جمالي تخوض انتخابات طرابلس في غياب حماسة الناخبين

جهود من داعميها لرفع نسبة المشاركة

المرشحة ديما جمالي
المرشحة ديما جمالي
TT
20

جمالي تخوض انتخابات طرابلس في غياب حماسة الناخبين

المرشحة ديما جمالي
المرشحة ديما جمالي

القرار الذي اتخذته «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» في لبنان - (الأحباش)، بعزوفها عن خوض الانتخابات الفرعية في طرابلس لملء المقعد السنّي الخامس، أفقد المنافسة نكهتها السياسية وحصرها بثمانية مرشحين، معظمهم يخوضون الانتخابات للمرة الأولى رغبة منهم في الانضمام إلى نادي المرشحين في ظل عدم قدرتهم على حصد الأصوات لانتزاع المقعد النيابي الذي ينتظر أن تستعيده مرشحة تيار «المستقبل» ديما جمالي، بعد أن أبطل المجلس الدستوري نيابتها بقبوله الطعن المقدّم من منافسها طه ناجي المرشح عن «الأحباش» في الانتخابات التي جرت في مايو (أيار) الماضي على لائحة «الكرامة الوطنية» برئاسة النائب فيصل عمر كرامي.
وتقدّم 8 مرشحين للمنافسة على المقعد الشاغر، هم ديما جمالي، والنائب السابق محمد مصباح الأحدب، وسامر كبارة (ابن شقيق النائب محمد كبارة)، وعمر خالد السيد، ويحيى مولود، وطلال كبارة، وخالد عمشة، ومحمود الصمدي. وأبقت الوزارة الباب مفتوحاً أمام من يود الانسحاب في مهلة أقصاها منتصف ليل الأربعاء المقبل.
ويعني قرار طه ناجي عدم الترشّح بدعم من حلفائه وأبرزهم النائب كرامي والدعوة إلى المقاطعة، أن «قوى 8 آذار» أخرجت نفسها من المنافسة، وبالتالي فإن حظوظ منافسة جمالي محدودة جداً، لأنها تحظى بتأييد قوى سياسية تضم إضافة إلى «المستقبل» الرئيس نجيب ميقاتي والنائب كبارة والوزيرين السابقين محمد الصفدي وأشرف ريفي، مع احتمال أن تنضم إليها لاحقاً «الجماعة الإسلامية» التي تميل إلى تأييدها وهذا ما ستعلنه بعد غد الاثنين.
وكانت «جمعية المشاريع» اتخذت قرار الخروج من المبارزة الانتخابية بالتنسيق مع حليفها النائب كرامي بذريعة ما صدر عنهما في مؤتمرهما الصحافي: «إن المانع ليس خوفاً من كثرتهم ومن تجمّعهم (في إشارة إلى القوى الداعمة لجمالي)، إنما وقفة حر فاز ونجح بالحساب وأسقطه أصحاب النفوذ ومن وقّع على هذا القرار الظالم الذي أقصى ناجي عن مقعده النيابي».
في الإجابة عن السؤال تقول مصادر سياسية محسوبة على القوى الطرابلسية الداعمة لترشّح جمالي، إن النائب كرامي و«الأحباش» ممثلة بمرشحها السابق ناجي تذرّعا بأن قبول الطعن في نيابة جمالي شابته شوائب سياسية حالت دون إعلان فوز منافسها، أي ناجي. واستبدلت به الدعوة إلى إجراء انتخابات فرعية لملء المقعد السنّي الخامس الذي شغر بقبول الطعن للالتفاف سابقاً على النتيجة المرتقبة في حال إجراء الانتخابات.
وتؤكد المصادر نفسها لـ«الشرق الأوسط» أن الأسباب الرئيسية الكامنة وراء عزوف «الأحباش» عن خوضها الانتخابات تتعلق بالمعطيات التي تتوزع بين الميداني والسياسي، وتقول إن عزوف ريفي عن الترشّح لمصلحة دعمه جمالي أفقدها رونق المنافسة ودفعها إلى العزوف في ضوء مراجعتها لحساباتها.
وتلفت إلى أنه لا قدرة لـ«الأحباش» على الدخول في منافسة محسوبة على أساس إجراء الانتخابات استناداً إلى النظام الأكثري لا النسبي. وبالتالي فإن عزوف ريفي أدى حتماً إلى عدم توزّع الأصوات بينه وبين جمالي.
وبكلام آخر تقول المصادر إن «الأحباش» قررت الخروج من المنافسة بملء إرادتها ولن تمنح منافسيها شرف استرداد المقعد النيابي بتسجيلها انتصاراً لن يكون حتماً لمصلحتها. وتعتقد أن «جمعية المشاريع» تترقب منذ الآن حجم المشاركة في الانتخابات التي ستكون نسبتها أقل بكثير من النسبة التي شاركت في الانتخابات العامة، لتبادر لاحقاً إلى توظيفها لتقول إن تدنّي المشاركة جاء استجابة لدعوة كرامي وناجي وحلفائهما لمقاطعتها. مع أنه لا أحد يبالغ أو يتباهى بنسبة المشاركة في الانتخابات الفرعية.
ويفترض، كما تقول المصادر، أن دعوتهم لمقاطعة الانتخابات يمكن أن تشكّل حافزاً لدى القوى الداعمة لجمالي لتحريك ماكيناتهم الانتخابية لعلها ترفع من منسوب المشاركة وتؤدي إلى تجاوب الناخبين الطرابلسيين مع دعواتهم للإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع.
وعليه، فإن اللامبالاة في الشارع الطرابلسي بالانتخابات الفرعية ما زالت هي السائدة لغياب الحماسة بسبب عزوف «قوى 8 آذار» عن خوضها وإحساس السواد الأعظم من الناخبين بأنه لا مبرر للإقبال على صناديق الاقتراع، ما دامت النتيجة باتت محسومة سلفاً لمصلحة جمالي.
ويبقى السؤال، هل يتمكن من يدعم جمالي من إحداث تغيير في نبض الشارع الطرابلسي لمصلحة الاقتراع لها، خصوصاً أنه بعزوف «الأحباش» عن خوض المعركة أفقده سلاحاً سياسياً يمكنه استخدامه لرفع نسبة المشاركة؟ وكيف سيكون الوضع في حال قرر رئيس الحكومة سعد الحريري الانتقال إلى طرابلس لينضم إلى الجهود الداعمة لجمالي؟



