الجمالي: الأوضاع في بنغازي والجنوب باتت تسمح بإجراء انتخابات

TT

الجمالي: الأوضاع في بنغازي والجنوب باتت تسمح بإجراء انتخابات

قال السفير صلاح الدين الجمالي مبعوث الأمين العام للجامعة العربية إلى ليبيا، إن نتائج زيارته الأخيرة إلى مدينتي طبرق وبنغازي الليبيتين (شرق) كانت إيجابية، مشيراً إلى أنه التقى المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، حيث أكدا «دعمهما للعملية السياسية، والانتهاء من المرحلة الانتقالية».
وأضاف الجمالي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن جولته على بعض المناطق الليبية كانت فرصة للاستماع إلى مسؤولين محليين، ورجال أعمال، موضحاً أنهم تحدثوا معه عن ضرورة إعادة إعمار البلاد.
في غضون ذلك، لفت الجمالي إلى أن حفتر لديه رؤية واضحة للعملية السياسية، منوهاً بما قامت به قوات الجيش من تعقُّب الجماعات الإرهابية، والخارجين عن القانون في الجنوب. وقال الجمالي بهذا الخصوص: «وجدتُ لدى المشير حفتر والمستشار صالح إصراراً على ضرورة مشاركة الشعب الليبي في حل الأزمة، بحيث لا يُفرض عليه شيء من الخارج، وأن يتم الاتفاق على البرنامج المستقبلي بكل وضوح».
ورأى الجمالي أن «الوضع الجديد في جنوب البلاد وبنغازي بات يسمح بإجراء الانتخابات»، وقال في هذا السياق: «أعتقد أن الأمر نفسه ينسحب على العاصمة طرابلس، خصوصاً بعد الترتيبات الأمنية التي أجراها فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، مما يمهّد الطريق لإجراء انتخابات».
وعما إذا كانت الانتخابات ستتم، العام الحالي، قال الجمالي: «ربما تتم قبل نهاية العام لإنهاء الفترة الانتقالية، التي كلفت ليبيا خسائر كبيرة في البشر والاقتصاد والأمن»، لافتاً إلى أنه «في حال إجراء انتخابات سيكون الشعب الليبي هو صاحب السيادة. وهناك رغبة حقيقة في الوصول للحل، لأنه لم يعد بمقدور الشعب الليبي الانتظار أكثر من ذلك».
كما تطرّق الجمالي للحديث عن الملتقى الجامع، المقرر انعقاده الشهر المقبل في مدينة غدامس، وقال إن «هناك تساؤلات لبعض القوى عن طبيعة الأطراف التي ستشارك، وهل ستُدعى له أطراف بعينها تريدها الأمم المتحدة، أم سيتمّ اختيار المشاركين من طرف الليبيين أنفسهم لضمان وجود أطراف فاعلة؟». كما أوضح الجمالي أنه نقل جميع ملاحظات الليبيين إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.
وردّاً على سؤال حول اجتماع «الرباعي» حول ليبيا، في تونس، عشية القمة العربية، قال الجمالي: «هناك مشاركات على مستوى عالٍ، من بينها أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وفيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وموسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وهو اجتماع له دور مهم باتجاه حل الأزمة الليبية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.