مثول أول قيادي عسكري كردي أمام المحكمة بشبهة قتل صحافي

سنكاوي: حضرت لأؤكد حرصي على سيادة القانون

مثول أول قيادي عسكري كردي  أمام المحكمة بشبهة قتل صحافي
TT

مثول أول قيادي عسكري كردي أمام المحكمة بشبهة قتل صحافي

مثول أول قيادي عسكري كردي  أمام المحكمة بشبهة قتل صحافي

في سابقة بإقليم كردستان العراق، سلم القيادي محمود سنكاوي نفسه إلى السلطات الأمنية ليمثل أمام محكمة الجنايات للتحقيق معه بشأن اتهامات وجهت إليه بضلوعه في مقتل الصحافي الكردي كاوه كرمياني الذي أثار مقتله ردود فعل شعبية غاضبة، لم تهدأ رغم مرور شهر على الحادث.
وكانت محكمة كلار، البلدة التي قتل فيها كرمياني، قد تسلمت دعوى قضائية من عائلة القتيل تتهم سنكاوي، وهو عضو في المكتب السياسي لـ«الاتحاد الوطني» الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني وكان نائبا للقائد العام لقوات البيشمركة الكردية، بالضلوع في الجريمة عبر رسالة صوتية وجهها سنكاوي للصحافي القتيل قبل سنتين على خلفية اتهامه بقضايا فساد. وصدرت مذكرة استدعاء بحق القيادي الكردي في وقت سابق، نفذها، أمس، بالحضور أمام المحكمة التي أجرت معه التحقيقات الأولية على مدار ساعتين، لاتهامه وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي المتعلقة بالقتل العمد عن سابق إصرار وترصد، ثم أمرت بإيداعه تحت الإقامة الجبرية لحين استكمال أوراق القضية.
وتقدم محامي الدفاع عن القيادي الكردي بطلب إلى المحكمة لنقل مكان احتجازه من مقر مركز أمني إلى منزله على اعتباره شخصية عامة، لكن المحكمة رفضت هذا الطلب، مما دعا بالمحامي إلى تقديم طلب آخر بنقله إلى مقر قيادته العسكرية، حسب القانون العسكري، وتدرس المحكمة هذا الطلب حاليا. ورغم اعتقال أحد المتهمين الرئيسين في الحادث واعترافه الكامل بارتكاب الجريمة ومن دون تحريض من أحد، فإن عائلة القتيل أقامت الدعوى ضد سنكاوي وعضو قيادي آخر بحزب الاتحاد الوطني بتهمة الضلوع في الجريمة.
وفي تصريحات أدلى بها سنكاوي، أكد أن حضوره أمام المحكمة هو بحد ذاته دليل على براءته من التهمة المسندة إليه، وقال: «ناضلت طوال حياتي من أجل سيادة القانون في كردستان، وعندما تستدعيني المحكمة للمثول أمامها فإنني سأمتثل لقرارها بكل فخر، لأننا ناضلنا جميعا من أجل أن يسود القانون على الجميع، وحضوري اليوم أمام المحكمة هو تأكيد حرصي على سيادة القانون ودعما لاستقلالية القضاء».
في غضون ذلك، رحب مركز الميترو للدفاع عن حقوق الصحافيين في كردستان بخطوة سنكاوي، وعدها انتصارا لسيادة القانون ونصرا لـ«الاتحاد الوطني» ولشخص المطلوب أمام المحكمة. وقال رئيس المركز، رحمن غريب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «مثول سنكاوي أمام القضاء سينقل قضية مقتل الصحافي كاوه كرمياني إلى مرحلة متقدمة، خاصة أنه كانت هناك شكوك كثيرة تحوم حول المشتبه فيهم ومدى استعدادهم للمثول أمام المحكمة، ولذلك فإن خطوة سنكاوي مرحب بها وتدل فعلا على حرصه وحزبه على سيادة القانون على الجميع، خاصة أن هناك الكثير من المسؤولين الذين تستدعيهم المحاكم يعطون لأنفسهم حصانات مزيفة وغير قانونية على اعتبارهم أشخاصا قياديين غير خاضعين للمساءلة القانونية».



اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)
الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)
TT

اتهامات للحوثيين بعرقلة مساعدات الفقراء

الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)
الجماعة الحوثية متهمة باستقطاع أجزاء من مبالغ مخصصة للفقراء (فيسبوك)

أوقفت الجماعة الحوثية، خلال الأيام القليلة الماضية، صرف المساعدات النقدية المخصصة للحالات الأشد فقراً في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرتها، في ظل اتهامات لها باستقطاع مبالغ مالية من المساعدات التي تُخصصها المنظمات الأممية والدولية لمصلحة الفقراء في اليمن.

وذكرت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تعمدت وضع صعوبات وعراقيل عدة، لمنع صرف المساعدات النقدية للمستحقين في نحو 35 مركزاً خاصاً في 6 محافظات يمنية تحت سيطرتها، وهي صنعاء، وإب، والمحويت، وذمار، وريمة، وعمران، من خلال ما سمته «المرحلة الـ18 لمشروع الحوالات النقدية للمستفيدين من صندوق الرعاية الاجتماعية».

إشراف عناصر حوثية على عملية صرف مساعدات نقدية طارئة في محافظة إب (إعلام حوثي)

ويستهدف مشروع الحوالات النقدية المموَّل من البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسيف)، في هذه المرحلة، ما يزيد على مليون ونصف المليون أسرة، تضم نحو 10 ملايين شخص في صنعاء وبقية المحافظات، بينما يبلغ إجمالي المبلغ المخصص بوصفه معونات نقدية في هذه المرحلة أكثر من 63 مليون دولار.

