بهجة الربيع تتفتح بمعرض «حديقة خاصة» في القاهرة

عبر 30 لوحة للتشكيلية المصرية نازلي مدكور

الفنانة نازلي مدكور
الفنانة نازلي مدكور
TT

بهجة الربيع تتفتح بمعرض «حديقة خاصة» في القاهرة

الفنانة نازلي مدكور
الفنانة نازلي مدكور

بلغة بصرية أنيقة وناعمة تدعونا الفنانة التشكيلية المصرية نازلي مدكور، إلى استقبال الربيع بروح متجددة، وطاقة أمل، فعبر أعمالها التي يضمها معرضها المقام حالياً بغاليري بيكاسو بالزمالك، ويستمر حتى 10 أبريل (نيسان)، تواصل الغوص في عالم مستوحى من جمال الطبيعة وزهورها، فتنقل حالة التوهج والثراء في خطوطها وألوانها وتكويناتها من سطح اللوحات إلى أعماقنا، لتثير الشغف بتذوق المناظر الخلابة والانطلاق بين ربوع الحياة.
فكأنما تريد أن تأخذنا إلى «حديقة خاصة» - وهو العنوان الذي اختارته لمعرضها - لا تزخر بالزهور والنباتات فقط، لكن إلى جانب ذلك، تبرز الأحاسيس والرؤى الغنية والمحملة بصياغات جديدة تحفزنا على محاكاتها، لإنهاء حالة الثبات، ومواجهة أي شوائب من الحزن واليأس قد تكون عالقة في نفوسنا، فالتوغل في عالم نازلي مدكور هو بمثابة حالة من «الخلاص» من الأوجاع وترسبات الماضي، استعداداً للترحيب بموسم جديد في حياتنا هو موسم الربيع.
وعبر 30 لوحة يحتضنها المعرض تتضح ملامح الذاكرة البصرية للفنانة، التي غذتها روح الطبيعة وجمالها الآسر مما يُعد معادلاً بصرياً لجمال الحياة ذاتها، كما تريد أن تجعلنا نشعر بها، ولذلك تتسم تجربتها الجمالية بشفافية لونية، وتوهج إبداعي يحلق ما بين سماوات الحلم ولحظات الواقع.
ومن هنا نجد زهورها تقف على الخط بين التصريح والتلميح... فهي ليست الزهور بشكلها الواضح المتعارف عليه، فكأن زهورها المشرقة تحمل على أوراقها حلم الإنسان بغدٍ آخر أكثر جمالاً وإشراقاً مما هو عليه اليوم. ومن هنا فإن في أعمالها تجد الألوان الزاهية تنتصر على بعض البقع الداكنة الموجودة خلسة على سطح اللوحات، فمن الظلام نتسلل إلى النور، ومن مسحة التشاؤم ندلف إلى التفاؤل.
وفي السياق ذاته، إذا كنا قد اعتدنا في أعمال سابقة لها على ذوبان الحدود بين التشخيص والتجريد بانسيابية وسلاسة لتبدع لوحات تنتمي إلى الانطباعية الجديدة، فإنها في أعمالها الجديدة تلجأ إلى التجريد لنشعر بحالة ديناميكية قوية، وهي برغم احتفائها بالطبيعة وتجسيد هذا الجمال الخلاب لها، فإنها لا تستقطع منها مشاهد تقدمها بشكلها المألوف الذي اعتادت العين عليه، حيث يطل علينا الجمال الطبيعي في صور متجددة، تثير شغف المتلقي بالاطلاع على المزيد منه، بعد أن يكون قد أدرك أن ثمة متعة تشبع وجدانه تنتظره بين ثنايا لوحاتها، ومفاجآت لا تنتهي تقدمها له الفنانة.
وفي لوحاتها متنوعة المقاسات، التي اعتمدت فيها على استخدام الأكريلك على الورق أو على كانفاس يتضح إلى جانب ميلها إلى تجريد الزهور وتلخيص تفاصيلها، أنها تستعين بتكنيك جديد، يظهر في اهتمامها بتعدد الطبقات اللونية في لوحاتها، ومزيج الألوان غير التقليدي، وتكون النتيجة في صورة أعمال متميّزة على المستويين التقني والفكري.
تقول مدكور لـ«الشرق الأوسط»: «أبدأ دون أن أعرف إلى أين سأصل، وإلى أين ستأخذني أحاسيسي وأفكاري وحالتي الوجدانية في تلك اللحظة، ولأن ذلك كله يتغير من لحظة إلى أخرى لدى كل البشر لا سيما الفنان، فإن لوحاتي تأتي متغيرة، ونهاياتها مختلفة، دون تكرار حتى في ظل وجود شغف لدي بموضوع واحد منذ سنوات، وهو الطبيعة والزهور».
وتتابع: «انفعالات داخلية تحركني، وتنتقل إلى سطح اللوحات بتلقائية دون وسيط بينها، وهي تجسيد لرؤيتي الخاصة للطبيعة، ولنظرتي الفلسفية للحياة». وإذا أردنا أن تلخص مثلها فلسفتها الحياتية فربما يكون أفضل توصيف لها هو «فلسفة الجمال».



