مقترحات لمواجهة تحديات التجارة العربية

تجاوزت حاجز التريليوني دولار في 9 سنوات ومتركزة على سلع محددة

TT

مقترحات لمواجهة تحديات التجارة العربية

كشفت المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات (ضمان)، عن نمو حجم التجارة العربية للسلع والخدمات خلال السنوات القليلة الماضية، وتجاوزها حاجز التريليوني دولار منذ عام 2011، واستقرارها النسبي حول حصة تبلغ 4.7 في المائة من التجارة العالمية، وفقاً لبيانات «الاونكتاد».
وأوضحت المؤسسة في افتتاحية النشرة الفصلية الأولى للمؤسسة لعام 2019، أن نمو التجارة العربية يعود في معظمه إلى ارتفاع عائدات تصدير النفط، ويخفي عدداً من نقاط الضعف التي ما زالت تعيق التجارة العربية عموماً والتجارة العربية البينية على وجه الخصوص.
في هذا السياق، قدمت المؤسسة مجموعة من المقترحات من أجل معالجة العناصر المعطلة لنمو التجارة الدولية العربية، في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، تشمل بالخصوص: «الاستثمار في البنية التحتية المتصلة بالنقل بأنواعه، والخدمات اللوجيستية كافة المرتبطة بالتجارة، وتقليص إجراءات وزمن وتكلفة إنجاز معاملات التجارة عبر الحدود، والمعاملات كافة ذات الصلة، والاستخدام المكثف للتكنولوجيا في كل مراحل التجارة، واعتماد نظم فعالة وسريعة وأقل كلفة في إنجاز المعاملات، مثل التداول غير الورقي العابر للحدود، وتحييد المخاطر التجارية والسياسية التي تواجه التدفقات التجارية الدولية التي زادت في حدتها في الآونة الأخيرة من خلال اللجوء إلى جهات متخصصة، منها المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات».
وكانت النشرة قد استعرضت في تقرير متخصص تقييم تطور الأداء العربي في مجال التجارة الخارجية بشقيها السلعي والخدمي، وتحليل هيكلها السلعي واتجاهاتها الجغرافية، وأوضحت أن الاقتصاد العربي يعد مفتوحاً بتجاوز حصة التجارة السلعية 80 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن نصيب المنطقة من مجمل التجارة العالمية نما بشكل طفيف خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2005 و2017 من 4.2 في المائة إلى نحو 4.9 في المائة، في مقابل نمو أكبر لحصة الدول النامية من التجارة العالمية من 33.9 في المائة إلى 43.1 في المائة.
وذكر التقرير، أن «التجارة العربية ما زالت تعاني من استمرار تركز الصادرات في توليفة من السلع الأولية، أهمها الوقود، في مقابل تركز الواردات في مجموعة من السلع المصنعة، مع زيادة حصة الدول الآسيوية الشريك التجاري الأول للدول العربية بحصة تقترب من ثلثي تجارتها الخارجية».
وأضاف التقرير: إن صادرات الخدمات العالمية شهدت نمواً كبيراً من 2.7 تريليون دولار عام 2005 إلى 5.4 تريليون عام 2017، إلا أن الدول العربية لم تواكب هذا التطور، وتعدّ من أكثر المناطق تقييداً لتجارة الخدمات، حيث نمت حصتها من صادرات الخدمات في العالم بشكل طفيف من 2.9 في المائة إلى 3.8 في المائة خلال الفترة نفسها، وذلك رغم ما تمتلكه من مقومات، ورغم ارتفاع حصتها من صادرات الخدمات التجارية العالمية.
وكشف عن أن معظم الدول العربية لم تواكب التطور التكنولوجي السريع في التجارة، الذي أدى إلى ارتفاع التجارة الإلكترونية بنسبة 44 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية، لتبلغ 28 تريليون دولار، وذلك رغم أهميتها في تسهيل المعاملات وتلبية أكثر فاعلية للطلب، وخفض التكاليف، وزيادة معدلات الأمان ومكافحة العمليات غير المشروعة.
وأوضح التقرير مجموعة من العوائق التي تساهم في التدني النسبي للتجارة العربية، أهمها: «ارتفاع نسبي للتعريفة الجمركية، وخصوصاً في البلدان غير النفطية، والقيود غير الجمركية الكثيرة التي ترفع من تكاليف التجارة، ولا سيما إذا ما علمنا أن تكاليف تصدير السلع غير النفطية العربية تمثل ما بين 20 و40 في المائة من سعر تسليمها النهائي، كما أن تكلفة التجارة البينية العربية مرتفعة جداً بالمقارنة بالتجارة البينية الأوروبية».
وذكر أن الدول العربية ورغم توقيعها 25 اتفاقية تجارية إقليمية، فإن غالبيتها غير مفعلة وغير شاملة، وليست من الجيل الجديد، وقاصرة في معظمها على الرسوم الجمركية؛ وهو ما يفسر جزئياً محدودية التجارة العربية البينية وعدم تجاوزها حاجز الـ16 في المائة مقارنة بنحو 65 في المائة في دول الاتحاد الأوروبي.
كما تستعرض النشرة الملامح القُطرية للتجارة الخارجية في كل دولة عربية، من خلال رصد تطور عدد من مؤشرات الأداء، تشمل: «تطور حجم تجارة السلع والخدمات وهيكلها السلعي والجغرافي، وأهم الشركاء التجاريين، وسلع التصدير والاستيراد، وضعية الدولة في التجارة العربية البينية، وإمكانات الموانئ وأسطول النقل البحري، وعدداً من المؤشرات الأخرى».