واشتكى مستفيدون من تلك الحوالات في صنعاء ومدن أخرى لـ«الشرق الأوسط»، من عراقيل وصعوبات مستمرة تتعمد الجماعة وضعها، وتؤدي لإيقاف عملية صرف المساعدات النقدية ساعات وأحياناً أياماً، في مراكز عدة؛ الأمر الذي يزيد من معاناتهم ومتاعبهم نتيجة الوقوف ساعات طويلة أمام تلك المراكز.

وتتم عملية الصرف التي يُشرِف عليها عناصر يتبعون ما يسمى «المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية»، وهو هيئة مخابراتية شكَّلتها الجماعة للرقابة على أنشطة الإغاثة والمنظمات الدولية والمحلية، إضافة إلى موظفين في بنك الأمل وصندوق التنمية الاجتماعي، عبر أكثر من 2500 مركز صرف تنتشر في نحو 40 ألف قرية.

جانب من عملية صرف مساعدات نقدية للفقراء في إحدى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية (فيسبوك)

ويبرر هؤلاء المشرفون إيقاف عمليات الصرف في تلك المراكز وحرمان المستفيدين من الحصول على مستحقاتهم المالية الزهيدة، بزعم عدم انتظام المستفيدين في طوابير خاصة بعملية التسلُّم، وعدم تجهيز كشوفات أسماء بعض المستفيدين، إضافة إلى التحجج بوجود أعطال فنية في المراكز.

استقطاع متكرر

كشف مستفيدون آخرون من تلك الحوالات في قرى عدة في مديريات العدين وحبيش ومذيخرة في محافظة إب، ومديريات الجبين والجعفرية في محافظة ريمة، والرجم وحفاش في المحويت، وعتمة في ذمار، والعشة في عمران، ومناطق أخرى في صنعاء، عن وجود استقطاعات حوثية حالية من مستحقاتهم الزهيدة لدعم جبهات القتال.

ولفت المستفيدون إلى أن تلك الاستقطاعات يسبقها في كل مرة عمليات إيقاف متعمدة للصرف ساعات طويلة، دون إبداء الأسباب.

الجوع والفقر يدفعان يمنيين في صنعاء للتسول (الشرق الأوسط)

وبيَّن (أمين ع.)، وهو أحد المقربين من أحد المستفيدين من الضمان الاجتماعي في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن قريبه لم يتسلم هذه المرة سوى مبلغ يساوي 15 دولاراً أميركياً تقريباً (8 آلاف ريال يمني)، وتفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار يساوي (536 ريالاً) كمساعدة نقدية مخصصة له، وذلك بعد عناء وجهد من أحد مراكز الصرف في ضواحي مدينة العدين.

وأوضح أن قريبه سبق له أن تَسَلَّمَ في المرحلة السابقة مبلغ 22 دولاراً (12 ألف ريال)، أي أنه تم استقطاع ثلث مستحقاته هذه المرة.

واتُّهم أمين الجماعة باستهداف الفقراء بشكل متكرر، ونهب كل مدخرات وموارد برامج الحماية الاجتماعية (شبكات الضمان الاجتماعي)، ما أدى إلى تعميق الفقر وارتفاع نسبته، وفقدان اليمنيين في عموم مناطق سيطرتها للحماية.

تدمير شبكة الضمان

ليست المرة الأولى التي تعرقل فيها الجماعة الحوثية صرف المساعدات العينية أو النقدية لصالح الفقراء والنازحين؛ إذ سبق أن اشتكى مستفيدون في مدن تحت سيطرتها مرات عدة من عمليات نهب واستقطاع مستحقاتهم.

وكشفت مصادر حقوقية في يونيو (حزيران) من العام قبل الماضي عن استقطاع قيادات انقلابية تدير مكاتب الشؤون الاجتماعية في المحافظات التي تحت سيطرتها، مبالغ من مستحقات الفقراء المستفيدين من مشروع الضمان الاجتماعي، تراوحت في حينها بين 6 و12 دولاراً (3 آلاف و7 آلاف ريال) عن كل حالة.

أسر يمنية في صنعاء تلجأ للحصول على وجبات طعام من مخلفات القمامة (الشرق الأوسط)

كما اتهمت المصادر الجماعة حينها بعدم مراعاة معاناة آلاف الأسر المعوزة المستفيدة من تلك المبالغ، وقد باتت مُعظمها لا تملك أي مصادر دخل غير تلك المستحقات الزهيدة التي تُصْرف لها كل 3 أشهر بعد انقطاع دام أعواماً، بفعل سطو قادة الجماعة على أرصدة صندوق الضمان الاجتماعي.

وأظهرت تقارير محلية وأخرى دولية تعرُّض عدد من الصناديق الإيرادية بما فيها «صناديق التقاعد» في مناطق سيطرة الجماعة لعمليات سطو منظمة، من بينها صندوق الضمان الاجتماعي، وصندوق النشء والشباب، وصندوق مؤسسة التأمينات الاجتماعية.

وعمدت الجماعة عقب انقلابها، وفق التقارير، إلى نهب أموال صناديق التقاعد، وأوقفت في المقابل مشاريع البنية التحتية، كما أحجمت عن تسديد ديونها للبنوك ومؤسسات التمويل الأصغر، ما قاد هذه المكونات التي تقدم العون والمساعدة لشريحة كبيرة من اليمنيين، إلى التوقف عن العمل.