«جوي أووردز» تحتفي بالفائزين بجوائزها في الرياض

الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
TT

«جوي أووردز» تحتفي بالفائزين بجوائزها في الرياض

الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)

بحضورٍ لافت من الشخصيات البارزة والمرموقة في عالم الفن والموسيقى والرياضة وصناعة الترفيه، أقيم مساء السبت، حفل تتويج الفائزين بالنسخة الخامسة لجوائز «جوي أووردز» (Joy Awards) لعام 2025 في العاصمة السعودية الرياض.

وبعد مشاركة واسعة وإقبال غير مسبوق من الجمهور في مرحلة التصويت، توافد نجوم عرب وعالميون إلى مقر الحفل الذي احتضنته منطقة «anb Arena»، ضمن فعاليات «موسم الرياض»، حيث انضموا بعد المرور على السجادة الخزامية إلى ‏ليلة استثنائية، في أكبر وأهم حفل للجوائز الفنية العربية بالمعايير العالمية.

ومنذ الساعات الأولى من الحدث، وصل نخبة من فناني ونجوم العالم، تقدّمهم الممثل والمنتج العالمي أنتوني هوبكنز، وصانع الأفلام الأميركي مايك فلاناغان، والممثل التركي باريش أردوتش، وأسطورة كرة القدم الفرنسي تييري هنري، وغيرهم.

توافد نجوم الفن إلى مقر حفل «جوي أووردز» في الرياض (هيئة الترفيه)

وواكب وصول النجوم عزف حي وعروض فنية في الرواق، بينما امتلأت باحة الاستقبال بالجماهير التي حيّتهم، وأبدى الضيوف سرورهم بالمشاركة في الحدث الاستثنائي الذي يحتفي بالفن والفنانين.

وأكد فنانون عرب وعالميون، لحظة وصولهم، أن الرياض أصبحت وجهة مهمة للفن، ويجتمع فيها عدد كبير من النجوم، لتكريم الرواد والمميزين في أداءاتهم وإنتاجهم، وتشجيع المواهب الواعدة التي ينتظرها مستقبل واعد في السعودية.

وانطلقت الأمسية الاستثنائية بعرضٍ مميز لعمالقة الفن مع المغنية والممثلة الأميركية كريستينا أغيليرا، وقدَّم تامر حسني ونيللي كريم عرضاً غنائياً مسرحياً، تبعه آخرَان، الأول للموسيقي العالمي هانز زيمر، وجمع الثاني وائل كفوري مع الكندي مايكل بوبليه، ثم عرض للأميركي جوناثان موفيت العازف السابق في فرقة مايكل جاكسون، قبل أن تُختَتم بـ«ميدلي» للمطرب التركي تاركان.

المغنية كريستينا أغيليرا خلال عرضها في حفل «جوي أووردز» (هيئة الترفيه)

وشهد الحفل تكريم الراحل الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن الذي ترك بصمته الكبيرة في عالم الفن بـ«جائزة صُنَّاع الترفيه الماسيَّة»، تسلّمها نجله الأمير خالد، قبل أن يُقدِّم المغني الأوبرالي الإيطالي الشهير أندريا بوتشيلي مقطوعة موسيقية كلاسيكية إهداء للراحل، و«ديو» جمعه مع فنان العرب محمد عبده.

وتُوِّج رائد السينما السعودية المُخرِج عبد الله المحيسن، والفنان عبد الله الرويشد، والموسيقار بوتشيلي، والممثل مورغان فريمان، والموسيقي هانز زيمر، والمخرج الكوري جي كي يون، والفنان ياسر العظمة، والمُخرِج محمد عبد العزيز بـ«جائزة الإنجاز مدى الحياة»، والممثل الأميركي ماثيو ماكونهي بـ«جائزة شخصية العام»، والمخرج العالمي جاي ريتشي، والممثل الهندي هريثيك روشان، والمصمم اللبناني زهير مراد بـ«الجائزة الفخرية».