حملات حوثية في صنعاء لملاحقة منتقدي الفساد

حملة حوثية سابقة استهدفت سكاناً في إحدى المناطق اليمنية (إكس)
حملة حوثية سابقة استهدفت سكاناً في إحدى المناطق اليمنية (إكس)
TT
20

حملات حوثية في صنعاء لملاحقة منتقدي الفساد

حملة حوثية سابقة استهدفت سكاناً في إحدى المناطق اليمنية (إكس)
حملة حوثية سابقة استهدفت سكاناً في إحدى المناطق اليمنية (إكس)

شنّت الجماعة الحوثية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء حملة اختطافات استهدفت منتقدي الفساد على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تستثنِ الاعتقالات العناصر المحسوبين عليها، وفق ما ذكرته مصادر يمنية مطلعة.

وذكرت مصادر حقوقية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن عناصر حوثية تتبع لما يُسمّى جهازَي «الأمن الوقائي» و«الأمن والمخابرات» خطفت عدداً من الناشطين الإعلاميين والمغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، من أحياء متفرقة تتبع مديريات معين والوحدة والسبعين والثورة.

وأكدت المصادر أنه جرى خطف النشطاء من المنازل ومقار أعمالهم ومن المطاعم والمقاهي والأسواق. وكشفت عن حالة استنفار غير معلنة في صنعاء وضواحيها، يرافقها تشديد على تكثيف عمليات تتبع النشطاء والمغردين المناوئين.

وتمثّلت آخر الاختطافات بمداهمة منزل ناشط يمني على منصة «واتساب»، يُدعى عمار أمين الزهيري يقع في مديرية معين وسط المدينة.

مسلحون حوثيون في أحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون في أحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)

وأوضح شهود أن دوريتَيْن حوثيتَيْن على متنهما مسلحون داهموا منزل الزهيري المنحدر من محافظة إب، رفقة مُجندات «زينبيات» لتفتيش المنزل، ثم قاموا باختطافه والتوجه به صوب جهة غير معلومة.

وتتهم الجماعة الناشط الزهيري وآخرين بكنّ العداء لها والسعي إلى تأجيج الشارع ضدها، عبر كشفه عن ملفات فساد لبعض المسؤولين في الجماعة الذين يعملون بنطاق مديرية معين كبرى مديريات صنعاء.

وبينما تعاني المدينة مثل غيرها من المدن تحت سيطرة الحوثيين من تدهور وفلتان أمني غير مسبوق، يرافقه تصاعد كبير بمعدل الجريمة بمختلف أشكالها؛ تتهم مصادر حقوقية الجماعة باستحداث عشرات المعتقلات بمناطق متفرقة في المدينة وضواحيها، بغية التمكّن من استيعاب أعداد أخرى من المختطفين الجدد.

لا استثناءات

وبينما لم تستثنِ الحملة الحوثية حتى المقربين من الجماعة، أفادت المصادر بأن عناصر تابعة لما يُعرف بجهاز «استخبارات الشرطة» الذي يقوده علي حسين الحوثي (نجل مؤسس الجماعة) نفّذت هي الأخرى حملة اختطافات مماثلة في مناطق متفرقة بصنعاء، من بينهم موالون للجماعة.

وذكرت المصادر أن من بين المخطوفين الناشط الموالي للجماعة إسماعيل الجرموزي، وذلك على خلفية اتهامه، عبر سلسلة تغريدات على حساباته في منصات التواصل، قيادات في الجماعة، بينهم خالد المداني المشرف العام على العاصمة المختطفة، والقيادي أبو مطهر الوشلي المنتحل صفة مدير مديرية السبعين، بالقيام بأعمال فساد وعبث بالمال العام وارتكابهم جرائم متعددة بحق اليمنيين.

مسلح حوثي في صنعاء يراقب تجمعاً لأنصار الجماعة (إ.ب.أ)
مسلح حوثي في صنعاء يراقب تجمعاً لأنصار الجماعة (إ.ب.أ)

وأكدت المصادر أن الجرموزي توقف منذ أيام وبصورة مفاجئة عن النشر في حساباته؛ حيث إن جُل تغريداته تتركز عادةً على مهاجمة قادة الجماعة الحوثية ومشرفيها واتهامهم بالفساد.

وحسب المصادر فإن المعلومات الواردة من داخل أروقة الجماعة الحوثية في صنعاء تُفيد بإصدار أجهزتها القمعية أوامر قهرية باعتقال الناشط الجرموزي.

وجاءت هذه الاختطافات في سياق حملة ممنهجة لقمع أي صوت منتقد لفساد وممارسات قيادات الجماعة على وسائل التواصل الاجتماعي، لتُضاف إلى الحملات السابقة التي استهدفت موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية الإغاثية.