المجلس الدستوري الجزائري... لاعب أساسي في إدارة المرحلة الانتقالية

المجلس الدستوري الجزائري (تويتر)
المجلس الدستوري الجزائري (تويتر)
TT

المجلس الدستوري الجزائري... لاعب أساسي في إدارة المرحلة الانتقالية

المجلس الدستوري الجزائري (تويتر)
المجلس الدستوري الجزائري (تويتر)

تتجه أنظار المحللين السياسيين في العالم منذ مساء أمس الثلاثاء صوب المجلس الدستوري الجزائري، باعتباره اللاعب الأساسي في إدارة الفترة الانتقالية واختيار الرئيس القادم للجزائر، خلفاً لعبد العزيز بوتفليقة الذي استقال مساء أمس.
الرئيس المستقيل بوتفليقة، اختار الليلة الماضية إنهاء 20 عاماً قضاها في الحكم، بإرسال خطاب استقالته إلى الطيب بلعيز رئيس المجلس الدستوري، أخطره فيه باستقالته من الرئاسة اعتباراً من أمس.
بلعيز الذي عين في منصبه في 10 فبراير (شباط) الماضي، خلفاً لمراد مدلسي الذي توفي في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، سيكون عليه اتخاذ عدة إجراءات بموجب المادة 102 من الدستور الجزائري تبدأ باجتماع المجلس الدستوري وجوباً لإقرار حالة شغور منصب الرئيس، ثم دعوة البرلمان بغرفتيه للاجتماع لإقرار حالة الشغور بأغلبية ثلثي الأعضاء، ومن ثم يتولى رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح الرئاسة بالنيابة لمدة أقصاها 45 يوماً بتكليف من البرلمان المجتمع بغرفتيه ويمارس صلاحياته.
وبعد انقضاء الـ45 يوماً، يجتمع المجلس الدستوري وجوباً ويثبت الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية، ليجتمع البرلمان وجوباً بعد ذلك لإقرار الحالة ويتولى رئيس مجلس الأمة مهام رئيس الدولة لمدة أقصاها 90 يوماً تجرى خلالها الانتخابات الرئاسية.
وتقع اختصاصات المجلس الدستوري في عدة مواد بالدستور الجزائري جميعها ضمن الباب الثالث منه، وتتضمن: الرقابة، ومراقبة الانتخابات والـمؤسسات الاسـتشارية، وتبدأ بالمادة 182 التي تنص على أن المجلس الدستوري هو هيئة مستقلة تكلف بالسهر على احترام الدستور‮، كما‮ يسهر المجلس الدستوري‮ على صحة عمليات الاستفتاء، وانتخاب رئيس الجمهورية، والانتخابات التشريعية، ويعلن نتائج هذه العمليات‮، وينظر في‮ جوهر الطعون التي‮ يتلقاها حول النتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية والانتخابات التشريعية، ويعلن النتائج النهائية لكل العمليات المنصوص عليها في‮ الفقرة السابقة. كما يتمتع المجلس الدستوري‮ بالاستقلالية الإدارية والمالية.
وتحدد المادة 183 عدد أعضاء المجلس بـ12 عضوا؛ أربعة أعضاء من بينهم رئيس المجلس ونائب رئيس المجلس يعينهم رئيس الجمهورية، واثنان ينتخبهما المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأدنى في البرلمان)، واثنان ينتخبهما مجلس الأمة (الغرفة الأعلى في البرلمان)، واثنان‮ تنتخبهما المحكمة العليا، واثنان ينتخبهما مجلس الدولة.
وفي‮ حالة تعادل الأصوات بين أعضاء المجلس الدستوري، يكون صوت رئيسه مرجحا‮.
كما تنص المادة نفسها على أنه بمجرد انتخاب أعضاء المجلس الدستوري أو تعيينهم، يتوقفون عن ممارسة أي عضوية أو أي وظيفة أو تكليف أو مهمة أخرى، وأي‮ نشاط آخر أو مهنة حرة.
ويقوم رئيس الجمهورية بتعيين رئيس ونائب رئيس المجلس الدستوري لفترة واحدة مدتها 8 سنوات‮، ويضطلع أعضاء المجلس الدستوري بمهامهم مرة واحدة مدتها 8 سنوات، ويجدد نصف عدد أعضاء المجلس كل 4 سنوات.
ولعضوية المجلس الدستوري شروط تحددها المادة 184 من الدستور الجزائري، وهي أن يبلغ العضو من العمر 40 عاما يوم التعيين أو الانتخاب، والتمتع بخبرة مهنية مدتها 15 سنة على الأقل في‮ التعليم العالي‮ في‮ العلوم القانونية، أو في‮ القضاء، أو في‮ مهنة محام لدى المحكمة العليا أو لدى مجلس الدولة أو في‮ وظيفة عليا في‮ الدولة.
وتنص المادة 185 من الدستور على أنه يتمتع رئيس المجلس الدستوري‮ ونائبه وأعضاء المجلس خلال فترة ولايتهم بالحصانة القضائية في‮ المسائل الجزائية، ولا‮ يمكن أن‮ يكونوا محل متابعات أو توقيف بسبب ارتكاب جناية أو جنحة إلا بتنازل صريح عن الحصانة من المعني‮ بالأمر أو بترخيص من المجلس الدستوري‮.
وللمجلس الدستوري عدة اختصاصات بموجب الدستور، وهو ما تحدده المادة 186 بأنه «بالإضافة إلى الاختصاصات الأخرى التي‮ خولتها إياه صراحة أحكام أخرى في‮ الدستور، يفصِل المجلس الدستوري‮ برأي‮ في‮ دستورية المعاهدات والقوانين والتنظيمات».
ويبدي المجلس الدستوري، بعد أن يُخطِره رئيس الجمهورية، رأيه وجوباً في دستورية القوانين بعد أن يصـادق عـليها البرلمان‮. كما يَفصِل المجلس الدستوري في مطابقة النظام الداخلي لكل من غرفتي البرلمان للدستور، حسب الإجراءات المذكورة في الفقرة السابقة.
وعن الجهات التي من حقها مخاطبة المجلس الدستوري حددتها المادة 187 بأنها: رئيس الجمهورية، أو رئيس مجلس الأمة، أو رئيس المجلس الشعبي‮ الوطني،‮ أو الوزير الأول، أو 05 نائبا بالمجلس الشعبي الوطني، أو 03 عضوا في‮ مجلس الأمة‮.
وتحدد المادة 189 من الدستور الجزائري طريقة عقد جلسات المجلس الدستوري بأنه «يتداول المجلس الدستوري في جلسة مغلقة، ويعطي رأيه أو‮ يصدر قراره في ظرف ثلاثين يومـا من تاريـخ الإخطـار. وفـي‮ حال وجود طارئ، وبطلب من رئيس لجمهورية، يخفض هذا الأجـل إلـى عشرة أيام»‮.
ومن أبرز اختصاصات المجلس الدستوري أيضا تلقي أوراق الترشح للرئاسة، والفصل في صحتها، وإعلان القائمة النهائية للمرشحين، وإعلان النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.