الفنان ياسر العظمة يلقي كلمة بعد تكريمه بـ«جائزة الإنجاز مدى الحياة» (هيئة الترفيه)

كما تُوِّج بـ«جائزة صُنّاع الترفيه الفخرية» الممثلة مريم الصالح، والممثلين إبراهيم الصلال، وسعد خضر، وعبد الرحمن الخطيب، وعبد الرحمن العقل، وعلي إبراهيم، وغانم السليطي، ومحمد الطويان. وقدّمها لهم سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي.

وفاز في فئة «المسلسلات»، سامر إسماعيل بجائزة «الممثل المفضَّل» عن دوره في «العميل»، وهدى حسين بـ«الممثلة المفضّلة» عن «زوجة واحدة لا تكفي»، والعنود عبد الحكيم بـ«الوجه الجديد المفضّل» عن «بيت العنكبوت»، و«شباب البومب 12» بـ«المسلسل الخليجي المفضَّل»، و«نعمة الأفوكاتو» بـ«المسلسل المصري المفضَّل»، و«مدرسة الروابي للبنات 2» بـ«المسلسل المشرقي المفضَّل».

أما في فئة «الإخراج»، ففازت رشا شربتجي بجائزة «مخرج المسلسلات المفضَّل» عن عملها «ولاد بديعة»، وطارق العريان بـ«مخرج الأفلام المفضَّل» عن «ولاد رزق 3: القاضية».

حفل استثنائي لتتويج الفائزين بجوائز «جوي أووردز» في الرياض (هيئة الترفيه)

وضمن فئة «السينما»، فاز هشام ماجد بجائزة «الممثل المفضَّل» عن دوره في «إكس مراتي»، وهنا الزاهد بـ«الممثلة المفضَّلة» عن «فاصل من اللحظات اللذيذة»، و«ولاد رزق 3: القاضية» بـ«الفيلم المفضَّل».

وفاز في فئة «الرياضة»، اللاعب سالم الدوسري كابتن فريق الهلال السعودي بجائزة «الرياضي المفضَّل»، ولاعبة الفنون القتالية السعودية هتان السيف بـ«الرياضيِّة المفضَّلة».

أما فئة «المؤثرين»، ففاز أحمد القحطاني «شونق بونق» بجائزة «المؤثر المفضَّل»، ونارين عمارة «نارين بيوتي» بـ«المؤثرة المفضَّلة».

وضمن فئة «الموسيقى»، تقاسَمت «هو أنت مين» لأنغام، و«هيجيلي موجوع» لتامر عاشور جائزة «الأغنية الأكثر رواجاً»، وذهبت «الأغنية المفضَّلة» إلى «الجو» لماجد المهندس، وفاز عايض بـ«الفنان المفضَّل»، وأصالة نصري بـ«الفنانة المفضَّلة»، وراكان آل ساعد بـ«الوجه الجديد المفضَّل».

الرياض وجهة مهمة للفن والرياضة تجمع كبار نجوم العالم (هيئة الترفيه)

وكتب المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «بدعم مولاي الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو سيدي ولي العهد عراب الرؤية وقائدنا الملهم (الأمير محمد بن سلمان) اليوم نشهد النجاح الكبير لحفل توزيع جوائز جوي أووردز 2025».

وتعدّ «جوي أووردز»، التي تمنحها هيئة الترفيه السعودية، واحدةً من أرقى الجوائز العربية، وتُمثِّل اعترافاً جماهيرياً بالتميُّز في الإنجازات الفنية والرياضية ومجالات التأثير. ويُقدِّم حفلها أحد المشاهير الذي يمثل قيمة جماهيرية لدى متابعيه من جميع أنحاء العالم.

وشهدت جوائز صُنّاع الترفيه في نسختها الخامسة، منافسة قوية في مختلف فئاتها التي تشمل «السينما، والمسلسلات، والموسيقى، والرياضة، والمؤثرين، والإخراج»، مع التركيز على أهم الأعمال والشخصيات المتألقة خلال العام.

وتُمنح لمستحقيها بناء على رأي الجمهور، الأمر الذي صنع منها أهمية كبيرة لدى مختلف الفئات المجتمعية التي يمكنها التصويت لفنانها أو لاعبها المفضل دون أي معايير أخرى من جهات تحكيمية.