تدابير سعودية تنعش الريال اليمني

TT

تدابير سعودية تنعش الريال اليمني

واصلت الحكومة السعودية دعمها للاقتصاد اليمني، في سبيل سعيها إلى الحفاظ على سعر العملة اليمنية (الريال)، واستقرارها بعد عملية التهاوي التي شهدتها جراء الحرب التي أشعلها الحوثيون، وعبث الجماعة الموالية لإيران بموارد البلاد.
وأفاد مصرفيون يمنيون لـ«الشرق الأوسط» بأن سعر الدولار الأميركي سجل في معظم المدن اليمنية أمس تراجعاً كبيراً أمام عملية تحسن كبيرة في سعر صرف الريال اليمني، جراء التدابير السعودية الأخيرة لدعم البنك المركزي.
وتراوح سعر صرف الدولار الواحد بين 500 و510 ريالات، مع تفاوت نسبي من محل صرافة إلى آخر، وسط توقع باستمرار الريال في تعافيه خلال الأيام المقبلة.
وإلى جانب الوديعة السعودية بمبلغ ملياري دولار، والمنحة المقدمة بمبلغ 200 مليون دولار للبنك المركزي اليمني، إضافة إلى دعم المشتقات النفطية لمحطات توليد الكهرباء بمبلغ 60 مليون دولار شهرياً، تم الاتفاق أخيراً على تحويل الدعم السعودي للمرتبات عبر البنك المركزي اليمني لتعزيز ثبات العملة اليمنية، إذ تم التوقيع في الرياض بين قيادة البنك المركزي اليمني، وقيادة وزارة المالية، ومؤسسة النقد العربي السعودي، والبنك الأهلي السعودي، وقيادة القوات المشتركة، على اتفاقية تحويل المرتبات، ودعم الموازنة الذي تقدمة المملكة العربية السعودية لليمن، بحيث تحول هذه الأموال إلى البنك المركزي اليمني في عدن بالريال السعودي، ويقوم البنك المركزي بمصارفتها بالريال اليمني.
وأثنى محافظ البنك المركزي اليمني حافظ معياد على الدعم الكبير واللامحدود الذي تقدمه قيادة المملكة، ممثلة بالملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، واهتمامهما المباشر والقوي بدعم الاقتصاد اليمني.
وجاءت هذه الاتفاقية ضمن سلسلة الاتفاقيات التي تقدمها المملكة لدعم الاقتصاد اليمني والبنك المركزي، فقد سبقتها اتفاقية الوديعة السعودية التي تستخدم في دعم مشتريات السلع الأساسية، كما ساهمت إلى حد كبير في تقوية سعر الريال اليمني أمام الدولار، كما أن هناك إجراءات أخرى في الفترة المقبلة تعتزم قيادة المملكة اتخاذها لدعم الاقتصاد اليمني.
وكان قطاع العلاقات الخارجية في البنك المركزي اليمني قد أصدر تعليمات لجميع التجار والبنوك الذين لديهم اعتمادات معلقة من الدفعة 19، أو من الدفعات السابقة التي تمت الموافقة عليها، بأن عليهم سرعة توريد المعادل لقيمة هذه الاعتمادات إلى البنك المركزي خلال مدة أقضاها الرابع من أبريل (نيسان) الحالي.
وشدد البنك المركزي على جميع التجار والبنوك الالتزام بالتوريد، واستكمال بقية الإجراءات في الفترة المحددة، وقال إن لديه تعليمات تؤكد أنه سيتم إلغاء اعتمادات التجار والبنوك الذين لن يلتزموا بالتوريد خلال الفترة المحددة، ليتم الاستفادة منها في اعتمادات أخرى، فضلاً عن إعادة النظر في قبول أي اعتمادات جديدة مستقبلاً للتجار الذين سيتم إلغاء اعتماداتهم.
ومع تسلم المحافظ معياد مهمته في البنك المركزي اليمني، بدأت تتحسن أسعار العملة رويداً رويداً، مع بقاء اعتماد السعر الرسمي في البنك 440 ريالاً للدولار الواحد. غير أن إجراءات الحوثيين التعسفية ضد المصارف المحلية في صنعاء، بما في ذلك عمليات الابتزاز، ومصادرة الاحتياطيات النقدية، ومنع المصارف من التعامل مع البنك المركزي في عدن، تشكل عوامل إضافية لتدمير الاقتصاد، وعدم ثبات أسعار الصرف.
كما تفرض الميليشيات الحوثية على البنوك دفع نسبة تصل إلى 30 في المائة من الأرباح، تحت عدد من التسميات غير القانونية، في مقدمها دعم المجهود الحربي للجماعة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.