الجيش الليبي يعلن بدء عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس

آليات عسكرية تابعة للجيش الوطني الليبي (رويترز)
آليات عسكرية تابعة للجيش الوطني الليبي (رويترز)
TT

الجيش الليبي يعلن بدء عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس

آليات عسكرية تابعة للجيش الوطني الليبي (رويترز)
آليات عسكرية تابعة للجيش الوطني الليبي (رويترز)

أعلن الجيش الوطني الليبي اليوم (الخميس)، بدء عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس.
وقال المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد أحمد المسماري خلال مؤتمر صحافي من بنغازي، إن «القائد خليفة حفتر أمر القوات بالتحرك صوب العاصمة طرابلس للسيطرة عليها، ولا تراجع».
وأضاف أن «العمليات العسكرية الفعلية بدأت، وستستمر ضد الإرهابيين بكل صنوفهم حتى النهاية، والقائد حفتر يتابع التطورات بنفسه»، داعياً المواطنين لاتباع تعليماته.
وأشار المسماري إلى أن «قوات الجيش الليبي دخلت غريان جنوب طرابلس وسط ترحيب كبير من الأهالي».
من جانبه آخر، قال اللواء عبد السلام الحاسي آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية في الجيش الوطني الليبي، إن القوات سيطرت بالكامل على مدينة غريان الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي العاصمة طرابلس.
وأضاف الحاسي في تصريح لوكالة «رويترز» للأنباء اليوم (الخميس) عبر الهاتف: «تمت السيطرة على مدينة غريان بالكامل، وأنا الآن أتجول فيها».
ومن جانبه، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الفصائل الليبية ضبط النفس، وحذر من خطر اندلاع معارك ضارية. وقال في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التغريدات «تويتر»: «أدعو إلى التهدئة وضبط النفس، بينما أستعد للقاء القادة الليبيين في البلاد».
وأضاف: «لا يوجد حل عسكري، الحوار بين الليبيين هو وحده الذي يمكنه حل المشكلات الليبية».
لكن مناوشات اندلعت بالفعل مع تحرك مقاتلين من الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر غرباً. ودار اشتباك قصير أمس مع قوات متحالفة مع رئيس الوزراء في طرابلس فائز السراج.
وقال يوسف البديري عميد بلدية غريان اليوم الخميس في حديث هاتفي مع «رويترز» إن الجيش الوطني الليبي تقدم إلى موقع إلى الجنوب مباشرة من المدينة. والمدينة التي تقع في الجبال الغربية على بعد نحو 100 كيلومتر جنوبي العاصمة، متحالفة مع حكومة طرابلس. وذكر أن الجانبين خاضا مناوشات مساء أمس لكنها انتهت.
وتابع بالقول: «الوضع هادئ جداً داخل المدينة... هناك تجمع لتلك القوات التي أتت من جنوب المدينة».



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.