خلال مشواره الفني، حقق المخرج المصري محمد سامي نجاحاً لا يستهان به، بداية من الأغاني المصورة ووصولاً إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية مثل مسلسلات «آدم» و«مع سبق الإصرار» و«الأسطورة»، وفيلم «عمر وسلمى3».
في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدث سامي عن حبه الشديد للسفر، وأسفه أن متعته لا تكتمل بسبب خوفه الشديد من الطيران الذي تحول إلى «فوبيا»، حسب قوله.
> فأنا أشعر بالرعب من الطيران، إلى حد أنه لو حدث أي موقف بسيط، قد يزيد من قلقي وتشاؤمي وأنا في طريقي إلى المطار، ربما ألغي الرحلة بغض النظر عن أهميتها. هذه الفوبيا سببها مصرع والد زميلة لي في الجامعة، في حادث سقوط طائرة. مر على هذا الحادث سنوات لكنها لا تزال تلازمني، لذلك فإن متعة السفر بالنسبة لي لا تبدأ إلا بعد وصولي إلى وجهتي. حينها فقط أتنفس الصعداء وتبدأ المغامرة الحقيقية لأني أتحول إلى إنسان آخر غير ذلك الذي كان خائفاً ومتوجساً في الطائرة.
> رغم هذه الفوبيا، أحرص على السفر لأني أراه مهماً. في الماضي كنت أحب صخب المدن الكبيرة. كانت تستهويني بزحامها وحركتها مثل طوكيو ونيويورك ولوس أنجليس وسنغافورة. أما الآن فتجذبني الجزر والأماكن البعيدة والهادئة أكثر، خصوصاً تلك التي تكون على البحر لأنها تريح أعصابي بعد ضغوطات العمل.
> من أكثر الأماكن التي أحب التوجه إليها هي جزيرة سانت نيكولاس باليونان، وميامي ولينكاوي بماليزيا. وعموماً تشدني منطقة شرق آسيا إليها، لأني أجد فيها راحة نفسية، ربما بسبب الخضرة والبحر وثقافة الآسيويين القائمة على التأمل والهدوء. فحتى التسوق فيها يتم بهدوء وانسيابية تامة.
> الرحلة التي لن أنساها ما حييت هي رحلة شهر العسل مع زوجتي الفنانة مي عمر، وليس للأسباب التي قد تخطر على البال لأول وهلة. كانت إلى شرق آسيا، ولم أكن قد صارحتها بحالة الرعب التي تنتابني على متن الطائرة. فجأة وجدَتني أتشبث بالمقعد بقوة، ولا أرد عليها. طبعاً أصيبت بالذهول لأننا كنا «عرسان»، وكانت تتوقع أن تكون الرحلة رومانسية من الألف إلى الياء. لحسن حظي أنها تفهمت الحالة بعد أن شرحت لها الحقيقة.
> متعة السفر بالنسبة لي لا تكتمل من دون زوجتي، لأنها أيضاً صديقتي المقربة حتى من قبل أن نتزوج، ودائماً ما يجمعنا الضحك على المواقف الطريفة. ومع ذلك أتحايل بشتى السبل للهروب من مشاركتها بعض مغامراتها، مثل صعود المرتفعات، وركوب الألعاب الغريبة والخطرة في ديزني لاند والملاهي بالدول المختلفة، فأنا لست مغامراً مثلها. فأول مكان أتجه إليه بعض وصولي إلى أي دولة أزورها هو حديقة الحيوان. وحتى أتجنب الحرج، أتخذ حب ابنتي للحيوانات ذريعة لذلك. وبحكم أني زرت كثيراً منها، فإن أحبها إلى قلبي هي حديقة سنغافورة، لأنها مفتوحة في الهواء الطلق، وتحيط بها بحيرة كبيرة، كما أنها تمنح الفرصة لجولة ليلية في قسم آخر منها اكتشفت فيه كم هو ساحر منظرها في الليل.
> من المواقف الطريفة التي واجهتني في السفر، أني كنت في تركيا لعمل تصحيح ألوان وخرجت مع أصدقائي للسمر. كنت أعتمد عليهم إلى حد التواكل، وبالتالي لم أتأكد من اسم الفندق الذي كنا ننزل فيه ولا المنطقة الموجود بها، وأثناء وجودنا بأحد المقاهي بعد جولة سياحية سريعة، وعلى غفلة ترك أصدقائي المكان ناسين وجودي معهم تماماً غير متوقعين أني لم أنتبه لاسم الفندق. ما زاد الأمر سوءاً أن بطارية الشحن نفدت ولم أستطع فتح هاتفي الجوال للاتصال بهم أو بالشخص المكلف بمرافقتي ليقوم بالترجمة خلال عملية الإنتاج. اضطررت أن أنتظر في الشارع حتى الصباح لتفتح المقاهي أبوابها وأشحن الهاتف لكي أتصل بالمترجم. وبالفعل جاء ليوصلني إلى الفندق، وكانت المفارقة العبثية أنه كان يقع بالشارع الخلفي للمقهى، على بعد 5 دقائق.
> كان التسوق في الماضي يأخذ حيزاً كبيراً من وقتي في السفر، لهذا قررت أن أخصص له رحلات منفردة حتى لا أفوت على نفسي متعة الترفيه والاكتشاف. فقد أتوجه مثلاً إلى لندن فقط للتسوق، وأحياناً أخرى للاستمتاع والترفيه، لكن لا يحول ذلك دون شرائي أغراضاً قد تعجبني وأنا في طريقي.
> من الأماكن التي لم أزرها بعد وأتمنى زيارتها مدينتا كيوتو ونارا باليابان، بعد مشاهدتي صوراً لهما. فالطبيعة فيهما تبدو آسرة، خصوصاً المشاهد التي تخص نبات البامبو والغزلان. كنت أتمنى زيارة أستراليا ونيوزيلندا، لكن ذلك من المستحيلات، لبعد المسافات وما يعنيه ذلك من طيران طويل.
فوبيا الطائرة تنغص عليّ متعة السفر وأتذرع بابنتي لأزور حدائق الحيوانات
رحلة مع : المخرج المصري محمد سامي
فوبيا الطائرة تنغص عليّ متعة السفر وأتذرع بابنتي لأزور حدائق الحيوانات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة