الشهادات الجامعية في الشمال السوري... حبر على ورق

طلاب يخضعون لامتحان في إحدى جامعات الشمال السوري («الشرق الأوسط»)
طلاب يخضعون لامتحان في إحدى جامعات الشمال السوري («الشرق الأوسط»)
TT

الشهادات الجامعية في الشمال السوري... حبر على ورق

طلاب يخضعون لامتحان في إحدى جامعات الشمال السوري («الشرق الأوسط»)
طلاب يخضعون لامتحان في إحدى جامعات الشمال السوري («الشرق الأوسط»)

يواجه طلاب الجامعات في الشمال السوري التي تسيطر عليها المعارضة تحديات وعوائق كبيرة تعيق مسيرتهم الأكاديمية وتجبر كثراً منهم على ترك الدراسة والتوجه إلى سوق العمل. ولعل أبرز هذه التحديات هو مصير الشهادة الجامعية غير المعترف بها، إضافة الى فقدان الأمن، والخوف من المجهول، وعدم قدرة الطلاب على توفير الأقساط المطلوبة لإكمال دراستهم بسبب سوء أوضاعهم المادية.
يقول عبد المنعم المصطفى – 22 عاماً -، وهو طالب جامعي في كلية الاقتصاد والإدارة في مدينة أعزاز، لـ "الشرق الأوسط": "أدرس الآن في إحدى الجامعات الخاصة بعدما انقطعت عن دراستي ما يقارب السنتين بسبب ظروف الحرب القاسية والتهجير واللجوء التي مرت علينا وعلى أغلب السوريين وما زلنا نعيشها حتى الآن". وأضاف: "من الصعوبات أن هناك الكثير من زملائي يقطعون مسافات طويلة حتى يصلوا الى الجامعة التي تبعد عن بيوتهم عشرات الكيلومترات، وهذا يتطلب مصاريف ليست بقليلة".
ويضيف عبد المنعم أن "غالبية الجامعات التي ندرس فيها غير معترف بشهاداتها. وهذا هاجس يقلق الطلاب ويرافقهم من بداية الدراسة، حتى صار سؤالهم اليومي: ماذا بعد التخرج؟ وهل هناك من يعترف بهذه الشهادة أم أنها عبارة عن ورقة لا تسمن ولا تغني من جوع؟ بالتالي يكون الطالب قد أضاع في المتوسط أربع سنوات من عمره ودفع مبالغ تثقل كاهله من غير أن يفلح لاحقاً في الحصول على فرصة عمل مناسبة".
وأقرّ مدير المكتب الإعلامي في إحدى الجامعات الخاصة في الشمال السوري بدر حسين في حديثه إلى "الشرق الأوسط"، بأن معظم الجامعات "تعاني من تراجع الاقبال على التسجيل فيها بسبب ضعف الإمكانات المادية وانخفاض مستوى الدخل، إذ يلتزم عدد كبير من الشباب إعالة أسرهم مما قد يمنعهم من مواصلة الدراسة، أو حتى يصرفهم عنها من الأساس".
ويضيف حسين أن من الصعوبات التي تواجه التعليم العالي "نقص التمويل وغياب أي دعم مادي من منظمات وجمعيات محلية أو خارجية. كما أن معظم هذه الجامعات لا توجد فيها كوادر كافية وتجهيزات مناسبة، خصوصاً للاختصاصات العلمية. وبالطبع هناك مشكلة عدم الاعتراف بالشهادة الجامعية إذ لم تحظَ أي جامعة في الشمال السوري بالاعتراف حتى الآن، وبالتالي من المشاكل التي سيواجهها المتخرجون عدم القدرة على الخروج من مناطقهم والاستفادة من شهاداتهم سواء لدخول سوق العمل أو لإكمال الدراسات العليا".
وقالت مصادر معنية إن "جامعات في مناطق المعارضة تتواصل مع جامعات أجنبية، تركية وغيرها، لتحقيق حد أدنى من الاعتراف عبر توقيع مذكرات تفاهم، او من خلال التوأمة بين الجامعات وصولا إلى تعديل الشهادات في الخارج".

*من «مبادرة المراسل العربي»



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.