدة المرتكزة على دعم إدماج اقتصادات الدول الأعضاء في «سلاسل القيمة العالمية»، موضحاً أن المغرب، من خلال مخططه للإقلاع الصناعي، الذي تمحور حول تنمية مجموعة من المهن العالمية، يشكل تجربة نموذجية في هذا المجال.
وقال: «أصبح المغرب يتوفر على جميع المقومات اللازمة للانخراط في الاستراتيجية الجديدة للبنك. لذلك فالمغرب أول بلد يوقع اتفاقية في هذا الإطار مع البنك الإسلامي للتنمية، التي تغطي الفترة من 2019 إلى 2022». وأوضح بنشعبون أن الاتفاقية الجديد التي وُقّعت في مراكش تضمنت تفاصيل برنامج العمل للسنة الأولى، والتوجهات الكبرى للسنتين التاليتين.



الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
TT

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)

تعهدت الصين، يوم الخميس، بزيادة العجز في الموازنة، وإصدار مزيد من الديون، وتخفيف السياسة النقدية، للحفاظ على استقرار معدل النمو الاقتصادي، وذلك في ظل استعدادها لمزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

جاءت هذه التصريحات في بيان إعلامي رسمي صادر عن اجتماع سنوي لتحديد جدول أعمال كبار قادة البلاد، المعروف بمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي (CEWC)، الذي عُقد في 11 و12 ديسمبر (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية بعد الاجتماع المغلق للجنة الاقتصادية المركزية: «لقد تعمق الأثر السلبي الناجم عن التغيرات في البيئة الخارجية». ويُعقد هذا الاجتماع في وقت يعاني فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم من صعوبات شديدة، نتيجة أزمة سوق العقارات الحادة، وارتفاع ديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب المحلي. وتواجه صادراتها، التي تعد من بين النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد، تهديداً متزايداً بزيادة الرسوم الجمركية الأميركية.

وتتوافق تعهدات اللجنة الاقتصادية المركزية مع اللهجة التي تبناها أكثر تصريحات قادة الحزب الشيوعي تشاؤماً منذ أكثر من عقد، التي صدرت يوم الاثنين بعد اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة العليا لصنع القرار.

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في «بين بوينت أسيت مانجمنت»: «كانت الرسالة بشأن رفع العجز المالي وخفض أسعار الفائدة متوقعة». وأضاف: «الاتجاه واضح، لكنَّ حجم التحفيز هو ما يهم، وربما لن نكتشف ذلك إلا بعد إعلان الولايات المتحدة عن الرسوم الجمركية».

وأشار المكتب السياسي إلى أن بكين مستعدة لتنفيذ التحفيز اللازم لمواجهة تأثير أي زيادات في الرسوم الجمركية، مع تبني سياسة نقدية «مرنة بشكل مناسب» واستخدام أدوات مالية «أكثر استباقية»، بالإضافة إلى تكثيف «التعديلات غير التقليدية المضادة للدورة الاقتصادية».

وجاء في ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري تنفيذ سياسة مالية أكثر نشاطاً، وزيادة نسبة العجز المالي»، مع رفع إصدار الديون على المستوى المركزي والمحلي.

كما تعهد القادة بخفض متطلبات الاحتياطي المصرفي وبتخفيض أسعار الفائدة «في الوقت المناسب».

وأشار المحللون إلى أن هذا التحول في الرسائل يعكس استعداد الصين للدخول في مزيد من الديون، مع إعطاء الأولوية للنمو على المخاطر المالية، على الأقل في الأمد القريب.

وفي مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، تحدد بكين أهداف النمو الاقتصادي، والعجز المالي، وإصدار الديون والمتغيرات الأخرى للعام المقبل. ورغم أن الأهداف يجري الاتفاق عليها في الاجتماع، فإنها لن تُنشر رسمياً إلا في الاجتماع السنوي للبرلمان في مارس (آذار).

وأفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن المستشارين الحكوميين أوصوا بأن تحافظ بكين على هدف النمو عند نحو 5 في المائة دون تغيير في العام المقبل.

وقال تقرير اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري الحفاظ على نموٍّ اقتصادي مستقر»، لكنه لم يحدد رقماً معيناً.

التهديدات الجمركية

وأثارت تهديدات ترمب بزيادة الرسوم الجمركية حالة من القلق في المجمع الصناعي الصيني، الذي يبيع سلعاً تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنوياً للولايات المتحدة. وقد بدأ كثير من المصنِّعين في نقل إنتاجهم إلى الخارج للتهرب من الرسوم الجمركية.

ويقول المصدِّرون إن زيادة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تآكل الأرباح بشكل أكبر، مما سيضر بالوظائف، والاستثمار، والنمو. وقال المحللون إنها ستفاقم أيضاً فائض القدرة الإنتاجية في الصين والضغوط الانكماشية التي تولدها.

وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن الصين ستنمو بنسبة 4.5 في المائة في العام المقبل، لكنَّ الاستطلاع أشار أيضاً إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤثر في النمو بما يصل إلى نقطة مئوية واحدة.

وفي وقت لاحق من هذا العام، نفَّذت بكين دفعة تحفيزية محدودة، حيث كشف البنك المركزي الصيني في سبتمبر (أيلول) عن إجراءات تيسيرية نقدية غير مسبوقة منذ الجائحة. كما أعلنت بكين في نوفمبر (تشرين الثاني) حزمة ديون بقيمة 10 تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) لتخفيف ضغوط تمويل الحكومات المحلية.

وتواجه الصين ضغوطاً انكماشية قوية، حيث يشعر المستهلكون بتراجع ثرواتهم بسبب انخفاض أسعار العقارات وضعف الرعاية الاجتماعية. ويشكل ضعف الطلب الأسري تهديداً رئيسياً للنمو.

ورغم التصريحات القوية من بكين طوال العام بشأن تعزيز الاستهلاك، فقد اقتصرت السياسات المعتمدة على خطة دعم لشراء السيارات والأجهزة المنزلية وبعض السلع الأخرى.

وذكر ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية أن هذه الخطة سيتم توسيعها، مع بذل الجهود لزيادة دخول الأسر. وقال التقرير: «يجب تعزيز الاستهلاك بقوة».