البنك الدولي يشيد بالجهود المصرية في الحوكمة ومكافحة الفساد

جانب من اجتماع الوفد المصري مع مسؤولي البنك الدولي (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع الوفد المصري مع مسؤولي البنك الدولي (الشرق الأوسط)
TT

البنك الدولي يشيد بالجهود المصرية في الحوكمة ومكافحة الفساد

جانب من اجتماع الوفد المصري مع مسؤولي البنك الدولي (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع الوفد المصري مع مسؤولي البنك الدولي (الشرق الأوسط)

أشاد البنك الدولي بالجهود المصرية في مكافحة الفساد، والحوكمة، والقضاء على الإرهاب، وبرنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، الذي ساهم في زيادة معدل النمو وضخ استثمارات جديدة، حيث أشادت كريستالينا جيروجيفا، المديرة الإدارية للبنك الدولي بالإصلاحات التشريعية والتنفيذية التي اتخذتها مصر في مجال مكافحة الفساد والحوكمة.
وجاء ذلك خلال عدة اجتماعات عقدها وفد مصري ضم أحمد سعيد خليل، رئيس وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والمستشار نبيل صادق النائب العام، والمستشار هشام بدوي رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، مع قيادات البنك الدولي خلال زيارتهم إلى العاصمة الأميركية واشنطن، بحضور الدكتور ميرزا حسن، عميد المجموعة العربية بالبنك الدولي، والسفير راجي الأتربي، المدير التنفيذي لمصر في البنك الدولي، بحسب بيان لوزارة الاستثمار والتعاون الدولي أمس الثلاثاء.
وأكد الوفد المصري أن أجهزة الدولة تضع ضمن أولوياتها تنفيذ توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العمل على الوقاية من الفساد قبل وقوعه، ومكافحة غسل الأموال والقضاء على الإرهاب، وذلك في إطار العمل على تدعيم مؤسسات الدولة والارتقاء بدورها وتعظيم الاستفادة منها، فضلا عن مساهمتها في مرحلة البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي تشهدها الدولة المصرية، والتي تتطلب مضاعفة الجهود والعمل الدؤوب وفقا لأعلى معدلات الكفاءة والنزاهة.
وأكدت جيروجيفا مساندتها لمصر في مكافحة الفساد وتطبيق الحوكمة الرشيدة التي هي الأساس في جميع مناحي التنمية، مشددة على أن تقديم الخدمات العامة ذات النوعية الجيدة، وتهيئة الظروف التي تشجع مؤسسات الأعمال على توفير فرص العمل، هما ركنان أساسيان في بناء الفرص، وتحقيق الرخاء للجميع، ومشيرة إلى حرص البنك على الارتقاء بالعلاقات مع مصر في مختلف المجالات خاصة في مجال الحوكمة ومكافحة الفساد وغسل الأموال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال والتعليم واستخدام أحدث النظم في مشروع البيانات الكبيرة ودعم وحدات اتخاذ القرار.
كما تم بحث التعاون بشأن مكافحة غسل الأموال خلال لقاء الوفد المصري مع ناجي بن حسين، مدير قطاع التمويل والتنافسية. وأشار المستشار أحمد سعيد خليل إلى أهمية إتاحة المعلومات بين الدول المختلفة في مجال مكافحة جرائم غسل الأموال والجرائم الأصلية المرتبطة بها وتمويل الإرهاب باستخدام الوسائط التكنولوجية الحديثة وغيرها.
وأكد المستشار نبيل صادق أن النيابة العامة أصبح لديها فرق من المحققين ذوي الخبرة العالية في التحقيق في تلك الجريمة المنظمة والإرهاب وتمويله وغسل عائداته، داعيا إلى التعاون الدولي في مجال مواجهة الإرهاب من خلال نسق دولي وإقليمي، أصبح إنشاؤه وتفعيله أمرا محتوما في سبيل تقويض تلك الظواهر الإجرامية.
والتقى الوفد المصري سيليا بازار بازوبوغلو، نائب رئيس البنك، حيث اتفق الجانبان على الاستفادة من خبرة البنك الدولي في مجال الحوكمة، ومساندته لعدد من الدول في بناء مؤسسات منفتحة وفعالة وخاضعة للمساءلة لتحقيق تنمية تشمل الجميع.
وأشادت بازوبوغلو بالجهود المصرية في ممارسة الأعمال والحوكمة ومكافحة الفساد، مؤكدة أن مصر أصبحت نموذجا ناجحا في مكافحة الفساد وتطبيق الحوكمة بشكل فعال.
وأشار المستشار هشام بدوي إلى دور الجهاز في كشف كثير من وقائع الفساد، موضحا أن الجهاز يقوم بتنظيم حلقات تدريب مستمر للقائمين على إنجاز مهام الرقابة، ويضطلع بتشجيع وتطوير تبادل الأفكار والتجارب بين الأجهزة الرقابية.
وناقش الوفد المصري مع ديبورا ويتزل، مديرة مجموعة الممارسات العالمية لقطاع الحوكمة بالبنك، مجالات التعاون مع البنك الدولي في قطاع الحوكمة وبناء قدرات الدولة فيما يتعلق بالمساءلة والشفافية، وذلك لضمان تحقيق الكفاءة والفعالية في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
واختتم الوفد المصري لقاءاته مع قيادات البنك الدولي باجتماع مع كل من مارتينا بولازيك، وغونزالو فلوريس، نائبي سكرتير عام المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار التابع للبنك الدولي، حيث تم الاتفاق على تبادل الخبرات في مجال تسوية منازعات الاستثمار، ودعم البنك للجهود المصرية في هذا المجال. وبحث الجانبان أهم المستجدات الخاصة بتسوية منازعات الاستثمار على المستوى الدولي، ودور المركز في معاونة الدول الأعضاء في البنك في التحكيم وفض منازعات الاستثمار.
واستعرضت الدكتورة سحر نصر الجهود التي تبذلها مصر في تسوية منازعات الاستثمار من خلال لجنة فض منازعات الاستثمار بالتنسيق مع وزارة العدل، وكيفية تفعيل التعاون مع المركز من أجل تطوير وزيادة فاعلية لجان وآليات فض منازعات الاستثمار في مصر.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد المصري رفيع المستوى خلال زيارته إلى الولايات المتحدة كلا من نائب المدعي العام الأميركي، ورئيس شبكة مكافحة الجرائم المالية، وأن يعقد لقاءات مع المسؤولين بالأمم المتحدة المتخصصين في مكافحة الإرهاب، للتباحث بشأن الجهود التي تبذلها مصر في مجالات مكافحة الفساد والجرائم المالية وغسل الأموال وتمويل الإرهاب.


مقالات ذات صلة

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

الاقتصاد مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

واصل القطاع الخاص غير النفطي بمصر انكماشه خلال ديسمبر في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل بثمانية أشهر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)

مدبولي: الحكومة المصرية ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال 2025

أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال عام 2025، وتحديد البرنامج الزمني للطرح.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبد الفتاح فرج)

معدل نمو الاقتصاد المصري يرتفع إلى 3.5% في 3 أشهر

سجل الناتج المحلي الإجمالي في مصر نمواً 3.5 % في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025، بارتفاع 0.8%، مقابل 2.7% في نفس الربع المقارن من العام السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أرشيفية لمواطن داخل أحد محلات الصرافة في القاهرة يستبدل الجنيه بالدولار (رويترز)

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاق تسهيل ممدد مع مصر، وهو ما قد يتيح صرف 1.2 مليار دولار بموجب البرنامج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).