رئيسة المحكمة الدولية: بعيدون عن أي تأثير سياسي

وزير العدل خلال استقباله رئيسة المحكمة الدولية ونائبها القاضي رالف رياشي أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)
وزير العدل خلال استقباله رئيسة المحكمة الدولية ونائبها القاضي رالف رياشي أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

رئيسة المحكمة الدولية: بعيدون عن أي تأثير سياسي

وزير العدل خلال استقباله رئيسة المحكمة الدولية ونائبها القاضي رالف رياشي أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)
وزير العدل خلال استقباله رئيسة المحكمة الدولية ونائبها القاضي رالف رياشي أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)

أكدت رئيسة المحكمة الدولية الخاصة لبنان القاضية إيفانا هردليشكوفا أن عمل المحكمة «مستقل تماماً وبعيد عن أي تأثير سياسي»، مشددة على أن «العدالة ستأخذ مسارها الطبيعي، حتى إن لم يكن المتهم موجوداً».
وبحث وزير العدل ألبرت سرحان مع هردليشكوفا والقاضي رالف رياشي والمحامي نيكولا غيو، مسار التحقيقات والمحاكمات في المحكمة.
وبعد اللقاء قال سرحان: «استعرضنا مع القاضية هردليشكوفا والوفد المرافق مسار التحقيق والمحاكمات التي تجري لدى المحكمة الدولية، وشرحت لنا الرئيسة تفاصيل هذه الأصول، وهي أصول خاصة ومعقدة بعض الشيء، وطمأنتنا إلى أن الأحكام ستصدر قبل نهاية هذه السنة».
وزارت هردليشكوفا ونائبها القاضي رالف رياشي نقابة المحامين في طرابلس (شمال لبنان) حيث قدمت شروحاً لعمل المحكمة. وقالت: «لقد انتهت المحاكمات في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث يعمل قضاة غرفة الدرجة الأولى على القرار الذي سنعلمكم به فور صدوره»، لافتة إلى أنه «بالنسبة للقانون الوضعي فهي تتبع القانون اللبناني، ومن هنا تكمن أهمية تواصل المحكمة الدولية مع جميع جهات المجتمع القضائي في لبنان». وقالت: «نحن كمحكمة دولية خاصة بلبنان وجدنا من أجل لبنان، ومن أجل اللبنانيين، ونحن على استعداد أن نقرب المحكمة من الشعب اللبناني واتخاذ كافة التدابير اللازمة لذلك».
وأشارت هردليشكوفا إلى أن «المحكمة الخاصة بلبنان كانت سباقة في كثير من الأمور، خصوصاً في موضوع المحاكمات الغيابية، وذلك لضمان محاكمة عادلة، لأن الحضور كان إحدى الحجج لعدم قيام المحكمة الدولية بدورها، ورغم عدم وجود المتهمين، فإن لهم محامين ممثلين، كما كانت سباقة في استخدام أدلة معقدة جداً استعملت للمرة الأولى في تاريخ محكمة جنايات دولية».
بدوره، قال نقيب المحامين في طرابلس محمد المراد إن المحكمة «ولدت خلال ظروف صعبة في لبنان، ونحن على ثقة أن الحكم سيكون مهنياً حرفياً قضائياً، يعتمد على أدلة الإقناع»، وأضاف: «بعد مرور ما يزيد عن ستة أشهر وهي تناقش وتدقق وتراقب، سيكون الحكم صورة إيجابية فيها الكثير من الاهتمام والدقة، حيث ستعطي نموذجاً للجميع بتحقيق العدالة، وعدم إفلات المتورطين من العقاب لصالح لبنان واستقراره ومن أجل العدالة، فالشعب اللبناني ينظر إلى هذه الجريمة منذ حصولها، فبالتالي يشعر أن الحكم طال وطال جداً».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».