الحسن: تطوير السجون وتحسين معاملة السجناء حاجة ملحة

السفيرة الأميركية أكدت دعم قوى الأمن بمبلغ 200 مليون دولار

الوزيرة ريا الحسن تعلن اطلاق برنامج تطوير السجون (الوكالة الوطنية للاعلام)
الوزيرة ريا الحسن تعلن اطلاق برنامج تطوير السجون (الوكالة الوطنية للاعلام)
TT

الحسن: تطوير السجون وتحسين معاملة السجناء حاجة ملحة

الوزيرة ريا الحسن تعلن اطلاق برنامج تطوير السجون (الوكالة الوطنية للاعلام)
الوزيرة ريا الحسن تعلن اطلاق برنامج تطوير السجون (الوكالة الوطنية للاعلام)

أكدت وزيرة الداخلية ريا الحسن أن الحاجة إلى تطوير السجون ومعاملة السجناء باتت ملحة، وشددت على «أننا ماضون في كل ما يثبت هيبة الدولة».
وجاء تصريح الحسن خلال حفل إطلاق برنامج «المساعدة على تطوير الإجراءات المعتمدة في السجون اللبنانية» الممول من المكتب الدولي لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون في السفارة الأميركية في بيروت (INL).
وقالت الحسن إن تطوير السجون يأتي أولا من منطلق احترام حقوق الإنسان، وثانياً لما ينطوي عليه من قضايا حساسة على كل المستويات. وإذ أشارت إلى ذكر قضية العفو العام في نص البيان الوزاري الأخير، وأنه شكّل نقطة التقاء جامعة بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، لفتت إلى أن هذه القضية «تواجه ظروفاً كثيرة، لا بد لنا جميعاً من تكثيف الجهود في سبيل إيصالها إلى خواتيمها المرجوة، خصوصاً من الناحية التشريعية في مجلس النواب». وأشارت إلى أن الدولة تتابع قضية السجون بكل جدية، وهي عازمة على استكمال العمل الذي بدأ لتطويرها، وبذل مزيد من الجهود في هذا المجال.
وأكدت الحسن دور المدير العامّ في السهر على تطبيق القوانين، بالتنسيق مع الأجهزة العسكرية والأمنية «من خلال تنفيذ خطط استباقية استطاعت أن تلاحق الإرهابيين والمجرمين، والشبكات الخارجة على القانون، وتقطع أوصال الجرائم، وتوقف مخططيها قبل التنفيذ، ما خلق جواً ترتاح إليه كل الأطراف، خصوصاً المواطنين». وقالت: «هذا الأداء لم يكن لينجح لولا السعي الدائم إلى تطوير قوى الأمن الداخلي، إنْ بواسطة التدريب، أو من خلال مواكبة أحدث البرامج والتجهيزات، أو عبر التزام مبدأ الثواب والعقاب، ومكافحة الفساد داخل المؤسسة».
بدورها، قالت السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد إن «هذا المشروع سيساعدكم على إرساء الأساس الضروري لتحسين الظروف الأمنية والكفاءة المهنية في نظام السجون اللبناني»، مشددة على أنه «من خلال هذا الجهد البالغ قيمته 2.5 مليون دولار، ستعمل الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع قوى الأمن الداخلي لتطوير وتنفيذ نظام تصنيف السجناء الذي من شأنه تحسين السلامة والأمن للسجناء والعناصر العاملة في الإصلاحيات. وسنطوّر نظم الإجراءات الأساسية، التي تتضمن أفضل الممارسات المعترف بها دولياً. إننا سنستمر في تطوير التدريب لضمان إضفاء الطابع المؤسساتي على هذه الممارسات الجديدة في مديرية السجون وأكاديمية التدريب في قوى الأمن الداخلي».
وأضافت: «هذا المشروع مثال آخر على شراكتنا القوية مع لبنان والتزامنا بدعم مؤسساته. على مدى أكثر من عشر سنوات من العمل معاً، قدمنا التدريب لآلاف من ضباطكم والمعدات والدعم بقيمة 200 مليون دولار إلى قوى الأمن الداخلي، وهم من أقرب شركائنا في المنطقة. في حين أن هذا الرقم ليس سوى جزء صغير من 5.4 مليار دولار استثمرناها في لبنان في الفترة نفسها، ولكن النتائج هائلة عند قوى الأمن الداخلي».
وأكدت أن «قوى الأمن الداخلي، اليوم، أفضل وأكثر احترافاً وأكثر مهارة مما كانت عليه في أي وقت مضى، وذلك بسبب تفاني قيادتها وضباطها. ونحن فخورون بالشراكة القوية والناجحة بيننا وبين لبنان ومع قوى الأمن الداخلي، وبما حققناه معاً. ونتطلع إلى مواصلة هذه الشراكة في السنوات المقبلة». وأضافت: «جهودكم تجعل لبنان والعالم مكاناً أكثر أماناً».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».