العراق: مذبحة المسجد تهدد بتأجيج الصراع الطائفي

قتل وجرح ما لا يقل عن 100 شخص من المصلين في مسجد مصعب بن عمير، شمال مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، وذلك إثر هجوم شنه مسلحون على المصلين أثناء أدائهم صلاة الجمعة.
وطبقا للمصادر الأمنية فإن الهجوم وقع بعد انفجار قنبلة على تجمع لقوات الحشد الشعبي من المتطوعين الشيعة في المنطقة، مما أدى إلى مقتل اثنين وجرح أربعة من المتطوعين. وأضاف المصدر الأمني أن «مجموعة مسلحة اقتحمت جامع مصعب بن عمير في منطقة بني ياس التابعة لقضاء حمرين شمال شرقي بعقوبة، وبدأت بالرمي العشوائي على المصلين، تبعه إطلاق نار عشوائي على دور الساكنين في المنطقة، مما أسفر عن مقتل 40 شخصا وإصابة 30 آخرين بجروح متفاوتة بينهم أطفال ونساء».
وأشار المصدر إلى أن «الهجوم جرى بعد تفجير عبوة ناسفة استهدفت تجمعا لقوات الحشد الشعبي في المنطقة نفسها، مما أسفر عن مقتل أربعة من عناصر الحشد الشعبي وإصابة ثلاثة آخرين».
من جهته أكد الشيخ سعيد العزاوي أحد شيوخ محافظة ديالى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حصل محاولة من الدواعش والميليشيات التي لا تقل سوءا عنه لخلق فتنة طائفية في المحافظة التي تعاني أصلا من أوضاع غير مستقرة، بسبب تراجع الدور الحكومي لصالح تنظيم (داعش) من جهة والميليشيات من جهة أخرى»، مؤكدا أن «العبوة التي استهدفت متطوعي الحشد الشعبي من الشيعة إنما كانت بتدبير من (داعش)، وعلى سبيل الانتقام فقد قام مسلحون ينتمون إلى الميليشيات النافذة في المنطقة بهجوم على الجامع، وبدأت بالرمي العشوائي الأمر الذي أدى إلى مقتل نحو 67 مصليا، وجرح آخرين، والمفارقة أن أعداد القتلى أكثر من عدد الجرحى، لأن الرمي كان بهدف القتل والانتقام».
وأشار إلى أن «الميليشيات تجبر الناس على الذهاب إلى (داعش)، مثلما حصل في الموصل وتكريت، رغم أن (داعش) لا تقل سوءا، والسبب في ذلك غياب المؤسسة الأمنية الحقيقية القادرة على فرض سلطة القانون على الجميع».
إلى ذلك، وفي وقت يستمر فيه الحصار على ناحية آمرلي التابعة لمحافظة صلاح الدين، التي تضم أكثرية من التركمان الشيعة، فإن أهالي مجزرة سبايكر في تكريت لا يزالون يواصلون مظاهراتهم في كثير من المحافظات الوسطى والجنوبية من العراق؛ فبعد المظاهرات التي شهدتها محافظتا العمارة وذي قار خلال الأيام الماضية، تظاهر العشرات من ذوي ضحايا قاعدة سبايكر في النجف لمطالبة الحكومة بفتح تحقيق في القضية، ومعرفة مصير أبنائهم.
وطالب المتظاهرون الحكومة العراقية بمعرفة مصير أبنائهم الذين قتل ما لا يقل عن 1700 منهم من قبل تنظيم (داعش)، في اليوم الأول من دخوله مدينة تكريت.
ويرى أهالي الضحايا أن هناك تواطؤا من قبل بعض قيادات الجيش ضدهم. من جهته، طالب مجلس عشائر الفرات الأوسط فرع النجف «عشائر العراق، وخصوصا عشائر محافظة صلاح الدين، بالتعاون معهم في معرفة مصير الجنود في قاعدة سبايكر». وقال ممثل مجلس العشائر في النجف عارف الخزعلي في تصريح إن «على العشائر العراقية أن تقف معنا وقفة مشرفة، لأن أكثر من ثلاثة آلاف شاب مفقودون لدينا، ولا بد من مساعدتنا في معرفة مصيرهم في حال عجز الجانب الحكومي من ذلك». وكانت قاعدة سبايكر العسكرية الجوية في محافظة صلاح الدين قد شهدت في الـ12 من يونيو (حزيران) 2014 سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي عليها، بعد اجتياحهم المحافظة، وأسرهم معظم الجنود الموجودين فيها، واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
من جهة ثانية، قالت مصادر أمنية إن قوات الحكومة العراقية ومقاتلي البيشمركة الأكراد حاولوا، أمس، استعادة بلدتين في شمال العراق من أيدي مقاتلي تنظيم «داعش». وأضافت المصادر أن القوات الكردية تدعمها الطائرات الحربية الأميركية سيطرت على منطقة قرب المدخل الشرقي لمدينة جلولاء، على بعد 115 كيلومترا شمال شرقي بغداد، التي دارت فيها اشتباكات على مدى أسابيع.
وذكرت المصادر أن القوات الحكومية تدعمها الطائرات العراقية تتقدم صوب بلدة السعدية القريبة. وتقع البلدتان بالقرب من حدود إيران وإقليم كردستان العراق شبه المستقل.
في غضون ذلك، قتل سبعة من قوات البيشمركة الكردية بانفجار عبوة ناسفة قرب سد الموصل، مساء أول من أمس، بحسب مسؤول عسكري كردي.
وأوضح المصدر أنه «انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور إحدى دوريات قوات البيشمركة قرب سد الموصل، مما أسفر عن مقتل سبعة من أفرادها».