بومبيو نقل تحذيراً إسرائيليا من إقامة إيران مصنع صواريخ في لبنان

TT

بومبيو نقل تحذيراً إسرائيليا من إقامة إيران مصنع صواريخ في لبنان

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس (الثلاثاء)، عن أن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، نقل إلى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وغيره من المسؤولين الذين التقاهم، خلال زيارته في الأسبوع الماضي إلى بيروت، تحذيراً إسرائيلياً من قيام إيران و«حزب الله» ببناء مصنع جديد لإنتاج الصواريخ الدقيقة على الأراضي اللبنانية.
وقالت المصادر، نقلاً عن مسؤولين اثنين، أحدهما أميركي والآخر إسرائيلي: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أطلع بومبيو خلال زيارته الأخيرة إلى تل أبيب والتي سبقت زيارته إلى لبنان، على «معلومات وخرائط وصور قمر صناعي تبين أن (حزب الله) يقيم بشكل سري مصنعاً جديداً لإنتاج الصواريخ الإيرانية الدقيقة بمشاركة خبراء قدموا من طهران، وأن هذا المصنع لم يكن معروفاً حتى وقت قريب»، وطلب منه أن يوصل «رسالة حادة للمسؤولين في بيروت». وأكدت المصادر، أن بومبيو نقل إلى الحريري وبقية المسؤولين تحذير وتهديد نتنياهو، وأضاف عليه «قلقاً أميركياً بشأن نشاط (حزب الله) في لبنان»، قائلاً: إن «هذا النشاط يشكل تهديداً للأمن اللبناني»، وإنه هدد بكلمات في غاية الوضوح: «(حزب الله) يفعل شيئاً داخل لبنان يجعل خطر التصعيد مع إسرائيل نتيجة ذلك حقيقياً».
يذكر أن بومبيو اجتمع في بيروت مع كل من وزير الخارجية جبران باسيل، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس ميشال عون، بالإضافة إلى رئيس الحكومة سعد الحريري. وصرح بأن «هناك مخاوف في الإدارة الأميركية من أنشطة (حزب الله) المزعزعة للاستقرار في لبنان والمنطقة، والمخاطر التي تشكلها تلك الأنشطة على الأمن اللبناني». وحسب المصادر، فقد أبلغهم جميعاً بالرسالة الإسرائيلية. وكان نتنياهو قد اجتمع مرتين مع بومبيو خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل.
وعرض أمامه «صورة قاتمة» عن الأوضاع في لبنان، وقال له: إن «إيران تبدي إصراراً مستهجناً على تعميق نفوذها في لبنان، ويشجعها في ذلك (حزب الله)، والكثير من القيادات اللبنانية». وطالب بإبعاد «حزب الله» عن الحدود مع إسرائيل ونشر الجيش اللبناني مكانه وعدم السماح له بخرق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أُقر بعد انتهاء حرب 2006.



تصعيد صومالي جديد ضد إثيوبيا يُعمق التوتر في «القرن الأفريقي»

الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود معلناً أمام برلمان بلاده رفض اتفاق إثيوبيا مع «أرض الصومال» (أرشيفية- الرئاسة الصومالية)
الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود معلناً أمام برلمان بلاده رفض اتفاق إثيوبيا مع «أرض الصومال» (أرشيفية- الرئاسة الصومالية)
TT

تصعيد صومالي جديد ضد إثيوبيا يُعمق التوتر في «القرن الأفريقي»

الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود معلناً أمام برلمان بلاده رفض اتفاق إثيوبيا مع «أرض الصومال» (أرشيفية- الرئاسة الصومالية)
الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود معلناً أمام برلمان بلاده رفض اتفاق إثيوبيا مع «أرض الصومال» (أرشيفية- الرئاسة الصومالية)

في تصعيد جديد للخلاف بين مقديشو وأديس أبابا، قررت الحكومة الصومالية «طرد» دبلوماسي بالسفارة الإثيوبية لدى الصومال، بداعي «القيام بأنشطة لا تتفق مع دوره الدبلوماسي»، في خطوة رأى مراقبون أنها «تعمِّق التوتر في منطقة القرن الأفريقي».

وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، إثر توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع إقليم (أرض الصومال) الانفصالي بداية العام الحالي، تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، وسط رفض من الحكومة الصومالية ودول الجامعة العربية.

