التحالف يواصل غاراته شرق الفرات لفرض الاستسلام على قادة «داعش»

«قوات سوريا الديمقراطية» تلاحق عناصر التنظيم في الكهوف والأنفاق

أطفال يسيرون في مخيم الهول شمال سوريا (أ.ف.ب)
أطفال يسيرون في مخيم الهول شمال سوريا (أ.ف.ب)
TT

التحالف يواصل غاراته شرق الفرات لفرض الاستسلام على قادة «داعش»

أطفال يسيرون في مخيم الهول شمال سوريا (أ.ف.ب)
أطفال يسيرون في مخيم الهول شمال سوريا (أ.ف.ب)

اكد متحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، ان التحالف الدولي والقوات يواصلوان ملاحقة قادة «داعش» لفرض الاستسلام عليهم شرق سوريا.
وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) واصلت ملاحقة خلايا تنظيم «داعش» في مناطق سيطرتها في ريف دير الزور الشرقي، قرب الحدود السورية العراقية.
وقالت المتحدثة باسم «عاصفة الجزيرة» ليلوى العبد الله، لوكالة الأنباء الألمانية: «بدأت (قوات سوريا الديمقراطية) عملياتها في تعقب خلايا (داعش) في ريف دير الزور الشرقي، من خلال عمل عسكري وأمني في المنطقة، وملاحقة هذه الخلايا التي تعبث بأمن المنطقة».
وأكدت العبد الله أن «عمليات متابعة خلايا (داعش) في المنطقة تتم من خلال جمع المعلومات عن الأشخاص الذين يشتبه بأن لهم علاقات مع التنظيم. وفي حال حصلنا على معلومات تتم مداهمة المكان وإلقاء القبض على الأشخاص المطلوبين، وقد قامت قواتنا بعدد من العمليات ضد خلايا التنظيم».
وأضافت المتحدثة: «لدينا مهمة أخرى في المناطق المحررة هي أصعب من العمل العسكري. نعمل حالياً على تحرير المنطقة من فكر تنظيم (داعش) في المناطق التي حكمها عدة سنوات، وهذا يتطلب تعاوناً من جميع المؤسسات الخدمية والإدارية والتربوية وجهداً مجتمعياً متكاملاً».
وتشهد مناطق شمال سوريا، الخاضعة لسيطرة «قسد»، يومياً عمليات اغتيال واستهداف لـ«قوات سوريا الديمقراطية» حيث سقط منذ مطلع العام الحالي أكثر من 200 بين قتيل وجريح، وتركز أغلب العمليات في محافظة الرقة وريف دير الزور الشمالي الشرقي.
وأعلنت قوات «قسد» عدة مرات أنها ألقت القبض على أعداد من مسلحين ينتمون لتنظيم «داعش»، بينهم مقاتلون أجانب متخفون في ريف دير الزور الشرقي.
من جانبه، قال مدير المكتب الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي، عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس: «ما زالت قواتنا تتعقب بقايا الإرهابيين في مختلف المنطقة المحررة، بناء على معلومات دقيقة، هناك خلايا متخفية تلاحقهم قواتنا، بالإضافة إلى عمليات التمشيط وتفكيك الألغام».
وكان جيا فرات، قائد عمليات «عاصفة الجزيرة» (التي حررت مناطق شرق الفرات) أعلن في 15 فبراير (شباط) الماضي أن المرحلة الثانية من عمل «قوات سوريا الديمقراطية» هي متابعة خلايا «داعش» في مناطق شمال سوريا.
وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» في 23 من الشهر الماضي الانتصار على تنظيم «داعش» في آخر معاقله في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، بعد معارك مع التنظيم استمرت عدة سنوات بدأت من عين العرب (كوباني) ثم منبج، وصولاً إلى الرقة التي كانت تعتبر عاصمة تنظيم «داعش»، ثم ريف دير الزور الشمالي الشرقي.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه سجل «مواصلة قوات خاصة من قوات التحالف الدولي و(قوات سوريا الديمقراطية)، عمليات تمشيط في منطقة الباغوز، القريبة من الضفاف الشرقية لنهر الفرات في القطاع الشرقي من ريف دير الزور؛ حيث رصد مواصلة عمليات الضغط، تزامناً مع الضربات الجوية التي يقوم بها طيران التحالف للمنطقة، التي كان من ضمنها الغارات الـ16 التي نفذت في اليومين الماضيين على المنطقة».
ونشر «المرصد» أول من أمس: «لا تزال طائرات التحالف الدولي تواصل تحليقها في سماء منطقة الباغوز، بالقرب من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ضمن القطاع الشرقي من ريف محافظة دير الزور، بعد تنفيذها نحو 16 غارة استهدفت كهوفاً ومغارات، يتوارى فيها من تبقى من عناصر التنظيم وقادته، ممن يرفضون الاستسلام لـ(قوات سوريا الديمقراطية) أو التحالف الدولي، وسط غموض يلف هوية الموجودين داخل الكهوف هذه، مع ترجيحات بوجود مختطفين أو قادة مهمين أو ثروات مادية وعينية بصحبتهم داخل هذه الكهوف».
وأبلغت مصادر «المرصد السوري» أن أنفاقاً موجودة أسفل منطقة جبل الباغوز لا تزال فيها أعداد غير معروفة من المقاتلين، بصحبة أمور لم تتضح بعد ماهيتها. وأضافت: «جرى إبعاد الطواقم الإعلامية الموجودة عن المنطقة، ولم يعرف ما إذا كانت ستجري عملية عسكرية في المنطقة، أم من الممكن أن يخضع عناصر التنظيم للضغوط ويستسلموا، في أعقاب نحو 10 أيام من إعلان الانتصار في شرق الفرات».
ورصد «المرصد» وسط كل هذا التمنع من قبل التنظيم عن الاستسلام، استمرار عمليات التمشيط من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات خاصة من التحالف الدولي، لمنطقة مزارع الباغوز بأنفاقها وكهوفها، في محاولة للضغط على من تبقى من التنظيم للاستسلام.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.