برلين تعتزم سحب الجنسية من «داعشيين» أصحاب جنسيات مزدوجة

أوامر باعتقال 21 «داعشياً» ألمانياً في سوريا

TT

برلين تعتزم سحب الجنسية من «داعشيين» أصحاب جنسيات مزدوجة

تعتزم ألمانيا سحب الجنسية من مواطنيها في حال تبين أنهم قاتلوا في صفوف «تنظيم داعش»، وذلك شريطة أن يكونوا حاملين جنسية أخرى، حيث لا تترك ألمانيا مواطنيها في حال انعدام جنسية.
ووافق مجلس الوزراء الألماني أمس الأربعاء على مشروع قانون ينص على ذلك. ولن يتم تطبيق القانون بأثر رجعي، ما يعني أن هذا القانون لن يؤثر على أنصار مشتبه بهم لـ«داعش» مأسورين حاليا في سوريا أو العراق.
وأقرت بريطانيا وأستراليا تعديلات تشريعية مثل هذه منذ فترة طويلة، وقامتا بتطبيقها بالفعل. وهناك استياء داخل «التحالف المسيحي»، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، من المماطلة فترة طويلة حتى التوصل لاتفاق في ألمانيا على طرح مشروع قانون حول هذا الشأن.
وكان نائب رئيس الكتلة البرلمانية السابق لـ«التحالف المسيحي»، توماس شتروبله، تقدم بهذا المقترح عام 2014، إلا أن «الحزب الاشتراكي الديمقراطي»، الشريك في الائتلاف الحاكم، رفض المقترح أكثر من مرة.
وقال خبير الشؤون الداخلية في «الحزب المسيحي الديمقراطي»، أرمين شوستر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «بذلك تأخرنا للأسف على كثير من مقاتلي (داعش)»، مضيفا في المقابل أن القانون الجديد إشارة سليمة للمستقبل.
إلى ذلك، كشفت الحكومة الألمانية عن أوامر اعتقال صادرة بحق مجموعة من مقاتلي تنظيم «داعش» الألمان المحتجزين في سوريا حالياً. وأوضحت الداخلية الألمانية، أمس (الأربعاء)، أن أوامر الاعتقال صادرة بحق 21 مقاتلاً من أنصار «داعش» موجودين حالياً في قبضة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد). وتابعت الوزارة أن أجهزة الأمن أدرجت 19 من هؤلاء تحت تصنيف «إسلامي خطير». في المقابل، ذكرت الوزارة أن هناك سبعة مقاتلين لم تصدر بحقهم أوامر اعتقال، ومن الممكن لهم في حال العودة إلى ألمانيا البقاء أحراراً، ولكن سلطات الأمن طالبت بوضعهم تحت المراقبة في حال عودتهم.
وحسب تقدير أجهزة الأمن الألمانية، ليس من الممكن، في كل الأحوال، إثبات أن ألمانياً ما أو أجنبياً كان يقيم في ألمانيا، شارك في أعمال قتالية مع «داعش» في سوريا أو العراق، بشكل يسمح بتقديمه للمحاكمة. ومن الممكن أن يكون هذا أحد أسباب إحجام الحكومة الألمانية عن اتخاذ إجراء بشأن مسألة إعادة هؤلاء المقاتلين إلى ألمانيا.
ووفقاً لما يتردد، من الممكن أن يتم تقييم المشاركة في الأعمال القتالية بأنها لم تكن باستخدام السلاح لصالح التنظيم، ويسري ذلك، على سبيل المثال، على أنصار محتملين لـ«داعش» أعلنوا بعد وقوعهم في الأسر أنهم كانوا يعملون فقط سائقين أو طهاة.



أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.