لوليسغارد يتخطى عقبة حوثية جديدة ويتوعد بإخطار مجلس الأمن

الميليشيات تمنع استئناف تشغيل مطاحن القمح في الحديدة

لوليسغارد خلال لقائه مواطنين في الحديدة أمس (أ.ف.ب)
لوليسغارد خلال لقائه مواطنين في الحديدة أمس (أ.ف.ب)
TT

لوليسغارد يتخطى عقبة حوثية جديدة ويتوعد بإخطار مجلس الأمن

لوليسغارد خلال لقائه مواطنين في الحديدة أمس (أ.ف.ب)
لوليسغارد خلال لقائه مواطنين في الحديدة أمس (أ.ف.ب)

منعت الميليشيات الحوثية في مدينة الحديدة اليمنية، أمس، 89 عاملاً أممياً من برنامج الأغذية العالمية من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر، الواقعة في مناطق سيطرة القوات الحكومية، شرق المدينة.
وفيما نجح رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار كبير المراقبين الدوليين في الوصول مجدداً إلى مقر فريق الحكومة الشرعية في اللجنة، بعد أن قامت الجماعة بعرقلته لبعض الوقت، توعد الأخير بإحاطة مجلس الأمن الدولي بالطرف المعرقل.
وذكرت المصادر أن الميليشيات أطلقت النار بكثافة على موظفي برنامج الغذاء العالمي وعاملين لمنعهم من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر في الحديدة. وبعد أن توقفت القافلة، حاصرها الانقلابيون، وهددوا من فيها بالقتل، وسلبوا معداتهم وسياراتهم، وأجبروهم على العودة. وكشف وضاح الدبيش، الناطق باسم عمليات التحرير في الحديدة، لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل الاعتداء الذي تعرضت له بعثة برنامج الغذاء العالمي، والمرافقين لهم من عمال مطاحن البحر الأحمر، البالغ عددهم 89 شخصاً.
وقال: «تعرضت البعثة لإطلاق نار كثيف من ميليشيات الحوثي، في أثناء توجههم إلى مطاحن البحر الأحمر، فتوقفوا، وسارع عناصر الميليشيات بكيل الشتائم لهم، ونهب المعدات التي كانت بحوزتهم، ومنها سيارات نقل متوسط وثقيل، وهددوا بتصفيتهم، وأجبروهم على العودة للخلف».
وتابع: «الجنرال مايكل لوليسغارد، رئيس لجنة المراقبين لإعادة الانتشار في الحديدة، حاول على مرأى من أعيننا التدخل لإيقاف هذا الاعتداء السافر، من خلال إجراء اتصالات مع مسؤولين حوثيين، إلا أن الميليشيات أبت أن تستمع له، وكانت تارة لا تجيب على اتصالاته، وتارة تغلق الخط في أثناء اتصاله».
ولفت الدبيش إلى أن ما قامت به الميليشيات الحوثية من تعد وهجوم على بعثة برنامج الغذاء العالمي، والعاملين في مطاحن البحر الأحمر، ونهب معداتهم وممتلكاتهم، جاء بسبب الخلافات العاصفة (التي نشرت «الشرق الأوسط» تفاصيلها سابقاً) بين قيادات حوثية في جناحي مهدي المشاط المؤيد لاتفاقية السويد، وأبو علي الحاكم الرافض لها، الذي تتبع له غالبية قيادات الجبهات والأفراد، ويشكلون الهيكل التنظيمي العسكري في الميدان، المسيطر على زمام الأمور وإدارة الجبهات.
إلى ذلك، قال العميد ركن صادق دويد، عضو لجنة إعادة الانتشار في الحديدة، لـ«الشرق الأوسط»: «حسب اتفاق 30 مارس (آذار) الماضي مع الجنرال لوليسغارد، كان يفترض أن يحضر خبراء دوليون من منظمة الغذاء العالمي مع لوليسغارد إلى المطاحن لإجراء عملية تبخير للمواد الغذائية، إلا أن الميليشيا أوقفتهم في الحاجز التابع لها. وبعد تواصل الفريق الحكومي، وإصرار البعثة الأممية على الحضور، فتح الحوثيون الحاجز للجنرال فقط، واعتدوا بشكل سافر على وفد برنامج الغذاء العالمي، ومنعوا دخولهم».
وأضاف أن استياء الميليشيات من إشراف الأمم المتحدة على مطاحن البحر الأحمر الذي منعها من التلاعب بالمواد الغذائية الموجودة، وبيعها في السوق السوداء، جعلهم يعتدون على الوفد الآتي من برنامج الغذاء العالمي، ويمنعون دخولهم.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في وقت سابق من مخاطر تعرض الحبوب التابعة لبرنامج الأغذية العالمي المُخَزنة في مطاحن البحر الأحمر للتعفن، واتهمت ميليشيات الحوثي برفض السماح لها منذ سبتمبر (أيلول) الماضي حتى اليوم بالوصول إلى صوامع مطاحن البحر الأحمر.