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال ألكسندر فيدياخين، نائب الرئيس التنفيذي لأكبر بنك مقرض في روسيا: «سبيربنك»، إن البلاد قادرة على تحسين موقعها في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية بحلول عام 2030. على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة عليها، بفضل المطورين الموهوبين ونماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بها.

ويُعدّ «سبيربنك» في طليعة جهود تطوير الذكاء الاصطناعي في روسيا، التي تحتل حالياً المرتبة 31 من بين 83 دولة على مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي لشركة «تورتويز ميديا» البريطانية، متأخرة بشكل ملحوظ عن الولايات المتحدة والصين، وكذلك عن بعض أعضاء مجموعة «البريكس»، مثل الهند والبرازيل.

وفي مقابلة مع «رويترز»، قال فيدياخين: «أنا واثق من أن روسيا قادرة على تحسين وضعها الحالي بشكل كبير في التصنيفات الدولية، بحلول عام 2030، من خلال تطوراتها الخاصة والتنظيمات الداعمة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي». وأضاف أن روسيا تتخلف عن الولايات المتحدة والصين بنحو 6 إلى 9 أشهر في هذا المجال، مشيراً إلى أن العقوبات الغربية قد أثَّرت على قدرة البلاد على تعزيز قوتها الحاسوبية.

وأوضح فيدياخين قائلاً: «كانت العقوبات تهدف إلى الحد من قوة الحوسبة في روسيا، لكننا نحاول تعويض هذا النقص بفضل علمائنا ومهندسينا الموهوبين».

وأكد أن روسيا لن تسعى لمنافسة الولايات المتحدة والصين في بناء مراكز بيانات عملاقة، بل ستتركز جهودها على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الذكية، مثل نموذج «ميتا لاما». واعتبر أن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية باللغة الروسية يُعدّ أمراً حيوياً لضمان السيادة التكنولوجية.

وأضاف: «أعتقد أن أي دولة تطمح إلى الاستقلال على الساحة العالمية يجب أن تمتلك نموذجاً لغوياً كبيراً خاصاً بها». وتُعدّ روسيا من بين 10 دول تعمل على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الوطنية الخاصة بها.

وفي 11 ديسمبر (كانون الأول)، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستواصل تطوير الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركائها في مجموعة «البريكس» ودول أخرى، في خطوة تهدف إلى تحدي الهيمنة الأميركية، في واحدة من أكثر التقنيات الواعدة في القرن الحادي والعشرين.

وقال فيدياخين إن الصين، خصوصاً أوروبا، تفقدان ميزتهما في مجال الذكاء الاصطناعي بسبب اللوائح المفرطة، معرباً عن أمله في أن تحافظ الحكومة على لوائح داعمة للذكاء الاصطناعي في المستقبل.

وقال في هذا السياق: «إذا حرمنا علماءنا والشركات الكبرى من الحق في التجربة الآن، فقد يؤدي ذلك إلى توقف تطور التكنولوجيا. وعند ظهور أي حظر، قد نبدأ في خسارة السباق في الذكاء الاصطناعي».

تجدر الإشارة إلى أن العديد من مطوري الذكاء الاصطناعي قد غادروا روسيا في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد حملة التعبئة في عام 2022 بسبب الصراع في أوكرانيا. لكن فيدياخين أشار إلى أن بعضهم بدأ يعود الآن إلى روسيا، مستفيدين من الفرص المتاحة في قطاع الذكاء الاصطناعي المحلي.