روسيا تتّهم الولايات المتحدة بفرض إملاءات على فنزويلا

زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو خلال تجمّع مؤيّد له في كراكاس (أ. ف. ب)
زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو خلال تجمّع مؤيّد له في كراكاس (أ. ف. ب)
TT

روسيا تتّهم الولايات المتحدة بفرض إملاءات على فنزويلا

زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو خلال تجمّع مؤيّد له في كراكاس (أ. ف. ب)
زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو خلال تجمّع مؤيّد له في كراكاس (أ. ف. ب)

تواصل السجال السياسي بين الولايات المتحدة وروسيا حول الأزمة الفنزويلية، وفي إطاره ردّت موسكو اليوم (الخميس) على واشنطن التي نددت بإرسال عسكريين روس إلى فنزويلا، قائلةً إن روسيا "لا تهدد أحداً" في البلد الأميركي الجنوبي "عكس واشنطن"، ومتهمةً الأخيرة بأنها تسعى لفرض "إملاءات" على موسكو وكراكاس.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن "روسيا لم ترتكب أي مخالفة، ولم تنتهك الاتفاقات الدولية ولا القانون الفنزويلي. روسيا لا تغير ميزان القوى في المنطقة ولا تهدد أحداً، عكس" واشنطن.
واعتبرت زاخاروفا أن الانتقادات التي يطلقها مسؤولون أميركيون منذ بداية الأسبوع هي "محاولة متغطرسة منها لكي تملي على دولتين سيدتين كيف عليهما أن تديرا علاقاتهما". وأضافت: "روسيا وفنزويلا ليستا مقاطعتين في الولايات المتحدة".
ولم تتراجع النبرة بين واشنطن، التي تعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً بالوكالة وتطالب برحيل نيكولاس مادورو، وموسكو التي تتهم الولايات المتحدة بأنها تحاول تدبير "انقلاب" في هذا البلد الذي يملك احتياطياً ضخماً من النفط.
ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الأربعاء) روسيا إلى مغادرة فنزويلا بعد بلوغ التوتر بين الطرفين ذروته إثر إرسال موسكو عسكريين وعتاداً إلى كراكاس. فقد حطت طائرتا "أنطونوف 124" و"إليوشين 62" روسيتان في كراكاس الأسبوع الماضي. وكشفت وسائل إعلام فنزويلية أن الطائرتين نقلتا 99 عسكرياً مع 35 طناً من العتاد، بقيادة قائد القوات البرية الجنرال فاسيلي تونكوشوروف.
ونسبت وكالة "سبوتنيك" الروسية إلى مصدر دبلوماسي روسي تأكيده أن "لا شيء غامضاً" في إرسال الجنود وأن الأمر يأتي "في إطار تعاون تقني وعسكري" بين البلدين.
وقال الملحق العسكري في سفارة فنزويلا لدى روسيا جوزيه رافايل توريالبا بيريز: "أصر على القول إن الأمر ينحصر في مجال التعاون العسكري والتقني. الوجود العسكري الروسي لا علاقة له بتاتاً باحتمال تنفيذ عمليات عسكرية". وكشف أنه من المقرر أن يزور وزير الدفاع الفنزويلي موسكو أواخر أبريل (نيسان).
من جهتها، أكدت زاخاروفا أن "الخبراء الروس وصلوا إلى فنزويلا تطبيقاً لاتفاق ثنائي بين الحكومتين حول التعاون العسكري والتقني" عقده البلدان عام 2011. وأضافت أن العسكريين الروس سيبقون "طوال المدة التي تراها حكومة فنزويلا ضرورية".



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».