إلى ذلك، أكدت لـ«الشرق الأوسط» مصادر حكومية يمنية أن لوليسغارد وصل إلى مقر الفريق الحكومي، شرق الحديدة، وناقش معهم اللمسات الأخيرة على اتفاق إعادة الانتشار من مينائي الصليف ورأس عيسى، الذي وافق عليه ممثلو الحكومة في وقت سابق، في ظل استمرار التعنت الحوثي.
وذكرت المصادر أن لوليسغارد التقى في مقر الفريق الحكومي ممثلين عن سكان مديرية الدريهمي، الذين طلبوا منه الضغط على الميليشيات الحوثية لفك الحصار عن نحو 100 ألف مدني في المديرية تتخذهم الجماعة دروعاً بشرية.
وطالب ممثلو السكان كبير المراقبين الدوليين بالضغط على الحوثيين لفك الحصار عن المدنيين، ونزع شبكات الألغام، وسحب مسلحيهم من المديرية الواقعة جنوب شرقي مدينة الحديدة.
وفي سياق التصعيد الحوثي المستمر في الحديدة، أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن 4 جنود من قوات خفر السواحل قتلوا بتفجير طائرة حوثية مسيرة استهدفتهم عند رصيف جزيرة الزبير، جنوب الحديدة.
ومن جهته، طالب وزير الخارجية اليمني خالد اليماني بمزيد من الضغط الدولي على الجماعة الحوثية لتنفيذ اتفاق السويد، والانسحاب من الحديدة وموانئها.
وجاءت تصريحات اليماني خلال لقائه في الرياض، أمس، رئيس قطاع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية النرويجية السفير إسبن ليندبيك، والوفد المرافق له.
وأكد الوزير اليماني، خلال اللقاء، حرص الحكومة اليمنية على إحلال السلام، وتوفير الخدمات للمواطنين في جميع المناطق، والتزامها بتسليم الرواتب لجميع موظفي الخدمة المدنية في عموم اليمن، بحسب ما يتوفر من موارد، باعتبارها مسؤولة عن جميع اليمنيين.
وتطرق الوزير اليمني إلى الصعوبات التي يواجهها تنفيذ اتفاق استوكهولم بسبب تعنت الانقلابيين الحوثيين، وعرقلتهم لتنفيذ الاتفاق، وقال: «إن اتفاق استوكهولم، في حال نجاحه، سيفتح المجال لتحقيق السلام الشامل في اليمن، إلا أن الحوثيين غير مستعدين للوفاء باستحقاقات السلام»، مشدداً على ضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لتنفيذ التزاماتهم. وكان مبعوث الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، قد وصل إلى مسقط قبل يومين للقاء المتحدث باسم الجماعة الحوثية محمد عبد السلام، وعضوين آخرين في الجماعة، ضمن مساعيه للضغط على الميليشيات لإنجاح تنفيذ اتفاق السويد.
وأفادت حنان البدوي، مديرة الاتصال والإعلام في مكتب المبعوث الأممي، في تصريحات خاصة سابقة لـ«الشرق الأوسط»، بأن «هناك إرادة سياسية من الأطراف اليمنية، ودعماً دولياً غير مسبوق، وتوافقاً نادراً في مجلس الأمن حول ضرورة إنهاء النزاع في اليمن بشكل سلمي، لكن في الوقت نفسه، هناك حالة من التشكك، أو غياب الثقة بين الطرفين اليمنيين، وهذا مفهوم، والحل بالنسبة لموقف مثل ذلك هو استمرار العمل، ولا خيار سوى استمرار العمل».
وعند سؤالها عن طول الفترة التي مضت على مشاورات السويد، أجابت البدوي: «صحيح أن 3 أشهر قد مضت على اتفاق السويد، لكن لنتذكر أيضاً أننا خرجنا للتو من سنتين ونصف السنة خاوية من أي نوع من التشاور بين الطرفين. مفهوم أننا نحتاج للعمل لبناء الثقة، وينبغي أن يكون لدى الطرفين ثقة بأن ضمان النجاح هو البدء الفوري في تنفيذ الاتفاق، وهذا ما نعمل عليه في الوقت الحالي»،
وأضافت: «ما نأمله هو أن تدرك الأطراف أن البديل عن الاتفاق سيكون كارثياً، ولا طاقة للمواطنين اليمنيين به، ونثق في أن الأطراف لديها من الإرادة السياسية ومن الحكمة ما سيمكننا من تجاوز الصعوبات».
وحرصت على التأكيد على مسألة توفر الإرادة السياسية، والالتزام بمسألة الحديدة، إذ قالت: «نأمل بتنفيذ إعادة الانتشار فوراً، وأن يفتح ذلك باباً جديداً للتقدم نحو الحل الشامل للنزاع في اليمن».
وعرجت مديرة الاتصال بمكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن على مسائل اقتصادية، واعتبرت أن مشكلة دفع الرواتب تشهد بعض التقدم، وقالت: «هذا موضوع مهم لتحسين الحياة لليمنيين، ومكتب المبعوث الخاص مستمر في التعامل مع الملف الاقتصادي، ورأينا تقدماً فيما يخص موضوع دفع الرواتب، طبقاً لتوجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهو تقدم مهم».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.