تحليل: هل من جديد في الغارات الاسرائيلية؟

TT

تحليل: هل من جديد في الغارات الاسرائيلية؟

بالتزامن مع انعقاد اجتماع في مجلس الأمن لبحث قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان الذي قوبل برفض عربي واوروبي، أعلنت دمشق تصدي الدفاعات الجوية السورية لـ«عدوان جوي إسرائيلي» شمال شرقي حلب، في وقت أعلن فيه «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القصف استهدف «مخزناً للسلاح تابعاً لإيران» ما أسفر عن مقتل موالين لطهران، وحرائق، وانقطاع الكهرباء عن ثاني أكبر مدينة سورية.
هذه الغارات لم تكن الأولى خلال السنوات الأخيرة، إذ حصلت آخرها في 21 يناير (كانون الثاني) عندما أعلنت تل أبيب توجيه ضربات «طالت مخازن ومراكز استخبارات وتدريب تابعة لـ«فيلق القدس» الإيراني، بقيادة قاسم سليماني، إضافة إلى مخازن ذخيرة وموقع في مطار دمشق الدولي.
لكن غارات مساء أول من أمس، اكتسبت أبعاداً جديدة، هي:
1- جاءت بعد أيام من إعلان ترمب السيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، الأمر الذي قوبل برفض عربي وأوروبي وأممي. وبررت واشنطن قرارها بزيادة النفوذ الإيراني قرب الجولان وفي سوريا. ونص قرار ترمب: «لا تزال الأعمال العدوانية التي تقوم بها إيران والجماعات الإرهابية، بما في ذلك (حزب الله)، في جنوب سوريا، تسمح لمرتفعات الجولان بأن تكون أرضاً محتملة لإطلاق الهجمات على إسرائيل. وإن أي اتفاق سلام ممكن في المستقبل في المنطقة لا بدّ أن يراعي حاجة إسرائيل لحماية نفسها من سوريا والتهديدات الإقليمية الأخرى. بناءً على هذه الظروف الفريدة، من المناسب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان». وقوبل بيان ترمب ببيانات من معظم الدول العربية والدول الأوروبية في مجلس الأمن؛ لأنه خرق مبدأ أساسياً في ميثاق الأمم المتحدة، نص على «عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة»، إضافة إلى خرقه لمبدأ «الأرض مقابل السلام»، جوهر عملية السلام التي رعتها إدارات أميركية سابقة.
2- جاءت الغارات بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران في 25 فبراير (شباط) الماضي، كانت العلنية الأولى منذ ثماني سنوات، وذلك بهدف تنسيق المواقف ضد الوجود الأميركي والغارات الإسرائيلية، وسط صمت روسي، إذ استبقت لقاء الأسد والمرشد الإيراني علي خامنئي، زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو بعد يومين.
3- بعد زيارة نتنياهو إلى موسكو في 27 فبراير الماضي، في أول زيارة له منذ التوتر الروسي - الإسرائيلي على خلفية إسقاط طائرة روسية في سبتمبر (أيلول). وطلب نتنياهو من موسكو التحكم في منظومة الصواريخ «إس - 300» إضافة إلى تشغيل «منع الصدام» القائم بين تل أبيب وقاعدة حميميم. وحذر نتنياهو وقتذاك إيران وسليماني من هجمات إضافية في سوريا.
4- بعد أسبوع من استضافة دمشق لاجتماع رؤساء الأركان: السوري والعراقي والإيراني، لبحث خطة عمل مشترك ضد الوجود الأميركي شرق سوريا، وفتح الحدود مع العراق، أحد المعابر الرئيسية من طهران إلى دمشق وبيروت.
5- بعد وصول وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى دمشق ولقائه الأسد، وبقائه في العاصمة السورية ليومين، للخوض في تفاصيل عسكرية، تركز على ضرورة توخي الحكومة السورية «الواقعية» في مقاربة ملفي شرق الفرات وإدلب. زيارة شويغو جاءت أيضاً بعد محادثات نتنياهو والرئيس فلاديمير بوتين.
6- حصلت في عمق الأراضي السورية، ذلك أن حملات القصف السابقة كانت تستهدف مناطق في دمشق ووسط سوريا وغربها. حصلت غارة واحدة على موقع إيراني في ريف دير الزور، شمال شرقي البلاد.
7- بعد تردد أنباء عن نقل مقر قيادة القوات الإيرانية من قرب دمشق إلى شمال سوريا، إثر انسحاب تنظيمات تابعة لإيران من ريفي درعا والقنيطرة، بناء على طلب روسيا.
8- تزامنت مع معلومات حول زيادة النفوذ الإيراني في شمال سوريا وشمالها الشرقي؛ خصوصاً في ريف دير الزور وفي الجنوب السوري، وتجنيد شباب سوريين في تنظيمات تابعة لإيران.
9- تزامنت مع حديث عن توتر روسي - إيراني ميداني واقتصادي، وقيام تنظيم موالٍ لروسيا بالهجوم على موقع تابع لدمشق في درعا.
10- انتهاء «داعش» جغرافياً شرق سوريا، وإعلان واشنطن إبقاء 400 جندي في قاعدة التنف وشرق الفرات لمنع عودة «داعش»، وملاحقة خلاياه، وضبط نفوذ إيران.



سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة بالشرق الأوسط... من هي؟

المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)
المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)
TT

سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة بالشرق الأوسط... من هي؟

المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)
المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)

قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش عيّن، اليوم الجمعة، وزيرة الخارجية الهولندية السابقة سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للمنظمة الدولية في الشرق الأوسط، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن كاغ ستواصل أيضاً دورها الحالي بوصفها كبيرة منسقي المنظمة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.

وأضاف حق أن تعيين كاغ مبعوثة للشرق الأوسط مؤقت، بينماً لا يزال غوتيريش يبحث عن بديل دائم لتور وينسلاند الذي استقال نهاية العام الماضي بعد أربع سنوات في منصبه.

تور وينسلاند (الأمم المتحدة)

من هي سيغريد كاغ؟

وفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة، تتمتع كاغ بخبرة واسعة في الشؤون السياسية والإنسانية والتنموية، وكذلك في الشؤون الدبلوماسية.

تم تعيينها في 26 ديسمبر (كانون الأول) 2023 في منصب كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2720 لسنة 2023.

وتقوم كاغ من خلال هذا الدور بتسهيل وتنسيق ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة. كما تقوم أيضاً بإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة معنية بتسريع إرسال شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة من خلال الدول التي ليست طرفاً في الصراع.

قبلها، شغلت منصب النائبة الأولى لرئيس الوزراء وأول وزيرة للمالية في الحكومة الهولندية منذ يناير (كانون الثاني) 2022. وقبل ذلك، شغلت منصب وزيرة التجارة والتعاون الإنمائي في هولندا في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) 2017 حتى مايو (أيار) 2021، ووزيرة للشؤون الخارجية حتى سبتمبر (أيلول) 2021.

تم انتخاب سيغريد كاغ زعيمة للحزب الاشتراكي الليبرالي في هولندا في سبتمبر 2020، ثم استقالت من هذا المنصب في أغسطس (آب) 2023. وقادت حزبها للفوز في انتخابات مارس (آذار) 2021.

سيغريد كاغ تعمل حالياً كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة (رويترز)

شغلت كاغ مجموعة واسعة من المناصب الرفيعة في منظومة الأمم المتحدة. فقد كانت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، في الفترة بين عام 2015 إلى عام 2017. ومن عام 2013 إلى عام 2015، عملت منسقة خاصة مشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبعثة الأمم المتحدة في سوريا.

كما شغلت منصب مساعدة الأمين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الفترة بين 2010 إلى 2013، ومنصب المديرة الإقليمية لمنظمة «اليونيسف» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأردن في الفترة بين 2007 إلى 2010.

قبل ذلك، عملت كاغ في العديد من المناصب العليا لدى «اليونيسف»، والمنظمة الدولية للهجرة، ووكالة «الأونروا».

كاغ حاصلة على درجة الماجستير في الآداب في دراسات الشرق الأوسط من جامعة إكستر البريطانية، وماجستير الفلسفة في العلاقات الدولية من جامعة أكسفورد، وبكالوريوس الآداب في دراسات الشرق الأوسط من الجامعة الأميركية بالقاهرة.

وتتحدث كاغ الهولندية والألمانية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والعربية.