وفي مواجهة تلك التحركات، حشد الصومال، دعماً دولياً وإقليمياً، لمواقفه، ضد المساعي الإثيوبية، وأبرم بروتوكول تعاون عسكري مع مصر، في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت بموجبه القاهرة مساعدات عسكرية إلى مقديشو.

ومساء الثلاثاء، طلبت الخارجية الصومالية من المستشار الثاني في سفارة إثيوبيا لدى الصومال، علي محمد آدم، مغادرة البلاد في غضون 72 ساعة، واتهمته بممارسة «أنشطة لا تتفق مع دوره الدبلوماسي، وتشكل خرقاً لاتفاقية (فيينا) للعلاقات الدبلوماسية الصادرة عام 1961»، وفق إفادة للخارجية الصومالية.

وأكدت وزارة الخارجية الصومالية «التزام الصومال حماية سيادته، والحفاظ على البروتوكولات الدبلوماسية الدولية، والقانون الدولي».

خلافات أعمق

ورجَّح أستاذ العلاقات الدولية في المعهد العالي للدراسات الأمنية بالصومال، حسن شيخ علي، ارتكاب الدبلوماسي الإثيوبي «أعمالاً عدائية تمس السيادة الصومالية»، وقال إن «المستشار بالسفارة الإثيوبية هو في الأساس ضابط بالجيش الإثيوبي»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الإجراءات الصومالية تستهدف حماية سيادته الوطنية».

وفي اعتقاد شيخ علي، فإن التوتر في العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، أعمق من مسألة طرد دبلوماسي تابع لأديس أبابا، ويقول إن «الخلاف بين البلدين أكبر من هذا الإجراء، ذلك أنه يرتبط باستهداف إثيوبيا كيان الدولة الصومالية وسيادتها، ويدعم انقسام جزء من أراضيها».

وسبق أن قال وزير الخارجية الصومالي، أحمد معلم فقي، إن إثيوبيا «لا تسعى للحصول على موانئ بحرية فقط، عبر (إقليم أرض الصومال)، وإنما تريد السيطرة على الأراضي الصومالية وضمها إلى سيادتها»، وطالب في تصريحات صحفية في مارس (آذار) الماضي، بـ«ضرورة مغادرة القوات الإثيوبية المشاركة في قوات حفظ السلام الأفريقية، الأراضي الصومالية، بنهاية تفويضها هذا العام»، وقال إن «بقاءها سيكون احتلالاً عسكرياً سنتعامل معه بكل الإمكانات المتاحة».

طابع تصعيدي

ويعد طرد الصومال دبلوماسياً إثيوبياً «تطوراً طبيعياً للتصعيد المستمر بين مسؤولي البلدين في الفترة الأخيرة» وفق تقييم الخبير المصري في الشؤون الأفريقية رامي زهدي، الذي أشار إلى أن «تصاعد لهجة الانتقادات وتبادل الاتهامات، يهدد قنوات الاتصال بين البلدين»، وقد ينتج عنه «تجاوز من أحد مسؤولي البعثات الدبلوماسية، وصولاً إلى خيار قطع العلاقات الدبلوماسية».

ويعتقد زهدي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن التحركات الصومالية الأخيرة التي تحمل طابعاً تصعيدياً، «قد تكون وسيلة لحل خلافاتها مع أديس أبابا»، مشيراً إلى أن «حشد مقديشو تحالفات إقليمية باتفاقيات تعاون أمني وعسكري مع دول مثل مصر وتركيا، وتعزيز تعاونها مع دول الجوار المباشر، مثل أوغندا وكينيا وجيبوتي، يبعثان برسائل مباشرة لإثيوبيا أنها لن تكون صامتة أمام أي عدائيات على أراضيها».

ورأى الخبير أن تعزيز الصومال تحالفاته الإقليمية «تأكيد على رفض مقديشو أيَّ حل يخالف القانون الدولي، وينتقص من سيادة الصومال»، إلى جانب «توفير الغطاء السياسي لأي إجراء ستتخذه الحكومة الصومالية، سواء عسكرياً أو سياسياً، خصوصاً مع عدم وجود أي إشارات إلى تراجع أديس أبابا عن اتفاقها مع أرض الصومال».