خطة إسرائيلية لتوطين ربع مليون يهودي في الجولان

نتنياهو يبحث مع بوتين هاتفياً التنسيق العسكري في سوريا

TT

خطة إسرائيلية لتوطين ربع مليون يهودي في الجولان

عشية الزيارة الانتخابية التي سيقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ويصطحب فيها النواب أعضاء كتلته البرلمانية، غدا، نشر وزير الإسكان المرشح على قائمة الليكود، الجنرال يوآف غالانت، خطة تقضي بتثبيت الاحتلال في الجولان السوري المحتل، 30 سنة قادمة، وتشجيع اليهود على الانتقال للسُّكنى هناك. وبموجب هذه الخطة سيتم بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية لاستيعاب 250 ألف يهودي بحلول العام 2048.
وبالإضافة إلى حسابات نتنياهو الانتخابية لنشر الخطة في هذا الوقت، يربط المراقبون بينه وبين المحادثة الهاتفية التي أجراها نتنياهو، ظهر أمس الاثنين، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من جهة ومع قيام الجيش الأميركي بنشر منظومة الدفاع الصاروخي «THAAD» (ثاد) في إطار تدريبات هي الأولى من نوعها في المنطقة من جهة أخرى. وتفيد مصادر سياسية في تل أبيب بأن نتنياهو يحاول إظهار الوجود الإسرائيلي الاحتلالي في الجولان أبدياً، بدعم أميركي سياسي (قرار اعتراف الرئيس دونالد ترمب بضم الجولان) وعسكرياً (بنصب الصواريخ).
وكانت نتنياهو قد بادر إلى الحديث مع بوتين «لمناقشة قضايا إقليمية»، حسبما أعلن بيان صادر عن الكرملين أن «الجانبين بحثا التنسيق العسكري بين الجيشين الإسرائيلي والروسي في سوريا، إضافة إلى الوضع في الشرق الأوسط والقضايا الرئيسية والتعاون الثنائي».
وأما نصب الصواريخ الأميركية، فقد أوضح الجيش الإسرائيلي، أن «قيادة أوروبا» في الجيش الأميركي (EUCOM) أنهت أول من أمس، الأحد، نشر منظومة الدفاع الصاروخي «THAAD» (ثاد) في إطار تدريبات هي الأولى من نوعها. وأكدت أن المنظومة نقلت إلى إسرائيل قبل نحو شهر، في حملة جوية واسعة، ومعها وصل أكثر من 250 شخصا من الطواقم وعناصر الدفاعات الجوية الأميركية بغرض تركيبها وتفعليها وتأهيلها حتى تصلح في إدارة معارك مشتركة مع المنظومات الدفاعية الجوية الإسرائيلية لمواجهة خطر خارجي. وكان هذا التحديد رسالة إلى إيران.
وأفادت مصادر سياسية في تل أبيب بأن خطة الاستيطان المكثف في الجولان، التي أعدت في وزارة الإسكان، تشمل بناء 30000 وحدة استيطانية في مدينة «كتسرين» الاستيطانية، وإنشاء مستوطنتين جديدتين في الجولان تضافان إلى 33 مستوطنة قائمة هناك حاليا، وكذلك توفير عشرات الآلاف من فرص العمل، إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية المتعلقة بالمواصلات والسياحة، وربط الجولان بشبكة المواصلات في البلاد.
وقالت المصادر إن الحديث يدور عن خطة حكومية مدرجة تهدف إلى تعزيز وتدعيم الجولان، مؤكدة أن الخطة أنجزت بالتعاون والتنسيق ما بين وزارة الإسكان والمجلس الإقليمي الاستيطاني «جولان»، ومجلس مستوطنة «كتسرين» وحركة «أور». بالإضافة إلى ذلك، تتضمن تفاصيل الخطة توفير 45 ألف وظيفة جديدة للمستوطنين في مرافق ستقام في الجولان وتطوير قطاعات العمل المتقدمة، وشبكات المواصلات وربطها بشبكات طرقات ومواصلات أخرى في شمال البلاد، بما في ذلك القطارات والمطارات. كما تهدف الخطة، إلى تنمية المشاريع السياحية، والعمل على إخلاء 80 ألف دونم من حقول الألغام وتجهيز مسطحات الأراضي لمشاريع التطوير والبناء السياحي والتجاري والإسكاني، من الآن وحتى العام 2048.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.